سهيلة التاور
مع تزايد القلق والخوف من فيروس كورونا الذي ظهر أخيرا وبات الآن يحصد كل يوم الآلاف من الأرواح عالميا، طرحت العديد من الإشاعات حوله والتي من شأنها أن تضلل سكان العالم وتتسبب في انتشاره بوتيرة أكبر.
إشاعة 1: العدوى بفيروس كورونا تؤدي إلى الوفاة الحتمية
الحقيقة: لا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن مرض الفيروس التاجي. لكن، استنادًا إلى البيانات الواردة، يبدو أنه نوع خفيف نوعا ما من العدوى الفيروسية.
ومعدل الوفاة العام لدى المصابين بحالات مؤكدة هو 3.5 في المائة، وقد وصل إلى 10 بالمائة في بعض الدول (إيطاليا)… وحوالي 10 بالمائة من حالات الوفاة كانت لأشخاص يعانون من حالات مرضية أخرى، مثل أمراض القلب والرئتين وداء السكري وارتفاع الضغط والسرطان.. وحتى أولئك الذين في المستشفى لديهم فرصة حوالي 95 بالمائة للشفاء.. لذلك فإن الإصابة لا تعني الوفاة الحتمية.
إشاعة 2: ثاني أكسيد الكلور يقتل فيروس كورونا
الحقيقة: يزعم نجم موقع «يوتيوب» جوردان ساثر، الذي لديه آلاف المتابعين عبر منصات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن ثاني أكسيد الكلور، وهو عامل تبييض يستخدم في مواد التنظيف وتبييض الأقمشة والبقع، يساعد على «التخلص» من فيروس كورونا.
وحذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، العام الماضي، من مخاطر شرب ثاني أكسيد الكلور على الصحة. فيما أصدرت السلطات الصحية في بلدان أخرى تنبيهات حول هذا الموضوع.
وتقول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنّها «ليست على علم بأي بحث يثبت أن هذه المنتجات آمنة أو فعالة لعلاج أي مرض». وحذرت من أنّ شرب «منتجات ثاني أكسيد الكلور يمكن أن يسبب الغثيان والقيء والإسهال وأعراض الجفاف الشديد».
إشاعة 3: يمكن صناعة معقم اليدين منزلياً
الحقيقة: في إيطاليا، التي تعد حاليا إحدى النقاط الساخنة للفيروس، أدت المخاوف من تفشي المرض إلى اختفاء معقمات اليدين من المتاجر.
وبعد انتشار تقارير عن نقص كميات معقم اليدين في المتاجر، انتشرت وصفات لصنع المعقم في المنزل على وسائل التواصل الاجتماعي. إلا أنّ الوصفات بدت أكثر ملاءمة لتنظيف الأسطح، إذ يقول العلماء إنها لا تصلح للاستخدام على الجلد. وتحتوي معقمات اليدين على مكونات تجعلها مناسبة للبشرة، بالإضافة إلى نسبة 60 إلى 70 في المائة من الكحول. وتقول الأستاذة الجامعية، سالي بلومفيلد، من كلية لندن للصحة والطب الجلدي، إنها لا تعتقد أن بإمكان أحد صنع منتج فعال لتعقيم اليدين في المنزل، فحتى مشروب الفودكا الكحولي الذي قرر البعض استخدامه، يحتوي فقط على 40 بالمائة من الكحول.
إشاعة 4: الفضة مذابة في سائل تقتل الفيروس
الحقيقة: يشجع البعض على استخدام ما يعرف بـ«الفضة الغروية»، وهي جزيئات صغيرة من الفضة في سائل، لمواجهة فيروس كورونا.
لكن هناك توصيات واضحة من السلطات الصحية الأمريكية بعدم وجود دليل على أنّ هذه الطريقة فعالة مع أي حالة صحية. والأهم من ذلك، أنه يمكن أن يسبب آثاراً جانبية خطيرة، بما في ذلك تلف الكلى ونوبات الصرع ومشاكل في الأوعية الدموية.
إشاعة 5: شرب المياه كل 15 دقيقة يطرد فيروس كورونا
الحقيقة: نقل أحد المنشورات على «فيسبوك» نصيحة من «طبيب ياباني» يوصي بشرب المياه كل 15 دقيقة لطرد أي فيروس قد يدخل الفم. وتمت مشاركة النسخة العربية من هذا المنشور أكثر من 250 ألف مرة.
وتؤكد الأستاذة الجامعية، بلومفيلد، أنه لا يوجد أي دليل، على الإطلاق، على أنّ شرب المياه يطرد الفيروسات من الجسم.
إشاعة 6: الحرارة المرتفعة وتجنب «الآيس كريم» يقتلان فيروس كورونا
الحقيقة: هناك الكثير من النصائح التي تشير إلى أنّ الحرارة المرتفعة تقتل الفيروس – ولهذا توجد توصيات بشرب الماء الساخن والاستحمام بمياه ساخنة أو باستخدام مجفف الشعر.
ويدّعي أحد المنشورات التي تداولها العشرات من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في بلدان مختلفة – ونُسبت زورا إلى منظمة «يونيسيف»، أنّ شرب الماء الساخن والتعرض لأشعة الشمس سيقتلان الفيروس – ويقول المنشور إنه يجب تجنب أكل «الآيس كريم».
وقالت شارلوت غورنيتزكا، التي تعمل على الأخبار الزائفة حول كورونا بالمنظمة: «رسالة خاطئة حديثة منتشرة عبر الإنترنت… يزعم ناشروها أنها صادرة عن «يونيسيف» وتنصح بتجنب الآيس كريم والأطعمة الباردة الأخرى بدعوى أنها تساعد في انتشار المرض. وهذا بالطبع، غير صحيح بتاتا».
نعلم أنّ فيروس الإنفلونزا لا يعيش كثيراً خارج الجسم خلال فصل الصيف، ولكننا لا نعرف بعد كيف تؤثر الحرارة على فيروس كورونا المستجد.
وتقول بلومفيلد إنّ محاولة تسخين جسمك أو تعريض نفسك لأشعة الشمس غير فعالة أبداً. كما أنّ شرب السوائل الساخنة لن يغيّر درجة حرارة الجسم الفعلية، التي تظلّ مستقرة ما لم تكن مريضا وتعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.
إشاعة 7: فيروس كوفيد 19 هو أخطر فيروس
الحقيقة: هناك عدد من الفيروسات المختلفة الموجودة في العالم. لذلك، دعونا نقارن ذلك بنوع آخر من الفيروسات، فيروس إيبولا مثلا، الذي لديه معدل وفيات أعلى بكثير من تلك المرتبطة بفيروس كورونا. ووصل العدد الرسمي لحالات الشفاء من فيروس كورونا حتى الآن 64.374 حالة. لكن، عادةً لا يتم التبليغ عن حالات الشفاء عند خروج شخص من المستشفى. لذلك، فإن هذا الرقم ليس شاملا لكل الحالات الناجية من الإصابة، كما أن الرقم في طريقه للزيادة.
إشاعة 8: ارتداء القناع يحمي من الإصابة
الحقيقة : الكثير من الناس يحبون التفكير بذلك، حيث يمنحهم القناع شعورا بالأمان. ولكن المشكلة هي أن الأشخاص الذين يرتدون هذه الأقنعة لا يرتدونها عادةً بشكل صحيح. ولم يتم تدريبهم أبدًا، وقد لا يعرفون أيضا أي نوع من القناع يرتدونه.
وهناك نوعان من الأقنعة:
- القناع البسيط أو الجراحي الذي ترتديه عامة الناس.
- ثم هناك نوع آخر من القناع الذي يرتديه عمال الرعاية الصحية. يطلق عليه قناع N95، وهو قادر على تصفية الجزيئات المحمولة جواً بفعالية 95 في المائة.
ويجب أن يجتاز عمال الصحة اختبارا للتأكد من كونهم مناسبين لارتداء هذا النوع من الأقنعة، فهي غير مريحة ويصعب التنفس من خلالها.
ويمكن ارتداء القناع بالنسبة للأشخاص المصابين بالعدوى والأشخاص غير المصابين. لكن، من أكثر الأساليب التي اثبتت فاعليتها للوقاية هي غسل اليدين لمدة عشرين ثانية على الأقل وعزل المرضى، وهناك عدد من تدابير الصحة العامة الأخرى التي ثبت أنها فعالة للغاية.
إشاعة 9: فيروس كورونا يسبب العقم
الحقيقة: وفقا لمقال نشر في «نيوز تايلاند» الطبية، والذي يشير إلى ورقة علمية نشرت على الإنترنت، فإن الرجال المصابين بفيروس كورونا سيصابون بالعقم. لكن ذلك غير صحيح، وكما ذكرت مجلة «وايرد»: «أولا، الورقة المعنية متاحة على الإنترنت ولكن لم تنشرها أي مجلة علمية، كما أنها لم تخضع لأي عملية مراجعة، ولم يُكتب فيها على الإطلاق إصابة الذكور بالعقم بسبب فيروس كورونا، لكن كانت هناك إشارة إلى أنه بالنسبة للمصابين الأكثر خطورة، هناك احتمال حصول تلف في أنسجة الكلى والخصيتين، بسبب الفيروس والأدوية المستخدمة في احتواء الأعراض». وتعد هذه من المخاطر المحتملة، لكنها مجرد فرضيات لم تؤكد بعد.
إشاعة 10: جاء فيروس كورونا من حساء الخفافيش
الحقيقة: هذا غير صحيح على الإطلاق. ما نعرفه عن مرض فيروس كورونا الحالي هو أنه بدأ في ووهان في الصين في سوق رطب حيث توجد عدد من الحيوانات المختلفة هناك. إذن، هناك بضعة تكهنات مختلفة، ولكن ليس من شخص يستهلك حساء الخفافيش بشكل واضح. والأمر الواضح حاليا هو أنه بمجرد إصابتك بالفعل بمرض الفيروس التاجي، فإنه ينتقل من خلال الرذاذ والقطرات التنفسية.
إشاعة 11: يمكنك أن تصاب بالعدوى من البضائع التي يتم إرسالها من الصين
الحقيقة: من المستبعد حقًا أن يتم ذلك، حتى لو كانت البضاعة ملوثة بقطرات تنفسية محتوية على كورونا فيروس، لأن الفيروس غير قادر على البقاء خارج جسم الإنسان لفترة طويلة جدًا. لذلك، فإن الانتقال بهذه الحالة يعتمد على المدة التي قضاها الفيروس خارج الجسم، وما زالت تلك المدة غير معلومة.
إشاعة 12: إغلاق الحدود سيوقف انتشار الفيروس
الحقيقة: هذه الأنواع من فيروسات الجهاز التنفسي لا تحترم الحدود كما نعلم. وليس خطأ الحكومة أن هذا النوع من التفشي بدأ أو ينتشر فهي مجرد طبيعة الفيروس نفسه. وأثبت حظر السفر تاريخيا أنه غير فعال للغاية. وفي الواقع، فإن حظر السفر وغلق الحدود قد يسبب حالة من الذعر والخوف ومزيد من الفوضى، ويصبح الناس مترددين في إخبار السلطات عن مرضهم.
لكن، عمد بعض الساسة لإغلاق الحدود ومنع السفر، ليشعر مواطنوهم بأن الدولة تقوم بإجراءات كبيرة لمنع المرض. في حين أنه يمكن أن يقتصر منع السفر على الصين القارية، حيث مركز المرض، وعدد النفوس الكثيرة التي يصبح معها انتقال الأمراض أسهل.
ويمكن للجميع الاطلاع على موقع مراكز مكافحة الأمراض، حيث يكون لديها قسم استشاري حول صحة السفر، ويمكنك فعلاً الذهاب إليه ووضع اسم البلد التي ترغب في السفر إليه، وسوف يخبرك بالاحتياطات اللازمة. ويكون هذا بالإضافة إلى الذهاب إلى موفر الرعاية الصحية الخاص بك، حيث يمكنه تقديم بعض إرشادات السفر إليك إذا كنت بحاجة إلى السفر إلى مناطق مختلفة قد تبلغ عن تفشي مرض فيروس كورونا.
إشاعة13 : يؤثر الفيروس فقط على كبار السن
الحقيقة: على الرغم من أن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض الشديد، لكن الفيروس يؤثر على الجميع، حتى الأطفال، ولكن يبدو أن إصابة الأطفال تكون خفيفة في أغلب الحالات.
إشاعة 14: فيروس كورونا هو نفسه السارس
الحقيقة: تضم عائلة كورونا فيروسات كثيرة من أبرزها الفيروس الذي تسبب بالسارس، وما تسبب بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والآن مرض كورونا. وكان السارس أكثر حدة من حيث معدل الوفيات الذي تم الإبلاغ عنه. حوالي 10 في المائة مقابل 2 بالمائة لفيروس كورونا، ولكن لا يزال من السابق لأوانه معرفة المعدل النهائي للوفيات.
وفيروس كورونا مختلف عن السارس، وانتشار كورونا مثل الإنفلونزا، فهو ينتشر بسرعة كبيرة بين الأشخاص، ما يعني زيادة عدد الإصابات. وزيادة عدد الإصابات لا تعني بالضرورة أن الفيروس قاتل، بل تعني أن الإصابات كثيرة، وبعضهم لسوء الحظ يموت.
إشاعة 15: يمكن أن ينتقل الفيروس من الحيوان الأليف
الحقيقة: مع فيروس كورونا، لا يزال هناك الكثير لم تتم معرفته في الوقت الحالي، ولم نر أي حالات تقوم فيها الحيوانات الأليفة بنقل الفيروس إلى أصحابها. بل من الأرجح أن ينتقل الفيروس منك إلى حيوانك الأليف.
إشاعة16: تم إنشاء فيروس كورونا أو إطلاقه عمداً
الحقيقة: حدثت ثلاثة أوبئة كبيرة بفيروسات من عائلة كورونا، خلال ثلاثة عقود، وكلها تشبه الطبيعة المرضية للسارس، لكن يتميز فيروس كورونا الجديد عما سبقه منها بأنه واسع الانتشار.
إشاعة 17: المضادات الحيوية تقضي على الفيروس
الحقيقة: الفيروسات والبكتيريا نوعان مختلفان من الجراثيم. وتستخدم المضادات الحيوية في علاج العدوى البكتيرية. وبالنسبة للفيروسات، نستخدم الأدوية المضادة للفيروسات، على سبيل المثال، مع الأنفلونزا الموسمية، وهي عدوى فيروسية، تم استخدام عقار «التامفلو» لعلاج بعض الأعراض وتخفيفها، ولا تعمل المضادات الحيوية في هذا السياق مع هذا الفيروس إلا إذا كانت لدى المريض التهابات ثانوية بكتيرية. ويوجد الآن دواءان تجريبيان، لكنهما في مرحلة التطوير، وهما يبشران بالخير ضد هذا الفيروس بعينه.