شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسية

إعلام فرنسي مصدوم

لم يهضم بعض الإعلام الفرنسي الغارق في التراث الاستعماري المقيت حدث تأهل المنتخب المغربي إلى مباراة نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، والحضور ضمن المربع الذهبي.

هذا الإنجاز المغربي الباهر لم يمر دون أن يخلف ارتدادات الإعلام الفرنسي، الذي ما زال ينظر إلى المغرب بمنظار الأمس.

وأخذت الحملة الإعلامية أبعادا تتجاوز النقد الكروي المسموح به، إلى تجاوزات سياسية تهدف إلى تشويه التضامن العربي في ما بين الجماهير العربية، ومهاجمة دعم بعض اللاعبين، وتحميل رفعهم علم الشعب الفلسطيني ما لا يحتمل. فيما وجدها البعض من الإعلام المريض فرصة لإظهار عدائه الدفين ضد الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، التي تحتفي بانتصار منتخبها، وعمل على التجييش ضدها، فقط لأنها تساند رياضيا وطنها الأصلي.

إن الحملة الإعلامية لبعض الإعلام الفرنسي، سواء كان عاما أو خاصا، لا تعكس المعنى النبيل للرياضة والتنافس الكروي في أرقى بطولة في العالم، ولا تصب في مصلحة البلدين البتة، حتى وإن كان الإعلام الفرنسي يبرر هجمته الشرسة، بحجة حرية الرأي والتعبير.

والحقيقة أن الحملة الإعلامية لم تنطلق عبثا أو من فراغ، بل تأتي في سياق دبلوماسي وجيوستراتيجي مغاير، محكوم بخوف فرنسا من فك المغرب ارتباطه بها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وبالتالي خسارة جزء كبير من مصالحها واستثماراتها لصالح حلفاء المغرب الجدد، سيما الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما من شأنه أن يرفع من دور بلدنا إقليميا ودوليا.

ما لا يفهمه الإعلام الفرنسي الذي يصطاد في المستنقعات، أن استمرار حملاته ضد بلدنا ومواطنيه، سيزيد من تعقد العلاقات المغربية ــ الفرنسية المتأزمة أصلا بفعل عوامل أخرى، فالمغرب لم يعد يقبل بالابتزاز، ورؤيته واضحة في تحقيق إنجازاته الرياضية والاقتصادية والجيوستراتيجية، وكل الحملات الدعائية الفرنسية المغرضة لن تنال من سمعة وقوة المغرب، سواء في الرياضة أو غيرها، بل ستضر حتما بمصالح الأطراف التي تقف خلفها.

لذلك نقول للإعلام الفرنسي كفى من الاختباء وراء بطولة كأس العالم، والتواري وراء تشجيعات الجمهور في باريس والدوحة، وإذا كانت فرنسا تريد أن تقول شيئا للمغرب فعليها أن تفعل ذلك بشكل مباشر، بعيدا عن حملات إعلامية عدائية تسيء للبلد النابعة منه مثل هكذا دعايات مغرضة، قبل البلد المستهدف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى