محمد اليوبي
بعدما فضحت «الأخبار» تمرير صفقات ضخمة بالملايير بوزارة الصحة قبل مغادرة الوزير أنس الدكالي لمنصبه بالحكومة في إطار التعديل الحكومي، وإعلان حزب التقدم والاشتراكية مغادرة الحكومة، صدر، أول أمس الأربعاء، قرار يقضي بإلغاء صفقة اقتناء الوحدات الطبية المتنقلة، بلغت قيمتها 7 ملايير سنتيم، فازت بها شركة أمريكية.
وأصدر رئيس لجنة فتح الأظرفة المتعلقة بطلب العروض المرتبط بهذه الصفقة يحمل رقم 12/2019/DPAAG/SG، وثيقة رسمية أعلن من خلالها عن إلغاء الصفقة بعد فتح الأظرفة المتعلقة بها يوم 17 شتنبر الماضي، ورست على شركتين تابعتين لشركة أمريكية، بمبلغ يقارب 7 ملايير سنتيم، بفارق 4 ملايير عن الكلفة الحقيقية للوحدات المتنقلة التي تم اقتناؤها، وكشفت المصادر أن الصفقة شابتها العديد من الخروقات والتلاعبات.
وأثارت هذه الصفقة الكثير من الجدل، وتتعلق بشراء 18 وحدة طبية متنقلة، ورست على شركتين تابعتين لنفس الشركة الأمريكية المختصة في توريد الأجهزة الطبية، وتم تقسيم الصفقة إلى ثلاث حصص، الأولى تخص اقتناء ست وحدات متنقلة طبية للفحص بالأشعة لداء السل، بمبلغ مليار و684 مليون سنتيم، أي بثمن 280 مليون سنتيم للوحدة، مع العلم أنه تم اقتناء الوحدات نفسها في صفقة سابقة بمبلغ مليار و80 مليون سنتيم، فيما كانت الوزارة تتوقع الكلفة التقديرية في الصفقة بمبلغ 14 مليونا و400 ألف درهم، حسب إعلان الصفقة، أي بفارق يفوق 604 ملايين سنتيم.
أما الحصة الثانية من الصفقة نفسها، والتي فازت بها نفس الشركتين، فتخص اقتناء ست وحدات متنقلة طبية للتصوير الشعاعي للثدي وأمراض النساء، بمبلغ 3 ملايير سنتيم، أي بثمن 500 مليون سنتيم للوحدة، فيما كانت الكلفة التقديرية للصفقة هي ملياران و520 مليون سنتيم. وبالمقارنة مع الثمن المتداول في صفقات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا مؤسسة «لالة سلمى» تم تفويتها خلال سنة 2018، فثمن الوحدة الطبية للتصوير الشعاعي للثدي وأمراض النساء لم يتجاوز 150 مليون سنتيم، ما ضيع على خزينة الدولة مبالغ مالية كبيرة تقدر بحوالي مليار و516 مليون سنتيم. وتتعلق الحصة الثالثة من الصفقة باقتناء ست وحدات متنقلة طبية لفحص العيون، فوتت لنفس الشركتين بمبلغ مليارين و127 مليون سنتيم، فيما حددت الكلفة التقديرية في طلب العروض بمبلغ مليار و920 مليون سنتيم، وتم اقتناؤها في صفقات مماثلة بمبلغ 900 مليون سنتيم، أي بفارق مليار و227 مليون سنتيم.
ومن بين الصفقات التي أثارت الكثير من الجدل كذلك، صفقة اقتناء دواء التهاب الكبد الفيروسي من نوع «س»، بمبلغ يفوق 4 ملايير سنتيم، خصص منه الثلثان لشركة أمريكية حصلت على الترخيص قبل أربعة أشهر فقط من إعلان طلب العروض، رغم أن شركة قدمت عرضا بثمن أقل.
وكشفت المعطيات المرتبطة بهذه الصفقة، أن الشركة الأمريكية قدمت عرضا بمبلغ 14 مليون درهم، أي بثمن 59,35 درهما لكل حبة دواء، فيما قدمت شركة أخرى منافسة عرضا أقل بمبلغ 300 مليون سنتيم، أي بثمن 24 درهما.