إعلام باع ضميره
رفضت إدارة إذاعة وتلفزيون إسبانيا، التابعة للحكومة الإسبانية «إر تيفي»، والإعلام الرسمي الإسباني عامة، الحضور لتندوف لتغطية الحدث السنوي الذي تنظمه جبهة بوليساريو وولي أمرها الجزائر للاحتفال بأوهام التأسيس لجمهورية الوهم، حيث يتم استقدام وفود إعلامية مدفوعة الأجر من أوربا وأمريكا اللاتينية لتسويق «بروباغندا» الانفصال. ولئن فجر قرار رفض الإعلام الرسمي الإسباني جدلا حول أخلاقيات المهنة والتحذير من تحول بعض الصحافيين إلى أدوات في أيدي جماعات اللوبي الجزائري، فإن الأمر لم يخف بين ثناياه غابة من السلوكات اللامسؤولة، بل والمشبوهة، لبعض المنابر الإعلامية الإسبانية، التي باعت بند الضمير المهني لإغراءات المال ومركب المصالح على حساب القواعد المهنية، فانخرطت في مسلسل استهداف وحدتنا الترابية والتعامل معها بكيفية تنعدم فيها قواعد المهنية ومبادئ النزاهة والموضوعية المفروضة في كل ممارسة إعلامية مسؤولة ونزيهة.
لقد أضحى واضحا اليوم، من خلال مشاركة بعض الصحافيين في أنشطة تسيء إلى وحدتنا الترابية بإيعاز من «كابرانات» قصر المرادية، أن الأمر لم يعد مجرد أخطاء مهنية عرضية، أو قراءة مغلوطة للأحداث المرتبطة بالشأن السيادي المغربي، وإنما نحن الآن أمام لجوء ممنهج ومخطط له، من لدن عدد من وسائل الإعلام الإسبانية، المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية، إلى منطق الابتزاز والاتجار بقضايا الشعوب من أجل تحقيق مصالحها، عبر المساهمة في تسويق وفبركة وقائع غير موجودة في الواقع ولا تمت للتاريخ ووحدة الشعوب بأي صلة.
لا بد أن يفهم جزء من الإعلام الإسباني أن غطرسة بعض صحافييه الذين يهاجمون الوحدة المغربية كلما فتحت أمامهم الفرصة، ليست المسار الصحيح للضغط على بلدنا، الذي لا يمكن أن يتجاهل وجود أصوات كثيرة ومنصفة داخل الجسم الإعلامي الإسباني اتخذت وتتخذ موقفا موضوعيا ومهنيا من قضيتنا الأولى.