سُجلت صباح أول أمس الأربعاء، حادثة خطيرة تتعلق بجنوح مركب للصيد بالخيط قبالة مدخل بميناء الوطية بإقليم طانطان، كادت أن تنجم عنها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
واستنادا إلى المعطيات، فإن مركبا للصيد بالخيط يحمل اسم «شيماء» تعرض لحادث جنوح عن مساره عند مدخل الميناء، نحو منطقة رملية غير بعيدة. ولم تُعرف الأسباب الحقيقية لهذا الحادث الخطير، الذي استنفر مختلف السلطات المينائية للتحرك نحو مكان الحادث لإنقاذ طاقم المركب أولا، والبحث عن حلول عملية وناجعة لقطر المركب نحو حوض الميناء، قبل أن يجنح أكثر نحو مناطق صخرية، قد تؤدي إلى هلاك المركب. وتشير بعض المصادر المتطابقة إلى أن هذا الحادث تزامن مع فترة عرفت فيها المنطقة نزول ضباب كثيف قد يكون سببا في إعاقة رؤية المسار بوضوح، دون أن تنفي المصادر مشاكل الترمل التي يعرفها ميناء الوطية بين الفينة والأخرى.
ورغم أن الوكالة الوطنية للموانئ تقوم بشكل مستمر بجرف الرمال قبالة مدخل الميناء للحفاظ على سلامة البحارة والمراكب، حيث تقوم سنويا بجرف ما معدله 400 ألف متر مكعب من الرمال من مدخل ميناء طانطان. وخلال شهر دجنبر الماضي فقط وصلت إلى ميناء طانطان سفينة هولندية عملاقة لجرف الرمال بباب الميناء، وتعميق عمق مسارات السفن بمدخل الميناء وبحوضه. ورغم هذه المجهودات المبذولة إلا أن ظاهرة الترمل باتت تشكل كابوسا مرعبا يقض مضجع ربابنة سفن الصيد الساحلي والصيد في أعالي البحار بشكل مستمر.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تم خلال الأشهر الأخيرة اتخاذ قرار إغلاق مدخل ميناء طانطان في وجه حركة سفن الصيد البحري لفترات مختلفة من أجل فسح المجال لعمليات جرف الرمال التي تغلق مدخل الميناء، وتعيق حركة الدخول والخروج بشكل سلس.
ويربط عدد من المهنيين سبب التكرار الدائم لظاهرة الترمل بعدم نجاعة الحاجز البحري القائم في الحد من ظاهرة الترمل التي تحركها التيارات البحرية في اتجاه مدخل الميناء، والتي تصل في أحيان كثيرة إلى حد إغلاق الميناء، في انتظار الحل الوحيد الذي تقوم به السلطات المينائية، والمتمثل في عمليات جرف الرمال بواسطة الجرافات، غير أن هذا الحل لا يفي كلية بالغرض، ولا ينهي المشكل بشكل دائم، بل هو حل مؤقت فقط، حيث تعود الرمال إلى مدخل الميناء مباشرة بعد جرفها.
وبسبب استمرار ظاهرة الترمل بمدخل ميناء طانطان، فإن ربابنة سفن الصيد والمهنيين يتلقون بشكل دائم تنبيهات وتحذيرات حول ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر عند ولوج الميناء أو الخروج منه، حفاظا على سلامتهم وسلامة سفنهم. وما تزال وقائع جنوح ناقلة النفط «سيلفر» المحملة بحوالي 4940 طنا من الفيول الصناعي، عن مسارها قرب مدخل ميناء طانطان نهاية سنة 2013 عالقة بأذهان ربابنة بواخر الصيد، وذلك بسبب الرمال الكثيفة التي أغلقت باب الميناء.
طانطان: محمد سليماني