أصيب شخصان كانا على متن سيارة رباعية الدفع بمنطقة «اصبيبرات» التابعة لجماعة بئر أنزران، والتي تبعد عن مركز مدينة الداخلة بحوالي 205 كيلومترات شرقا، بإصابات متفاوتة الخطورة، وذلك بسبب انفجار لغم أرضي بعد مرور المركبة فوقه.
وبحسب المصادر، فإن المصابين كانا، صباح أول أمس الأربعاء، على متن السيارة لتفقد حالة قطيعهما الموجود بمنطقة «بئر أنزران» التي انتعشت مراعيها بشكل كبير منذ التساقطات المطرية الأخيرة، غير أنهما أثناء المسير وقعت العجلة الخلفية اليسرى للسيارة فوق لغم أرضي، لتهتز المركبة بفعل قوة الانفجار وتتطاير أشلاء كثيرة منها بعيدا.
وحل بعض الرعاة و«الكسابة»، حيث تم تقديم إسعافات أولية إلى المصابين، اللذين تمكنا من الخروج من السيارة، في المقابل حلت عناصر الدرك الملكي والقوات المسلحة، حيث تمت معاينة الحادث، كما فتح أفراد الدرك بحثا في الموضوع لإنجاز محضر رسمي تسلم في العادة نسخة منه إلى الضحايا، من أجل إعداد ملف التعويض عن الضرر. وتم نقل المصابين إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة، من أجل تلقي العلاجات الضرورية.
وتشكل الألغام كابوسا مزعجا بالأقاليم الجنوبية للمملكة، ذلك أنه لا يكاد يمر شهر دون تسجيل إصابات أو وفيات جراء انفجار ألغام مدسوسة تحت التراب، كانت ميليشيات «بوليساريو» قد زرعتها بمساحات متفرقة بالصحراء المغربية، خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات، عندما كانت تقوم بتنفيذ هجومات واعتداءات على سكان المناطق الحدودية بشكل خاطف، وأثناء مطارداتها من قبل الجيش المغربي، كانت تعمد إلى زراعة حقول عديدة ومسارات صحراوية بالألغام لإعاقة اللحاق بها.
وتغيرت أمكنة هذه الألغام بعد توالي السنوات، بسبب السيول الجارفة والعواصف والزوابع التي حولت كثيرا من الألغام من مناطقها السابقة، التي تم منع الدخول إليها، من خلال وضع علامات تنبيه، إلى مناطق جديدة غير معروفة، الأمر الذي يؤدي إلى إزهاق أرواح الرعاة و«الكسابة» بين الفينة والأخرى.
ورغم ذلك قامت القوات المسلحة الملكية في الفترة ما بين فاتح شتنبر 2021 و31 يوليوز 2022، بتدمير 52 لغما أرضيا مضادا للأفراد والدبابات، إضافة إلى تدمير 770 قطعة من المتفجرات. وفي هذا الصدد أشار أخيرا تقرير أممي إلى مساهمة الجيش المغربي في الإفراج عن 134,37 مليون متر مربع من الأراضي الواقعة غرب الجدار الرملي، موضحا أن المغرب تعاون مع بعثة «المينورسو» بخصوص أنشطة إزالة الألغام.
ورغم المجهودات المبذولة من قبل القوات المسلحة الملكية المغربية لإزالة الألغام، إلا أن التقرير الأممي كشف أنه بشرق الجدار الرملي ما زال هناك 24 حقل ألغام يعرف مكانها من أصل 61 حقلا، و42 منطقة من أصل 527 تنتشر فيها الذخائر العنقودية.
الداخلة: محمد سليماني