النعمان اليعلاوي
لجأ وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، إلى إشهار سلاح التعليم عن بعد في معركته ضد الأساتذة المضربين، في ظل استمرار الإضراب الوطني للأساتذة المطالبين بإسقاط النظام الأساسي للأسبوع الخامس على التوالي. وأعلنت وزارة التربية الوطنية عن فتح منصة رقمية وطنية خاصة بالدعم التربوي الرقمي عن بعد TelmidTICE» » وتطبيق الجوال المرتبط بها بشكل مجاني، بسبب استمرار إضرابات الأساتذة للأسبوع الخامس على التوالي.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن هذه المبادرة تأتي في سياق مواصلة توظيف التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، وخاصة ما يتعلق بالدعم التربوي الموجه لمعالجة التعثرات الدراسية في حينها، وتعزيز التعلمات الأساس والكفايات اللازمة.
في هذا السياق، نبهت الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ إلى الضرر الكبير للتلاميذ جراء ما تعرفه الساحة التعليمية، معربة عن تخوف الأسر من سنة بيضاء، ومن التعثر في النتائج وتراجع مستوى التعلمات.
وأكدت الفيدرالية أن «المؤسسات فارغة من التلاميذ وأكثرهم بالشارع العام وهي وصمة عار»، ودعت القوى الحية وكل المتدخلين إلى «العمل على حلحلة هذا الوضع لضمان استقرار التلاميذ ولتعود الحياة الطبيعية للمدارس»، مشددة على أن «وزارة التربية الوطنية مطالبة بتعويض الساعات المهدورة»، وأكدت أن «التلاميذ لم يتلقوا ولو درسا واحدا في بعض المواد»، فيما أشارت الفيدرالية إلى أن 12 ألف مدرسة معطلة و250 ألف أستاذ مضرب و600 مليون ساعة دراسية ضاعت، و7 ملايين تلميذ معنيون بهذا الوضع المتردي، الذي ينبغي التدخل اليوم لوقفه وعودة الاستقرار والحياة لمؤسسات التعليم العمومي أسوة بالمدارس الخصوصية.
في هذا السياق، قال نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، إن «الزمن الدراسي المهدور بات يهدد الموسم بأكمله، بعدما تجاوزت مدة التقطعات الشهرين»، موضحا أن «التعليم العمومي يضم فئة كبيرة من التلاميذ، وهم اليوم مهددون بالهدر المدرسي أو التسرب على أقل تقدير، وهو ما يعني ضياع وفشل برامج صرفت عليها الدولة المليارات من أجل دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي»، موضحا، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، أن التعليم «هو القضية الوطنية الأولى بعد الوحدة الوطنية، وهو الأمر الذي يلزم الحكومة والوزارة الوصية باستنفار من أجل تقديم حلول للأزمة الحالية».