طنجة: محمد أبطاش
علمت “الأخبار”، من مصادر متطابقة، أن إعفاءات عرفتها المصالح الجهوية للمكتب الوطني الكهرباء بجهة طنجة، خاصة بمدينة شفشاون وطنجة، وعلى مستوى المدينة الزرقاء، فقد جرى بشكل رسمي إعفاء المدير الإقليمي للمكتب الوطني للكهرباء ورئيس مصلحة الاستثمار، أما بمدينة طنجة، فقد تم إعفاء مسؤول مهم بالمديرية الجهوية، وإلحاقه بدون مهمة بإحدى المدن الوطنية، في وقت يرتقب أن تمتد هذه الإعفاءات لتشمل كل الفروع الإقليمية بالجهة، وفق المصادر، التي أكدت أنه قبيل ستة أشهر حلت لجنة تفتيش مركزية من الإدارة الوصية بالعاصمة الرباط، بعد توصلها بشكاوى عديدة وتقارير برلمانية في هذا الإطار، حول خروقات بالجملة في قضية تساقط الأعمدة الكهربائية على عموم قرى ومناطق شفشاون، ما تسبب في تسجيل وفاة شاب عشريني نتيجة صعقة كهربائية ناتجة عن تساقط أحد هذه الأعمدة الخشبية، نفس الأمر عرفته مناطق بالفحص أنجرة بضواحي طنجة، حيث سجل تساقط أعمدة خشبية بشكل غامض، مما استدعى حلول هذه اللجنة التي خلُصت لوجود اختلالات في تدبير هذا الملف، ناهيك عن صفقة سابقة لاقتناء مئات الأعمدة الكهربائية والتي اتضح أن غالبيتها من النوع الذي لا يناسب أصلا بعض هذه المناطق بسبب عامل الرطوبة، ناهيك عن غياب دراسات عملية دقيقة حول الحشرات المنتشرة بالإقليم ومدى تأثيرها على هذه الأعمدة الكهربائية، خاصة وأن تقريرا وزاريا رسميا سبق أن عزا هذا التساقط المستمر إلى وجود حشرة غريبة بالمنطقة، مما كشف عن وجود كذلك سوء تدبير لهذا الملف من قبل المسؤولين الجهويين والإقليميين.
وكانت تقارير قد كشفت، أن استمرار تساقط هذه الأعمدة يؤكد أن أشغالها تحيط بها شبهات، خصوصا وأنه جرى أخيرا، تسجيل صعقات كهربائية لم تسلم منها حتى الدواب. ونبهت مصادر مطلعة، أن هناك أعطابا متكررة للشبكة وانعكاساتها السلبية على حياة السكان في البوادي، وكذلك في المراكز القروية التي ترتقى حاليا إلى مستوى حواضر ومدن في طور النمو، هذا إضافة إلى الإتلاف الذي يلحق الأجهزة والممتلكات الخاصة بسبب انقطاع التيار بشكل مستمر وعدم استقرار مستوى الضغط، ثم كذلك الأخطار المرتبطة بتساقط الأعمدة وقرب الأسلاك العارية من السكان، مما يتسبب في وقوع حوادث خطيرة، منها الحادثة التي عرفتها قرية دار فوال بإقليم الفحص أنجرة، حيث تعرضت بقرة لصعقة كهربائية في وقت سابق. ونبهت التقارير نفسها، إلى أن هذا الإهمال يمكن أن تترتب عنه نتائج خطيرة من شأنها تهديد حياة المواطنين جراء الإخلال اتجاه إصلاح الأعطاب التقنية التي تحدث بين الفينة والأخرى، بفعل تهاوي الأسلاك الكهربائية ذات التوتر العالي، كما تمت الدعوة لفتح تحقيق لوضع حد لهذا التسيب بالقطاع، وهو ما جعل هذه المصالح تتدخل لإيفاد لجنة تفتيش إلى المناطق المشار إليها.
