شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

إطلاق حملة لمكافحة هدر مياه الشرب بمراكش

تراجع غير مسبوق للمخزون المائي بسبب قلة التساقطات المطرية

محمد وائل حربول

 

في ظل الوضعية الصعبة التي تشهدها مدينة مراكش، وعدد من المدن على مستوى جهة مراكش – آسفي، في مخزون المياه، بسبب قلة التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف بكامل المنطقة، وبفعل التغيرات المناخية، فضلا عما حدث منذ أزيد من أسبوعين بالمدينة الحمراء، في ما يخص تزويد السكان بالماء الصالح للشرب وتغيير مكان مصدره، قامت وكالة الحوض المائي لتانسيفت، بتنسيق مع لجنة اليقظة بولاية مراكش، بإطلاق حملة توعوية حول مكافحة هدر مياه الشرب على صعيد كل الجهة.

وحسب البلاغ الذي عممته الوكالة المذكورة، وتوصلت «الأخبار» بنسخة منه، فإن الحملة التوعوية تستهدف بالمقام الأول «سكان مراكش، حيث يتم العمل من خلالها على تقوية التزام مواطني هذه المدينة، من خلال اعتمادهم على إجراءات يومية بسيطة، تهدف إلى الحفاظ على إمداد مياه الشرب بشكل مستدام»، إذ جاء هذا البرنامج التوعوي بعدما عرفته المنطقة أخيرا من تراجع كبير في هذه المادة الحيوية، التي سجلت انخفاضا تاريخيا وغير مسبوق، وفقا لما كان قد أبرزه حقوقيو المدينة الحمراء في المجال البيئي.

وحسب المصدر ذاته، فإن هذه الحملة التوعوية جاءت في وقت يسجل فيه مستوى ملء السدود التي تزود مدينة مراكش بمياه الشرب عجزا بنسبة 74 في المائة، مقارنة بالسنة الهيدرولوجية العادية، وذلك بسبب قساوة سنوات الجفاف على نطاق جهة مراكش آسفي بشكل عام، وعمالة مراكش على وجه الخصوص، والتي تمثل أكثر المناطق الحضرية استهلاكا لمياه الشرب.

واستنادا إلى ما أشار إليه البلاغ ذاته، فإن تعبئة سكان المدن تحظى باهتمام كبير في الوقت الحالي، من أجل التمكن من الاستخدام الأمثل لمياه الشرب قدر الإمكان، سواء في الزراعة أو الصناعة أو السياحة أو المنازل. مؤكدا على أن الجميع الآن يتحمل مسؤولية الحفاظ على هذا المورد الحيوي، والقدرة على الحفاظ على التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة، والابتعاد عن عقبات يمكنها تعطيل قاطرة التنمية المستدامة على مستوى جهة مراكش – آسفي.

وأشار البلاغ نفسه إلى أن رفع مستوى الوعي حول هدر مياه الشرب، مبني على مدى التزام المواطنين بتغيير عاداتهم، موضحا أن كل ساكن يهدر ما يقرب من 50 لترا في اليوم، غير قابلة للاسترداد ولا يمكن الاستغناء عنها في الوقت الحالي، قبل أن يبرز البلاغ ذاته أن وكالة الحوض المائي لتانسيفت أجرت تجربة مع 17 عائلة، لمدة 6 أشهر بعد اتباع ممارسات استهلاك جيدة، 6 منها تمكنت من توفير ما يصل إلى 47 في المائة، وتمكنت 11 أسرة من توفير 20 في المائة من استهلاك مياه الشرب.

وكانت ولاية جهة مراكش – آسفي قد قامت مع بداية العام الجاري بإصدار قرار يحمل طابعا استعجاليا، بعد أن تبين لها على أن الفرشة المائية للجهة بصفة عامة في طريقها نحو الاستنزاف، وبعدما اتضح لها جليا أن الجهة تعاني من ظاهرة ندرة المياه، بسبب انعدام التساقطات المطرية خلال الأعوام الماضية، وبسبب الضياع الكبير التي تشهده هذه المادة الحيوية من قبل الفلاحين والمواطنين بصفة عامة، حيث قرر كريم قسي لحلو، والي الجهة، منع غسل السيارات والشاحنات خارج الأماكن المخصصة لها (محطات الغسل المهنية)، ودعا المهنيين إلى استعمال التقنيات غير المستهلكة للماء.

ومنعت ولاية جهة مراكش – آسفي في سابقة على الصعيد الوطني، غسل الطرقات والأزقة بالماء وواجهات المحلات، باستثناء تلك التي عندها هدف صحي، إضافة إلى منعها سقي الملاعب والمساحات الخضراء العمومية أو الخصوصية خلال النهار، والتوقف عن ملء المسابح الخصوصية والعمومية بواسطة المياه أكثر من مرة واحدة في السنة، مع إلزامية تجهيز هذه المسابح بتقنيات تدوير المياه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى