النعمان اليعلاوي
خلف قرار إغلاق المستشفى الجامعي ابن سينا (السويسي) بالرباط، ونقل جميع خدماته ووحداته الإدارية إلى مراكز استشفائية أخرى بالرباط ومدن أخرى ضمن جهة الرباط سلا القنيطرة، استعدادا لهدم هذه المؤسسة الصحية الكبرى، (خلق) أزمة لدى عشرات من المرضى المعوزين الذين يضطرون إلى التنقل بين مدينتي سلا وتمارة، للاستفادة من الخدمات الصحية العمومية، وهو ما يعمق من معاناتهم الصحية، ودفع بعدد منهم إلى الإحجام عن تلقي العلاجات والتنقل إلى مستشفيي مولاي يوسف ومولاي عبد الله، بالإضافة إلى عدد من مستوصفات القرب بمدينة تمارة. وأشارت مصادر إلى أن الفئات الأكثر تضررا من هذا الوضع، هم المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب، والفشل الكلوي، والذين كانوا يعتمدون على مستشفى ابن سينا لمتابعة حالاتهم بشكل منتظم، حيث إن الإغلاق أدى إلى اضطراب جداول العلاج، وأجبر بعض المرضى على السفر لمسافات طويلة، أو تحمل تكاليف العلاج في القطاع الخاص، وهو ما لا يقدر عليه الكثيرون.
في السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أنه وسط هذا الوضع تعالت أصوات المواطنين ومنظمات المجتمع المدني، للمطالبة بإيجاد حلول عاجلة، كإنشاء مراكز مؤقتة لاستيعاب المرضى، أو تعزيز قدرات المستشفيات الأخرى في المنطقة، كما دعا البعض إلى تسريع وتيرة بناء المستشفى الجديد، وضمان استمرارية الخدمات الصحية خلال فترة البناء، رغم أن مشروع إعادة بناء مستشفى ابن سينا يعد خطوة مهمة لتطوير القطاع الصحي في المغرب، إلا أن غياب التخطيط المسبق لضمان استمرارية الخدمات الصحية أثّر بشكل كبير على الفئات الأكثر هشاشة، مبينين أن الأمل يبقى معلقا على تسريع وتيرة الحلول، للتخفيف من معاناة المرضى وضمان حقهم في العلاج اللائق.
وكانت إدارة المستشفى كشفت أن قرار الإغلاق يأتي في إطار مشروع إعادة بناء مستشفى ابن سينا، حيث تم توزيع الخدمات الاستشفائية مؤقتا على عدد من المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للجهة، بما في ذلك مستشفى الولادة السويسي، المعهد الوطني للأنكولوجيا سيدي محمد بن عبد الله، مستشفى الاختصاصات، ومستشفى مولاي يوسف. كما شملت القائمة مستشفى الأميرة للا عائشة بالصخيرات تمارة، ومستشفى مولاي عبد الله بسلا، ومستشفى الزموري بالقنيطرة، ومركز التشخيص متعدد التخصصات النهضة بالرباط، بالإضافة إلى المركز الطبي للقرب بتمارة واليوسفية.
وأشارت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي إلى أن هذا التحول يأتي بالتزامن مع تقدم أشغال بناء المجمع الطبي الجديد لابن سينا، الذي تبلغ كلفته نحو 6 مليارات درهم، ومن المتوقع افتتاحه في عام 2025، وسيمتد هذا المجمع على مساحة 13 هكتارا، ويتضمن مستشفى عاما بسعة 916 سريرا ومركزا طبيا جامعيا جديدا يضم أحدث التقنيات الطبية، كما يشمل المشروع إنشاء برج للإقامة الطبية مكون من 33 طابقا فوق الأرض وطابقين تحت الأرض، بالإضافة إلى مركز طبي تقني مكون من خمسة طوابق، وبرج من 11 طابقا مخصصا للعصبة الوطنية لمقاومة أمراض القلب والشرايين. كما سيتم إنشاء مركزين للمؤتمرات والتدريب، كجزء من هذا المجمع الطبي الحديث.
