طنجة: محمد أبطاش
أعلنت كل من مقاطعتي مغوغة والسواني، يوم الاثنين الماضي، عن إطلاق تصميم تهيئة خاص بهما، كما تم فتح باب الاطلاع على هذا التصميم لفائدة المواطنين، بغرض وضع ملاحظاتهم وتعرضاتهم في هذا الجانب.
وجاء الإعلان كما كان متوقعا، بعد أن وجهت أخيرا مصالح ولاية جهة طنجة مقترحات إلى المقاطعات الأربع بعاصمة البوغاز، بغرض التشاور بخصوص إعداد تصميم تهيئة خاص لكل مقاطعة، بهدف إنهاء المطامع العقارية والتلاعبات، وأن يتحمل كل رئيس مسؤوليته على حدة، بدل رمي الكرة في مرمى المجلس الجماعي، وتبرئة الذمة.
وقالت بعض المصادر الجماعية المطلعة على خبايا الملف، إن الكل يتمنى أن يتم قبول تعرضات المواطنين «البسطاء»، والوقوف ضد السماسرة الذين يتحينون الفرص من أجل الانقضاض على أراض رخيصة في أفق تغيير تنطيقها وتحويلها إلى بناء، مؤكدة أن هناك آمالا ورهانا على السلطات الوصية، بشأن تنزيل سليم لتصميم التهيئة الذي تم رفضه أكثر من ثلاث مرات، إلا أنه «نتفاجأ»، حسب قول المصادر، رغم رفضه أن هناك من استطاع تغيير أرضه من منطقة خضراء إلى تجزئة سكنية، مما يفرض ضرورة إبعاد سماسرة الأراضي والتجزيء السري عن هذا الملف، والابتعاد عن ممارستهم المشينة والتي يعرفها القاصي والداني، بعدما أغرقوا جماعة اكزناية بالبناء العشوائي، عبر تقسيم بقع أرضية كبيرة إلى تجزئات سرية في عدة مداشر معروفة.
وكانت مصالح وزارة التعمير بالعاصمة الرباط، قامت سابقا بإدخال هذا الملف لما يعرف بـ«الفريكو»، إلى حين الكشف عن المستجدات التي سيتم متابعة القضية بها، أو منحه لمصالح وزارة الداخلية للإشراف عليه، وذلك بالتزامن مع بداية التطاحنات السياسية، قبيل فترة الانتخابات. وكانت الجماعة سابقا صوتت بالإجماع على هذا الملف، كما وافقت عليه مصالح الجماعات المحلية بالداخلية، إلا أنه تم وضعه جانبا من طرف وزارة التعمير، في الوقت الذي قالت بعض المصادر المتتبعة للملف إن الكل يتذكر كيف يتم إقرار تصميم التهيئة بكيفية مخدومة، خلال السنوات المنصرمة، حيث لا يتم فيه مراعاة حقوق المواطنين ولا المصلحة العامة، والدليل هو عدم إيلاء أي اعتبار لتعرضات الملاكين خلال مرحلة البحث العلني المتعلق بإعداد تصميم التهيئة، فكل الأملاك في بعض المناطق التي اكتست طابعها العمراني كمناطق لسكن الفيلات منذ عدة عقود، ظل مالكوها في كل المراحل يعارضون تغيير طبيعتها بهدف تحويلها إلى مناطق للعمارات، لكن لم يتم الأخذ بملاحظاتهم وتعرضاتهم، وهي الأمور التي يطالب الجميع بتجاوزها في النسخة الجديدة لهذا التصميم، المرتقب عرضه خلال الأشهر المقبلة، بعد انتهاء عملية الاطلاع.