شوف تشوف

الرئيسيةتقاريررياضة

إغلاق الملاعب.. عندما تصبح الأندية بلا مأوى

ضرر مالي كبير وتعويضات هزيلة وانتظار إصلاح الوضع

إعداد: يوسف أبوالعدل

يشكل إغلاق الملاعب الوطنية في وجه الأندية والمنتخبات الوطنية مشكلا عويصا تعاني منه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في إجراء مباريات ومسابقات المنتخبات الوطنية والعصبة الاحترافية في تنظيم وبرمجة مواجهات الدوري الاحترافي، ما يجعلها في مواجهة مباشرة مع الجمهور الذي لا يرغب في سماع المشاكل وينتظر حلولا آنية لمباريات فرقه، وخاصة تلك المشاركة في المسابقات الخارجية، وأخرى وجدت نفسها تلعب خارج محيط مدنها، حافلات فرقها متنقلة دوما سواء في الذهاب أو الإياب، ما يشكل مشكلا عويصا لهذه الأندية ومناصريها خلال الموسم الرياضي الجاري.

«الأخبار» تعيد تحليل وضع الراهن للملاعب المغربية والبطولة الوطنية والمنتخبات من خلال قراءة في الوضعية الآنية والمستقبلية التي تتحكم فيها إعادة افتتاح الملاعب الكبرى للمملكة.

 

«الكان» و«المونديال».. ملاعب جديدة

وجد المغرب نفسه، وهو مرشح لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030 وقبلها كأس إفريقيا للأمم 2025، مجبرا على إعادة إغلاق ملاعبه الكبرى مع تدشين أخرى جديدة ليكون البلد عند حسن ظن العالم الذي سيتابعه من كل القارات في حفل إفريقي أول وبعدها بخمس سنوات في مونديال متعدد الفروع.

هذه المعطيات فرضت إغلاق ملاعب المملكة الكبرى للإصلاح وإعادة التهيئة، وهي الملاعب المتمثلة في مركب أكادير الذي يستقبل فيه الحسنية، وطنجة الذي يستقبل فيه الاتحاد، ثم مراكش معقل الكوكب والمركب الرياضي محمد الخامس فضاء الرجاء والوداد وجماهيرهما في رسم الإبداعات، والمجمع الرياضي مولاي عبد الله معسكر الجيش الملكي والفتح الرياضي، ومركب فاس ملعب «الماص»، ومع هذا العدد وصل نصف عدد أندية الدوري الوطني الاحترافي دون ملعب ما جعل فضاءات أخرى تبدو كأنها تستقبل دوريات سنوية على غرار ملعب البشير بالمحمدية والعبدي في الجديدة والبلدي ببرشيد والقنيطرة.

المنتخب الوطني هو الآخر عانى من هذا المشكل ووجد في ملعب وجدة الشرفي أفضل مخرج خلال التوقفين الدوليين الأخيرين، بعد إغلاق كل الملاعب الكبرى للمملكة، لكنه لم يتضرر بحكم تباعد التوقفين والنتائج المرضية التي حققها أشبال وليد الركراكي في اللعب بوجدة.

 

«الويكلو» والترحال.. مشاكل الأندية

وجدت الأندية الوطنية نفسها مجبرة في تقبل الوضع الحالي الذي يعيشه المغرب وكرته الوطنية، إذ لا يمكن السير ضد التيار الذي يبدو الأصلح لمستقبل الكرة المغربية، لكن الأندية، وخاصة جماهيرها، ترغب في حلول عاجلة تساعد الفرق المتضررة أولا في تحقيق نتائج جيدة وأرباح مالية وحضور للترفيه في الملاعب، بعدما ضاق المناصرون ذرعا بقرار منع الحضور الجماهيري في أعقاب ترحيل مباريات أنديتهم إلى ملاعب أخرى غالبيتها خارج مدنهم الأصلية.

ووجد العديد من الأندية والمناصرين أنفسهم أمام قرار آخر غير إغلاق الملعب، يتمثل، هذه المرة، في منعهم من الترحال أيضا بإجراء مباريات أنديتهم بدون حضور جماهيري بذريعة «دواعي أمنية» حسب العصبة الاحترافية، قبل أن يخرج الأمن نفسه لتأكيد استعداده لاستقبال أي مناصرين في أي مدينة يرغب فيها الجمهور المغربي، ما خلق نقاشا لم يخرج بأي نتيجة مهمة في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه.

 

خسائر بملايير السنتيمات

لم تسلم العصبة الاحترافية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من خرجات لرؤساء أندية يصيحون بأزمة مالية خانقة تعيشها أنديتهم بسبب إغلاق الملاعب، ما فرض على جميع المتدخلين في الرياضة المغربية وكرة القدم على وجه الخصوص التعامل مع الظرفية بجدية وصرامة.

فريقا الرجاء الرياضي والجيش الملكي، ممثلا المغرب في عصبة الأبطال الإفريقية، يظلان أكبر المتضررين من هذا الإغلاق بسبب كثرة المباريات التي يخوضها الناديان هذا الموسم والمتفرقة بين مباريات الدوري الوطني الاحترافي و»الشامبينسليغ» التي وصل الناديان إلى دور مجموعاتها، وبعدهما الوداد الرياضي بقاعدته الجماهيرية الكبيرة والتي وجدت بعض الآلاف منها في ملعب العربي الزاولي فرصة لاقتناص بعض الملايين لا تغني ولا تسمن من جوع في ظل كثرة المصاريف المفروضة على النادي والتي يجب تدبيرها بشكل شهري إن لم نقل يومي.

ووصلت خسائر الأندية الوطنية المتضررة من إغلاق الملاعب إلى عشرين مليار سنتيم تقريبا، تصدر فيها فريقا الرجاء والجيش الملكي القائمة بحكم الاستحقاقات سالفة الذكر التي يخوضانها هذا الموسم في انتظار المباريات ويليهما الوداد الرياضي المبتعد عن الصدارة بحكم خوضه مباريات الدوري الوطني الاحترافي وحيدا بملعبه، وبعده يأتي فريقا المغرب الفاسي واتحاد طنجة بحكم قاعدتهما الجماهيرية، وحسنية أكادير.

ووجدت الأندية نفسها متضررة بضرورة التنقل في مباريات تستقبلها في أراضيها ما يزيد من ارتفاع فاتورة المصاريف المالية، ما جعلها ترفع من صوتها مطالبة بضرورة التدخل لإنقاذ الوضع قبل أن تغرق سفينة هذه الأندية للإفلاس، خاصة أنها غارقة في مشاكل رفع المنع والملايين المفروض وضعها للاعبين لجؤوا إلى القضاء الرياضي ويطالبون بمستحقاتهم عاجلا ما جعل مطرقة وسندان المشاكل تضربان الأندية من كل الاتجاهات.

 

الجهات والمجالس تتدخل لإنقاذ الوضع

وجد المسؤولون عن مجالس مدن وجهات المملكة أنفسهم أمام ضرورة التدخل الفوري لإنقاذ الأندية المتضررة، وهو الأمر الذي تحلى به مجلس جماعة الدار البيضاء الذي منح 300 مليون سنتيم، لكل فريق بيضاوي لمساعدته في الظرفية الحالية، ناهيك عن رفعه من قيمة الدعم السنوي للناديين الذي وصل إلى خمسمائة مليون سنتيم، هذا بالإضافة إلى المداخيل الأسبوعية التي يجنيها الناديان من مبارياتهما بالعربي الزاولي، رغم أنها صغيرة بحجم المداخيل الأسبوعية التي كانت تعود عليهما من مباريات المركب الرياضي محمد الخامس.

جماعة أكادير منحت مائة مليون سنتيم لفريق المدينة الأول الحسنية، وهي المنحة ذاتها التي توصل بها المغرب الفاسي، فيما اتحاد طنجة يعاني الأمرّين في انتظار صرف مائتي مليون سنتيم وعد بها المسؤولون، فيما مسؤولو الرباط لم يبوحوا بقيمة الدعم المالي الذي وضعوه تحت تصرف ممثلي العاصمة الجيش الملكي والفتح الرياضي بسبب مشكل الملعب رغم أن الفتح يعاني أقل الأضرار بحكم قاعدته الجماهيرية.

 

المستقبل.. بطولات بنظام عال

ظل عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، يتحدث دائما عن ضرورة مساعدة الأندية والجماهير للبلاد وليس العصبة الاحترافية فقط في الظرفية الحالية، لأن كل الأشغال الجارية حاليا شمال وجنوب المملكة في صالح الكرة المغربية وخاصة البطولة الوطنية، التي ستستفيد كثيرا من إعادة افتتاح الملاعب سالفة الذكر في وجه اللاعبين والجمهور، ما سيرفع من قيمة الدوري الوطني واللاعب المحلي، متمنيا، في آخر خرجاته، أن يكون الموسم الحالي الأخير في ظل هذه المشاكل في أفق احتضان المغرب أولا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم دجنبر من السنة المقبلة والمونديال سنة 2030.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى