خالد الجزولي
ينطلق الموسم الكروي الجديد متم الأسبوع المقبل، على إيقاع مجموعة من الإكراهات، يعيشها عدد من الفرق الوطنية، كأثر رجعي عن المشاكل المتراكمة لسنوات من التسيير والتدبير العشوائي، وازدادت الصعوبات نتيجة قرار المنع من التعاقدات الصادر من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، في حق عدد من الفرق الوطنية الممارسة في القسمين الأول والثاني احترافي، إلى جانب
أن جاهزية الملاعب ماتزال تؤرق بال بعض الفرق الوطنية في القسم الاحترافي، إذ باتت مجبرة على نقل مبارياتها خارج القواعد.
هذا، في الوقت الذي يرى فيه أغلب المتتبعين للشأن الكروي، أن الموسم الحالي لن يكون مغايرا عن سابقيه، بالنظر إلى مجموعة من الأمور، التي لازالت تطبع المشهد الكروي الوطني، وتحديدا على مستوى الفرق الوطنية النخبة، سواء تعلق الأمر بالاستعدادات وكذا بحجم التعاقدات، التي يراد منها تقديم الإضافة إلى كرة القدم الوطنية، باستثناء جديد الموسم المقبل، والمتمثل في اهتمام الجامعة الملكية بالتكوين القاعدي وتطوير المواهب، التي يزخر بها المغرب.
قرار «الفيفا» ينغص على الفرق الوطنية
تسارع مجموعة من الفرق الوطنية الزمن، للتخلص من شبح المنع من التعاقدات، وتأهيل اللاعبين الذين تم التعاقد معهم في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، استعدادا للموسم المقبل، خاصة وأن القرار يطارد جل الأندية الوطنية بالقسمين الأول والثاني في نظام الاحتراف.
إذ يواجه 15 فريقا مغربيا عقوبة المنع من الانتدابات، ضمنهم 9 أندية من البطولة الاحترافية في قسمها الأول، و4 من القسم الثاني، وناديان من قسم الهواة، إضافة إلى فريقي الرجاء والوداد اللذين لم يتمكنا بعد من رفع عقوبة المنع رغم إبرام مجموعة من الصفقات خلال «الميركاتو» الصيفي، ما يجعل لاعبيهما الجدد غير مؤهلين لحمل قميص الفريقين، كما لم تتمكن الفرق الأخرى من رفع عقوبة المنع، حيث يتعلق الأمر بحسنية أكادير، شباب المحمدية، المغرب الفاسي، اتحاد طنجة، الدفاع الحسني الجديدي، أولمبيك آسفي، النادي المكناسي والمغرب التطواني.
وتواجه المكاتب المسيرة للفرق المعنية صعوبات كبيرة في إيجاد حلول لملفات النزاعات، من أجل رفع المنع من الانتدابات، في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها تلك الفرق، كما أنها تحاول تجهيز الضمانات الخاصة برفع هذه العقوبة ، حيث يعد ذلك أهم تحد لتأهيل اللاعبين الذين تم التعاقد معهم هذا الصيف.
الملاعب «صداع» في الرأس قبل انطلاق الموسم
يشكل إغلاق مجموعة من الملاعب الوطنية، وإخضاع البعض منها للبناء والبعض الآخر للإصلاح والترميم، صداعا في رأس مسؤولي الفرق الوطنية المعنية، حيث وجدوا أنفسهم مضطرين لنقل مبارياتهم خارج القواعد، أبرزها فرق العاصمة الرباط، حيث يتسبب إغلاق مركب مولاي الحسن، في إبعاد فريق الفتح صوب الملعب البلدي بالقنيطرة إلى جانب جاره الجيش الملكي، بعدما أغلق المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، في حين انتقل الاتحاد الرياضي التوركي إلى ملعب 18 نونبر بالخميسات، لاستقبال ضيوفه ضمن منافسات البطولة الوطنية الاحترافية.
هذا، في الوقت الذي خفف ملعب العربي الزاولي بمدينة الدار البيضاء، العبء على فريقي الرجاء والوداد، بعد أن أصبح جاهزا لاستقبال مباريات الفريقين معا سواء على مستوى المنافسات المحلية والقارية، في ظل استجابته لشروط دفتر التحملات، التي تضعها «الكاف» و«الفيفا»، بعد أن وجد الفريقان الموسم الكروي الماضي، صعوبة بالغة في تدبير ملف الملعب البديل لمركب محمد الخامس.
فيما لا زال الغموض يلف الملاعب المرشحة لاستضافة عدد من الفرق الوطنية، على غرار اتحاد طنجة، النادي المكناسي الوافد الجديد فضلا عن شباب المحمدية، على اعتبار أن ملعب البشير، مرشح بدوره للإغلاق وإخضاعه للإصلاح.
الاستعدادات على المقاس..
فضلت أغلب الفرق الوطنية للقسم الوطني الاحترافي، عكس السنوات الماضية، التحضير للموسم الكروي الجديد بالمغرب، وعدم الانسياق وراء «موضة» المعسكرات بالخارج، وهو التوجه ذاته، الذي سلكته أغلب الفرق الوطنية المقبلة على الواجهتين المحلية والإفريقية، حيث اكتفت أغلبها بالتحضير داخل القواعد، كما هو الحال بالنسبة لفريقي الجيش الملكي المشارك في دوري أبطال إفريقيا وكذا الاتحاد الرياضي التوركي إلى جانب نهضة بركان المنافسين ضمن الأدوار التمهيدية لمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، والاكتفاء بالتنقل بين مجموعة من المدن الوطنية لخوض سلسلة من المباريات الودية، باستثناء فريقي الرجاء البيضاوي، الذي استعد للموسم الكروي الجديد في تونس، فيما اختار حسنية أكادير، وجهة الإمارات، والاستعداد في ظروف أخرى مغايرة، في حين تأخرت فرق وطنية أخرى عن الشروع في التداريب على الرغم من اقتراب موعد انطلاق الموسم الكروي الجديد، نتيجة معاناتها من مشاكل بالجملة، كما يحدث مع فريق اتحاد طنجة.
ويعود قرار معظم الفرق الوطنية بالاستعداد والتحضير للموسم الكروي بالمغرب، إلى الإكراهات المالية التي تعاني منها أغلبها، وكذا رغبتها في تدبير جانبها المالي بالشكل الذي سيجعلها في منأى عن كل المشاكل، التي قد تؤثر سلبا على سير فرقها ونتائجها في البطولة الاحترافية.
الجامعة تبرز أهمية التكوين في تطوير كرة القدم المغربية
راهنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من خلال عقد اتفاقات شراكة، من أجل تطوير كرة القدم الوطنية والرفع من مستوى المواهب الكروية الصاعدة، التي يزخر بها المغرب، عبر إحداث صندوق خاص مخصص للتكوين يعتمد على نموذج اقتصادي يرتكز على تكوين لاعبين من مستوى عال ودمجهم ضمن فرق احترافية مما يضمن استدامة للمشروع، وذلك بإنشاء شركة مجهولة الاسم متخصصة تحت الإشراف التقني للإدارة التقنية الوطنية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وستحرص الجامعة على تجسيد طموحاتها في تطوير كرة القدم الوطنية على أرض الواقع، كون الصندوق سيقوم بتمويل التدبير العملي لمراكز التكوين، وذلك بالاعتماد على نموذج جديد في هذا المجال، لضمان التميز عبر تأطير المواهب الشابة بطرق احترافية بالإضافة إلى مساهمتها في تعزيز الاندماج المجتمعي للشباب وتطوير قيم الرياضة.
كما شدد فوزي لقجع في تصريح إعلامي على هامش توقيع اتفاقية الشراكة، على أن المغرب يؤسس لمرحلة جديدة، والانتقال النوعي في تطوير كرة القدم بالعمل الجماعي الاحترافي، ما سيمكنه من التوفر على مواهب كروية ستبرز عالميا، على اعتبار أن تحقيق الإنجازات العالمية بات ضرورة ملحة، معتبرا المرحلة الراهنة، التي تعيشها كرة القدم الوطنية، الأهم لكونها تشهد انتقالا نوعيا من حيث التطوير، كما تشكل فرصة للرفع من قدرات الشباب والشابات الكروية في كل ربوع المغرب في إطار تكوين احترافي، امتثالا للتوجيهات الملكية السامية في خطاب العرش السنة الماضية، والذي ذكر بأن الشباب المغربي كلما أتيحت له فرصة للاشتغال في ظروف احترافية يكون معطاء في مختلف المحافل.
.