اختارت جمعية أفق للثقافة والإبداع بسيدي سليمان، والتي تعتبر من أنشط الجمعيات الثقافية على مستوى الإقليم، توجيه مراسلة (توصلت «الأخبار» بنسخة منها)، إلى وزير الثقافة والتواصل، بشأن مصير المركز الثقافي بسيدي سليمان، بعدما جرى خلال الفترة الماضية، تحويل مقر للكنيسة يجاور مقر الإقامة العاملية على مستوى شارع بئر أنزران إلى مركز ثقافي، حيث طالبت الجمعية المذكورة، محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، بالتدخل لوضع المركز رهن الاستعمال الثقافي والفكري والفني والتربوي، في مدينة تفتقر إلى مثل هاته المؤسسات، والتي هي في حاجة ماسة إليها، وفق مضمون مراسلة الجمعية.
وكانت «الأخبار» قد أشارت في مقال سابق إلى أن العديد من علامات الاستفهام باتت تطرح وسط المهتمين بالشأن المحلي بسيدي سليمان، بخصوص أسباب تعثر افتتاح مشروع المركز الثقافي، بعدما جرى في وقت سابق تسليم بناية الكنيسة الأرثوذكسية التي شيدت سنة 1914 لفائدة المجلس الجماعي لمدينة سيدي سليمان، وتكلف مجلس جهة الرباط – سلا- القنيطرة، خلال ولاية عبد الصمد سكال، برصد غلاف مالي يناهز 200 مليون سنتيم، ضمن كلفة مالية إجمالية تصل إلى نحو أربعة ملايين درهم، من أجل إصلاح وترميم وتهيئة ساحة المركز الثقافي، وشهدت سنة 2019 معاينة الأشغال المنجزة بالمركز الثقافي المذكور، من طرف لجنة مختلطة ضمت ممثلين عن مجلس جهة الرباط والمجلس الجماعي، قبل أن يتم الإعلان عن نهاية الأشغال به، ليظل مغلقا في وجه العموم.
يأتي ذلك في ظل فشل المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان، الذي يتحمل مسؤولية تدبير شؤونه عبد الواحد خلوقي، عن الوفاء بالوعود المقدمة إلى المواطنين، بعدما جرى في أكثر من مناسبة من طرف المسؤولين بالمجلس الإقليمي، لاقتراب موعد افتتاح المركز الثقافي، وعقد المجلس الإقليمي لهذا الغرض، اجتماعا موسعا حضره ممثلو بعض الجماعات الترابية، والمديران الإقليمي والجهوي لقطاع الثقافة، رفقة «رشدي فرشادو»، باشا المدينة السابق، وتعهد حينها الجميع بمن فيهم «خلوقي»، باتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل تجهيز وافتتاح المركز الثقافي، على الرغم من كون المركز المذكور يقع بالنفوذ الترابي للجماعة الترابية لسيدي سليمان، حيث ظل «خلوقي» يراهن للخروج من مأزق غياب السيولة المالية المطلوبة لتجهيز المركز الثقافي، وتوفير الموارد البشرية، على عقد اتفاقية شراكة مع المجلس البلدي لسيدي سليمان، دون أن يحدد بشكل واضح التزامات المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان.
ويجهل إلى حدود كتابة المقال مصير التحقيقات التي باشرتها، في وقت سابق، الفرقة الجنائية الولائية المكلفة بالجرائم المالية والاقتصادية بولاية أمن القنيطرة، بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة. وبناء على الشكاية المقدمة من طرف الأبرشية الرومانية الكاثوليكية في الرباط، بعدما انفردت «الأخبار» بإثارة فضيحة اختفاء عدد من ممتلكات الكنيسة الكاثوليكية بمدينة سيدي سليمان
(المركز الثقافي حاليا)، التي كانت معروفة باسم eglise notre-dame du beht، التي تم بناؤها سنة 1914، خاصة ما يتعلق باختفاء الصليب والسياج الذي كان موجودا فوق سقف الكنيسة والسياج الذي كان يحيط ببنايتها، وغيرها من الممتلكات، حيث سبق استدعاء ثلاثة موظفين للتحقيق في ظروف وملابسات اختفاء عدد من التحف الثمينة، من قبيل آلة موسيقية عبارة عن «بيانو»، وعدد من «أواني الخدمة» والمعدات المستعملة في إقامة شعائر القداس الديني للطائفة الكاثوليكية، وصليب وتمثال ولوحات وكراسي، وتحف مصنوعة من الفضة والذهب (الكأس والمستير والمبخرة والصينية والنجم ودرج البخور والقوارير)، وهي المحتويات التي تأكد عدم إيداعها بالمستودع البلدي التابع لجماعة سيدي سليمان، ولم يكن حينها للجماعة أي إشراف مباشر على مقر الكنيسة، بحكم مسؤولية المجلس الإقليمي عن عملية إصلاح البناية، بناء على الدعم المالي المقدم من طرف مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة البالغ قيمته نحو 200 مليون سنتيم.