استنفرت ولاية الأمن بسطات، ونظيرتها على مستوى المنطقة الإقليمية للأمن ببرشيد، بعد زوال أول أمس السبت، كل عناصرها من أجل إعادة تشخيص وقائع عملية السطو على وكالة لتحويل الأموال بمدينة برشيد صباح يوم الخميس 23 مارس الماضي. وبعد تأمين مكان إعادة تمثيل الجريمة، تم إحضار أربعة أشخاص تحت حراسة أمنية من طرف عناصر الأمن المنتمية لكل من الفرقة المحلية للشرطة القضائية ونظيرتها على مستوى سطات، بالإضافة إلى عناصر من الفرقة الجهوية للتدخل.
وخلال أطوار عملية التشخيص، كشف الموقوفون كل تفاصيل عملية السطو والطريقة التي ترصد بها المشتبه فيهم للمستخدمة بوكالة تحويل الأموال. كما تم اقتياد الموقوفين إلى منازلهم حيث تم إجراء عملية تفتيش دقيق للبحث عن المبالغ المالية التي تم السطو عليها من قبل المتهمين بتخطيط من العقل المدبر للعملية والذي يقطن بالقرب من الوكالة. واعترف الموقوفون بأن مدبر العملية كان على دراية بتحركات المستخدمة وصاحبة الوكالة، حيث مكنت عملية التفتيش من حجز دراجة نارية استعملها الجناة في عملية السطو وهواتف نقالة ومبالغ مالية، بالإضافة إلى حجز الملابس والقفازات التي استعملها الجناة في عملية السطو.
وكانت مصالح الأمن الوطني ببرشيد وسطات استعانت، خلال عملية البحث، بأجهزة متطورة لرصد وتشخيص عدد من كاميرات المراقبة بالأزقة والشوارع التي سلكها المشتبه فيهم بعد مغادرتهم مسرح الجريمة بواسطة دراجة نارية، حيث تم تشخيص مقاطع الفيديو المأخوذة من كاميرات المراقبة وكذا استعمال عملية التعقب لمختلف الهواتف النقالة التي استعملت بمحيط الوكالة. وهي الأبحاث التي أسفرت عن تشخيص هوية أحد المشتبه فيهم قبل أن تتمكن العناصر الأمنية، مساء الجمعة الماضي، من إيقاف شخصين يبلغان من العمر 21 و22 سنة ببرشيد، وبعد البحث الأولي معهما اعترفا بشريك ثالث في العملية دلا على مكان وجوده بأحد الدواوير ضواحي المدينة، ليتم إيقافه على الفور. هذا الأخير أرشد العناصر الأمنية المكلفة بالبحث إلى العقل المدبر للعملية والذي يسكن بالقرب من وكالة تحويل الأموال التي قاموا بالسطو عليها.
وكانت مصالح الأمن بمدينة برشيد توصلت، يوم الخميس 23 مارس الماضي، ببلاغ حول سرقة مبلغ مالي تحت التهديد باستعمال السلاح الأبيض من داخل وكالة لتحويل الأموال، بعدما أقدم شخصان ملثمان، صباح أول أيام رمضان المبارك، على اقتحام وكالة لتحويل الأموال بزنقة الداخلة بمدينة برشيد، ومهاجمة المستخدمة بالوكالة وإرغامها، تحت التهديد بواسطة الأسلحة البيضاء، على تلبية طلبهما، والاستيلاء على مبالغ مالية كانت برفوف الوكالة، وهي العملية التي أكدت بخصوصها الضحية أن المبلغ المسروق لا يتجاوز 25 ألف درهم، مع استيلاء المتهمين على هاتفين نقالين وحقيبة يدوية تعود للمستخدمة بالوكالة، قبل أن يغادرا مسرح الجريمة.
واستنفر الحادث، وقتها، المصالح الأمنية ببرشيد وسطات من خلال فرقها الأمنية التي انتقلت إلى عين المكان معززة بفرقة من عناصر الشرطة القضائية والعلمية والتقنية، التي عملت على إغلاق مسرح الجريمة من أجل مباشرة التحقيقات الميدانية ورفع البصمات، كما تم تفحص كاميرات المراقبة المتواجدة بداخل وخارج الوكالة البنكية، وأخرى مثبتة ببعض الأماكن والأزقة المتفرعة عن زنقة الداخلة من أجل الوصول إلى هوية منفذي عملية السطو.
وتم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، وبحث ما إذا كان الموقوفون لهم علاقة بأفعال إجرامية أخرى.
برشيد: مصطفى عفيف