عاشت المنطقة الصناعية مغوغة بطنجة، أول أمس السبت، حالة استنفار قصوى إثر
انفجار شاحنة صهريجية لنقل مادة “الفيول” أثناء تفريغ حمولتها بمدخل وحدة
صناعية كائنة بالمنطقة الصناعية بمغوغة تشتغل في مجال صنع القفازات الموجهة
إلى القطاع الصحي والصيدليات وغيرها إلى جانب وحدات صناعية أخرى، في وقت
أصيب سبعة أشخاص بحالات اختناق غالبيتهم من عمال إحدى الشركات بالمنطقة
الصناعية، حيث تم نقلهم على وجه السرعة صوب المستشفى الجهوي محمد الخامس
بالمدينة.
وأتى الحريق، أيضا، على مركبة لنقل العمال كانت متوقفة بعين المكان، وتسبب
في إتلافها بالكامل إلى جانب الشاحنة التي كانت تحمل هذه المادة، في وقت
أعلنت السلطات المحلية أنها، إلى جانب المصالح الأمنية ومصالح الوقاية
المدنية، تدخلت لاتخاذ التدابير اللازمة ومباشرة عمليات السيطرة على
الحريق، الذي خلف إصابة سبعة أشخاص بحالات اختناق، ليتم نقلهم صوب مستشفى
محمد الخامس لتلقي العلاجات الضرورية، مشيرة إلى أنهم يوجدون في حالة صحية
مستقرة ولا تدعو للقلق، دون تسجيل أية خسائر في الأرواح.
وأشارت السلطات المحلية إلى أنه تم فتح بحث قضائي من قبل السلطات المختصة
للكشف عن ظروف وملابسات هذا الحادث.
وحسب شهود عيان، فإن ضمن مسببات هذه الحادثة العمل العشوائي، حيث يرجح أن
قنينة للغاز انفجرت بالقرب من الشاحنة، ما أدى إلى انتقال ألسنة النيران
إليها في ظرف وجيز، خاصة وأنها كانت تحمل مادة الفيول شديدة الاشتعال، فيما
أثار استعمال قنينات الغاز بمنطقة صناعية أصلا مهددة بالحرائق حالة من
الاستغراب نظرا لوجود معامل تشتغل في بعض القطاعات التي لها صلة بالنسيج
والبلاستيك وغيره، حيث تستعمل مواد قابلة للاشتعال، من قبيل الفيول
والبنزين وغيره.
وأثارت الواقعة، أيضا، حالة من الفزع في صفوف العمال الذين كانوا يشتغلون
بالقرب من المعمل المعني، حيث سجلت إغماءات في صفوفهم لحظة الانفجار نتيجة
قوته.
وحسب بعض المصادر المطلعة، فإن الحادثة كشفت تجميد أنشطة لجنة مختلطة تم
إحداثها في وقت سابق، وتضم السلطات المحلية لولاية جهة طنجة وجمعية
بالمنطقة الصناعية تضم مستثمرين وأرباب المعامل، حيث جرى إحداث هذه اللجنة
بالذات حين تم تسجيل واقعة اختناق عدد من العاملات داخل وحدة صناعية
للنسيج بمنطقة المجد القريبة من المنطقة الصناعية نفسها بمغوغة.
وأكدت المصادر أن الحادثة الجديدة لانفجار الشاحنة كشفت عدم احترام دفاتر
التحملات التي توصي، أصلا، بضرورة ضبط عملية دخول الشاحنات التي تحمل مواد
قابلة للاشتعال ونقاط تمركزها بالمنطقة الصناعية، وتضم دفاتر التحملات التي
يبدو، حسب المصادر، أنه تم القفز عليها وإهمالها، مع فرض مجموعة من
الضوابط الجديدة على المستودعات والمجموعات المصنعة، فضلا عن مراقبة شبه
شهرية للمعامل حول احترام المعايير المتفق بشأنها، منها إبعاد تجهيزات تشكل
خطرا على محيط هذه المناطق نظرا لكون غالبيتها تستعمل مواد قابلة للاشتعال،
وذلك لتفادي كوارث بشرية في هذا الجانب، إلا أن الحادثة المذكورة أظهرت
تجميد عملية المراقبة الشهرية للمعامل على غرار اللجنة المختلطة، سيما وأن
تقارير رسمية توصلت بها السلطات المختصة نبهت مرارا إلى أنه أصبح من
الضروري تعزيز معايير السلامة بهذه المعامل لتفادي كوارث بشرية. وبالموازاة
مع ذلك تلقت الجمعيات المهنية، الممثلة للمناطق الصناعية، مذكرة خاصة توصي
بضرورة العمل على الصيانة التقنية بشكل دوري للوسائل المستعملة في التهوية
وغيرها، تفعيلا لمبادئ السلامة ولتجنب الكوارث البشرية، سيما وأن المدينة
تشهد من حين لآخر مناسبات عالمية كبرى فضلا عن كونها وجهة دولية، ولا يعقل
أن تتزامن مثل هذه الحوادث معها، إلا أن تجاهل هذه المذكرات بات يوحي بحدوث
كوارث مستقبلا.