إيفن الألمانية التي تزوجت يونس بلعربي في رحلة سياحية إلى أكادير
يصنع كريم بلعربي، لاعب باير ليفركوزن الألماني لكرة القدم، أفراح الألمان، ويعيش صراعا خفيا بين الرغبة في حمل قميص المنتخب المغربي والانتماء إلى كتيبة الألمان، وحين يخلد للنوم تتراقص أمام عينيه دروب الدار البيضاء، قبل أن يتذكر فضل ألمانيا عليه، ليحسم الموقف ويقرر حمل قميص الماكينة الألمانية.
لم يولد كريم من أب غاني كما ذهبت إلى ذلك بعض وسائل الإعلام، بل هو مغربي أبا عن جد، من والد اسمه يونس بلعربي، ابن مدينة الدار البيضاء، هاجر إلى الديار الألمانية، بداية تسعينيات القرن الماضي، وتزوج من ألمانية اسمها إيفن، وكتب أولى سطور الاغتراب.
قال حفيظ بلعربي، عم لاعب باير ليفركوزن، إن وسائل الإعلام اختلط عليها الحابل بالنابل، بعد وفاة يونس بلعربي، والد كريم، مع بداية الألفية الثالثة وتحديدا سنة 2003، ولم يكن عمر كريم آنذاك يتجاوز خمس سنوات، خاصة أن والدته الألمانية تزوجت في ما بعد من غيني قاطن بألمانيا، تكلف بتربية كريم، إلى جانب ثلاثة أبناء أنجبهم من زوجته الألمانية، ما جعل الجميع يظن أن كريم هو الآخر من الزوج الغيني، وهو ما نفاه عم بلعربي جملة وتفصيلا.
وعن طريقة تعرف والد كريم على زوجته الألمانية إيفن، قال أخوه إن يونس كان يشتغل في أحد فنادق مدينة أكادير، منذ سنة 1988، مؤطرا للضيوف الذين يحلون على الفندق، وهناك كان أول لقاء مع زوجته الألمانية، لتعود بعدها إلى برلين، قبل أن يلتحق بها يونس، سنتان بعد ذلك ويعقدا قرانهما، ويرزقا بطفل، اختارا له من الأسماء كريم، أصبح في ما بعد واحدا من نجوم الدوري الألماني «البوندسليغا».
وأكد حفيظ بلعربي، القاطن بحي بنجدية بمدينة الدار البيضاء، أن كريم كانت له زيارتان للمغرب، واحدة رفقة والده وهو في سن الثالثة من عمره، وكانت مناسبة لإقامة حفل ختان كريم، وفق الأعراف الإسلامية والمغربية، حيث أجريت له عملية الختان بمدينة القنيطرة سنة 1991، بقاعة خالة يونس بلعربي وهي معروفة بمدينة القنيطرة حيث تملك قاعة للأفراح بشارع أحمد شوقي بالمنظر الجميل، وتسمى الحاجة العبدي السعدية.
عاد بلعربي العم، ليذكر بسيناريو انقطاع العلاقة بين كريم وعائلته بالمغرب، بعد وفاة والده يونس، وهو في الخامسة من عمره تقريبا، قائلا: «يونس، أب كريم، توفي في الدار البيضاء، إثر سرطان في الرأس، وبعدها انقطعت الاتصالات بين العائلة وإيفن أم كريم، خاصة أنه كان صغير السن وليس بمقدوره التواصل معنا، وهو الحال الذي ظل لأكثر من عشر سنوات، رغم المحاولات التي قامت بها العائلة، عن طريق الاتصال بوالدة كريم، لكن كل هاته المحاولات باءت بالفشل».
وعن كيفية عودة العلاقة بين كريم وعائلته بالمغرب، قال عم اللاعب إن أهم أسباب ذلك هو محافظة كريم على لقب العائلة (بلعربي)، الذي رفض تغييره، رغم اقتراح أمه حمل اسم زوجها الغيني الجنسية، ما سهل عليه في ما بعد البحث عن اللقب عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، إذ تواصل في بادئ الأمر مع عمته، التي كانت تقطن أيضا بالديار الألمانية، ليحددا في ما بعد موعدا لإعادة صلة الرحم.
وبعد اللقاء الأول بين كريم وعمته في ألمانيا، طلب منها أن يرافقها إلى الدار البيضاء، مدينة والده، يونس المتوفى، من أجل ملاقاة عائلته وجدته التي كانت على قيد الحياة، إذ كان ذلك في صيف سنة 2010، وهو اللقاء الذي شهد بكاء وعناقا، خاصة من طرف جدة كريم التي تذكرت ابنها يونس، سيما أنه كان نسخة طبق الأصل من أبيه.
وعن برنامج العطلة التي قضاها كريم بالمغرب، قال عمه حفيظ إنها استمرت خمسة عشر يوما، قسمها كريم بين مدينة الدار البيضاء، وأسبوع بشاطئ المهدية بمدينة القنيطرة، وهي الفترة التي كان يحمل فيها كريم قميص فريق آينتراخت بروجفي الألماني، الذي انتقل منه إلى فريق باير ليفركوزن، إذ قال عمه إن كريم كان يقوم بتدريبات يومية أثناء العطلة بشاطئ المهدية، من أجل الحفاظ على لياقته البدنية قبل العودة إلى فريقه الألماني.
وختم عم بلعربي حديثه بأن كريم ظل يحافظ على تواصله الدائم مع العائلة، خاصة رفقة ابن عمه، عبد المنعم، الذي يجيد اللغتين الإنجليزية والألمانية، إذ يخبر العائلة دائما بجديده، وآخرها اتصال بادو الزاكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، بكريم، إذ توصل الطرفان إلى التحاق اللاعب بـ«أسود الأطلس» لكن سرعان ما غير بلعربي رأيه ورفض بإيعاز من وكيل أعماله تلبية دعوة الزاكي وامتنع عن الانضمام إلى بقية اللاعبين بمعسكر منتخب آبائه وأجداده.