الزغاري لطفي:
دكتور باحث في مجال التغذية وعلوم الرياضة
على مريض السكري اتباع عادات صحية سليمة للتمكن من العيش بشكل طبيعي وتفادي التعرض لأي نكسة صحية. وترتكز هذه العادات بالأساس على كل من التغذية الصحية التي تتكامل مع العلاج الدوائي وطبيعته، والممارسة الرياضية، للتمكن من جعل مستوى السكر في الدم أقرب ما يمكن إلى المستوى الطبيعي.
إلى أي حد تساهم الرياضة في استقرار حالة مريض السكري؟
إلى جانب العلاج الدوائي، يمكن لمريض السكري تحسين جودة حياته ليعيش حياة طبيعية بعيدا عن أي مضاعفات بإمكانها إصابته، ويمكنه القيام بذلك من خلال الرياضة والنظام الغذائي الصحي والمناسب لحالته.
فالرياضة تعمل على حرق نسبة السكر الزائدة في الدم، في حال عدم تتبع المريض لحمية صحية ملائمة أو تناوله لأحد المكونات الغذائية الغنية بالسكريات. كما أن الرياضة تساعد على تعزيز صحة وعمل العروق الدموية، ومن جهة أخرى تحسن نشاط القلب.
ما هي أفضل أنواع الرياضات التي يمكن لمريض السكري ممارستها؟
يمكنه ممارسة جميع أنواع الرياضات، لكن في حال اختار ممارسة رياضة مرتفعة الشدة، عليه القيام بفحص مستوى السكر في الدم، لأن هذا النوع من الرياضات يخفض مستوى السكر في الدم، كما عليه القيام أيضا بفحص للقلب، ليرى إن كان قلبه في حالة صحية تستوعب هذا النوع من الرياضات القوية.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة تناول الوجبات الصحية بوقتها المناسب مع أخذ العلاج الدوائي أيضا، حتى لا ينخفض مستوى السكر في دم المريض خلال ممارسته للرياضة، مما قد يعرضه للإغماء، وفي حالات أخرى قد يتسبب الأمر في مشاكل أكثر خطورة قد تصل حدتها إلى درجة الوفاة.
ما مضاعفات الإفراط في الرياضة بالنسبة لمرضى السكري؟
كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، وكذلك الأمر بالنسبة لمريض السكري، ففي حال عدم أخذه تغذية صحية مناسبة لحالته، مع عدم الانضباط بأخذ أدويته، فالأكيد أن ممارسة هذا المريض للرياضة ستكون لها نتائج عكسية، كمعاناة المريض من آلام الرأس والدوخة وفقدان الوعي، وفي حال عدم تلقيه الإسعافات في الوقت المناسب من الممكن أن يتطور الأمر ليصاب المريض بغيبوبة. ولهذا من الضروري أن يستشير مريض السكري الأخصائي المتتبع لحالته الصحية قبل الشروع في ممارسة الرياضة.
بالنسبة للتغذية، ما الخطة الغذائية التي يجب أن يتبع مريض السكري للسيطرة على المرض؟
ليست هناك خطة غذائية يمكن أن تتماشى مع جميع حالات مرضى السكري، وإنما هناك بعض الأغذية التي يمكنهم تناولها وأخرى عليهم الابتعاد عنها.
أخصائي التغذية تحت إشراف الطبيب المعالج وحده القادر على اختيار النظام الغذائي المناسب لكل مريض، بحيث يتم أخذ مجموعة من الأمور بعين الاعتبار، من بينها نوعية وطبيعة العلاج الذي يأخذه المريض وكذلك تحاليل مستوى السكر في الدم.
ما هي المواد الطبيعية التي يجب الإكثار من تناولها لضبط السكر في الدم؟
ننصح مرضى السكري بالإكثار من تناول الأغذية أو المكونات الطبيعية ذات اللون الأخضر، خاصة الخضر الخضراء، التي تتميز بغناها بالألياف الغذائية، حيث تلعب هذه الأخيرة دورا مهما في تخفيض سرعة امتصاص ومرور السكر في الدم في حال تناول المريض لأحد المواد المحتوية على نسبة عالية من السكر.
ما المواد التي لا بد من الابتعاد عنها؟
السكريات المصنعة والبسيطة هي أهم ما يجب الابتعاد عنه، كونها ترفع مستوى السكر في الدم بطريقة جد سريعة. فعلى سبيل المثال المعجنات والقمح والشوفان، بالرغم من غنى هذه المكونات بالسكريات، إلا أنها سكريات لا ترفع مستوى السكر في الدم بطريقة سريعة، على عكس الحلويات سواء المنزلية أو الجاهزة، التي لابد من تجنبها بشكل كلي.
كما يمكن لمرض السكري أن يكون مرتبطا بمجموعة من الأمراض الأخرى، كالكولسترول والضغط الشرياني، لهذا ننصح المرضى بالتقليل من الدهون الغير صحية.
ما رأيك في إقبال بعض مرضى السكري على بعض الوصفات الطبيعية المحضرة من الأعشاب للمساعدة على ضبط السكر في الدم؟ ما مدى فعاليتها؟ ومتى يمكن أن تلحق الضرر بصحة المريض؟
لا أنصح أبدا مرضى السكري بتتبع هذا النوع من العلاجات. صحيح أنه توجد بعض الأعشاب التي تساعد على تخفيض مستوى السكر في الدم، إلا أننا غير قادرين على تحديد القياس المدقق لأخذها بالشكل الصحيح لتفي بغرض العلاج وتخفيض نسبة السكر في الدم، الأمر الذي يجعل الإفراط في استعمالها يتسبب في خفض كبير لمستوى السكر وبالتالي تعريض الجسم لمشاكل صحية وخيمة.
ومن جهة أخرى هناك بعض الوصفات العلاجية التي تكون عبارة عن مزج بين عدة أعشاب، الأمر الذي قد يجعلها تتفاعل فيما بينها لتعطي نتائج عكسية، بسبب تفاعلات كيماوية سامة، فيصاب المريض بمشاكل على مستوى الكليتين أو المثانة أو الجهاز الهضمي.