أكادير: محمد سليماني
تخلصت الجماعة الترابية لأكادير من المركب الثقافي محمد جمال الدرة، الذي كان قائما بحي الداخلة، وشكل لما يقارب عقدين من الزمن فضاء ثقافيا لطلاب كليات جامعة ابن زهر، ومزارا لأنشطة الطلاب، باعتباره يقع قرب الكليات وإقامات الطلاب.
فبعد إغلاق المركب الثقافي منذ سنوات بداعي التهيئة، وتهيئة الحديقة المحاذية له، تقرر في الأخير تحويل بنايته إلى ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، واعتماد هذه البناية تابعة للمعهد ذاته، وذلك بعد إخضاعها لعمليات تأهيل وتهيئة بشراكة ما بين الجماعة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وافتتح المعهد أبوابه السنة الماضية في وجه الطلاب الراغبين في متابعة دراستهم العليا في مجال الفنون الجميلة، حيث استقبل المعهد الفوج الأول العام الماضي، فيما التحق الفوج الثاني هذه السنة، إذ تستمر الدراسة بالمعهد لثلاث سنوات تتوج بالحصول على شهادة دبلوم (باك + 3)، وهو يعادل الإجازة الجامعية، في تخصصات منها مجالات الفنون البصرية والفنون الجميلة، ثم التصميم. وبخصوص الدراسة داخل هذا المعهد الجديد بأكادير، والتي كانت تفتقد إلى مؤسسة من هذا القبيل، فإن السنة الأولى تعتبر جذعا مشتركا، حيث يتلقى الطلاب تكوينات في الرسم والصباغة والنحت وتاريخ الفن، بالإضافة إلى اللغات الأجنبية، فيما ابتداء من السنة الثانية، يتخصص الطلاب في شعبة من الشعب الثلاث المعتمدة بهذا المعهد، وهي الفنون التشكيلية، والتصميم والمجتمع، وشعبة الفنون السردية البصرية.
وخلال عمليات تأهيل هذا المركب الثقافي، وتحويله إلى فضاء دراسي، تم الاشتغال بشكل كبير على ملاءمته للغاية الجديدة المحددة له، إذ تم به إنشاء مساحات متعددة مخصصة للفنون التشكيلية، وأخرى للتصميم، والفنون البصرية، بالإضافة إلى تجهيزه بمرافق إدارية ومكاتب ومدرج مخصص لاستضافة العروض الفنية. كما يتضمن هذا المرفق قاعات دراسية وورشات متخصصة في مجالات فنية متعددة، إلى جانب مكتبة حديثة ومساحات مخصصة للعرض الفني، كما تبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 3979 مترا مربعا.