طانطان: محمد سليماني
كشفت دورة مجلس جماعة طانطان الأخيرة عن عودة الدفء إلى العلاقة ما بين رئيسي كل من المجلس الجماعي للمدينة والمجلس الإقليمي، بعد سنتين من القطيعة ووقف أي شكل من أشكال الدعم والتعاون ما بين المؤسستين.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تضمن جدول أعمال دورة المجلس الجماعي المنعقدة الأسبوع الماضي، نقطا تنموية سيتم تمويلها بالكامل من ميزانية المجلس الإقليمي، بعدما كان المجلس الجماعي خلال سنتين من ولايته الانتدابية يرفض أي تعاون مع المجلس الإقليمي، بل إن العلاقة ما بين رئيسي المجلسين بلغت مستوى من الشد والجذب، ما أثر على إمكانيات التعاون بين المؤسستين المنتخبتين وتوقفهما.
وفجأة ظهر لكل المتتبعين، عودة الدفء للعلاقة ما بين الطرفين، وبدا أن المجلس الإقليمي على استعداد تام لدعم وتمويل بعض المشاريع الخاصة بجماعة طانطان المركز؛ كتهيئة وإحداث بعض الساحات العمومية، وشراء حاويات للنظافة، وإحداث ملاعب القرب بالمدينة، وشراء عتاد الإنارة العمومية لصالح الجماعة، وهي النقط التي تم التصويت على اتفاقياتها خلال الدورة الأخيرة، إذ من المقرر أن يخصص لها المجلس الإقليمي حوالي ملياري سنتيم.
وما أثار الاستغراب هو أن هذا التوافق ما بين رئيسي المجلسين المنتخبين، جاء فقط مباشرة بعد إنهاء مهام عامل طانطان بالنيابة، والذي كان على رأس عمالة الإقليم منذ سنة 2021، إلى حدود بداية شهر دجنبر الماضي، قبل إعادته إلى الإدارة المركزية لوزارة الداخلية.
ويمكن تفسير هذه التحركات المتسارعة بكون العامل السابق كان يقف على كل صغيرة وكبيرة في ميزانيات المجلسين، الأمر الذي كان يغيض رئيسيهما، لذلك لم يكن أي من المجلسين يود الإعلان عن أي مشروع، أو المساهمة فيه، إذ ظل الجميع ينتظر ما ستؤول إليه الأوضاع، خصوصا وأن العامل كان مكلفا فقط بالنيابة، وبعد إنهاء مهامه بالإقليم مباشرة، سارع عدد من رؤساء المجالس المنتخبة إلى إعلان عدد من الصفقات وطلبات العروض قبيل دخول السنة الجديدة.
واستنادا إلى المعطيات، فإن التفاهم ما بين رئيسي المجلسين الإقليمي والجماعي، لم يكن تفاهما لحظيا، بل إن تبادلا للمصالح ما بين المجلسين كان له دور حاسم في تلطيف الأجواء، ذلك أن المجلس الإقليمي سيضع يده على حديقة عمومية تابعة للملك الجماعي بالمدخل الجنوبي للمدينة، إضافة إلى الحصول على قطعة أرضية بالملعب القديم سيخصصها لبناء مقر للمجلس الإقليمي بها، مقابل تمويل بعض المشاريع بالمدينة، خصوصا وأن هذا الأخير لم يصرف أي سنتيم وسط المدينة منذ الولاية الحالية التي شارفت على انتصافها.