طرفاية: محمد سليماني
تحولت مدينة طرفاية إلى مقبرة للمدراء الإقليميين للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وذلك بتحطيمها الرقم القياسي في عدد المسؤولين، الذين تناوبوا على تدبير قطاع التعليم بالإقليم في فترة وجيزة جدا.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تم، أول أمس السبت، إعفاء المدير الإقليمي للتربية الوطنية بمدينة طرفاية من مهامه، وتكليف مسؤول آخر بتدبير شؤون المديرية، إلى حين تولي مسؤول آخر رسميا المسؤولية بعد فتح التباري. وبحسب المعطيات، فإن المدير الإقليمي المعفى لم يمض على تعيينه على رأس المديرية سوى أقل من 10 أشهر فقط، ذلك أنه تم تعيينه في هذا المنصب في أكتوبر 2021، أي بعيد الدخول المدرسي، ليتم إعفاؤه مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الدورة الاستدراكية للبكالوريا، التي احتلت فيها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالعيون مراتب متأخرة، ولم تحصل على المعدل الوطني للنجاح.
ويعرف قطاع التعليم بمدينة طرفاية وضعا غير مستقر، ذلك أنه خلال الموسم الدراسي الماضي، والموسم الدراسي المنتهي (2021/2022)، تناوب على تدبير قطاع التعليم أربعة مدراء إقليميين، ثلاثة منهم خلال موسم دراسي واحد، منهم مدير إقليمي تحمل المسؤولية لثلاثة أشهر فقط، إذ تم تكليفه بهذا المرفق يوم 28 ماي 2021، أي قبل يومين فقط من انطلاق امتحانات البكالوريا، وتم إعفاؤه من جديد قبل أسبوع من الدخول المدرسي الجديد، فيما المدير الإقليمي المكلف الذي سبقه تم تكليفه بالمهمة ذاتها لمدة أربعة أشهر فقط.
ويبدو أن منصب مدير إقليمي للتربية الوطنية بطرفاية أضحى منصبا ملغوما لا يعرف الاستقرار، فقبل ذلك كانت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالعيون قد حددت يوم 13 يوليوز 2021، موعدا لإجراء المقابلة الشفهية مع 11 مترشحا تقدموا للتنافس على منصب مدير إقليمي بطرفاية، من بينهم سيدة واحدة، بعدما سبق أن أصدرت الأكاديمية أيضا يوم 25 ماي 2021 قرارا بشأن فتح الترشيح على هذا المنصب للمرة الثانية، دون أن يتم الإعلان عن نتائج التباري الأول المعلن عن فتحه يوم 21 يناير2021، وانتهت آجال إيداع ترشيحاته يوم 12 فبراير من السنة ذاتها، كما أنه لم يتم إصدار أي بلاغ أو إعلان عن أسباب إلغاء نتيجة التباري خلال المرة الأولى، أو وضع عبارة «لا أحد» في إعلان النتائج، كما هو معمول به.
وبحسب معطيات حصلت عليها «الأخبار»، فإن المصالح المركزية لوزارة التربية الوطنية آنذاك قد تدخلت من أجل إلغاء نتيجة التباري على المنصب، وإصدار تعليماتها من أجل إعادة الترشيح مرة ثانية، وذلك بعدما توصلت بمعطيات مكتوبة حول «شبهات» تتعلق بترجيح كفة أحد المتبارين المقرب من بعض النافذين بالأكاديمية الجهوية للعيون، بل إن أخبارا راجت قبل إعلان النتائج عن فوز هذا المتباري بالمنصب. من جهة أخرى، أكدت مصادر متطابقة أن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، توصل برسالة مكتوبة من أحد المتبارين على المنصب، تكشف عما أسمتها المصادر «اختلالات» و«شبهات» حول تدبير التباري على المنصب المثير للجدل.