إشارات أمريكية دالة
ثلاثة أحداث بارزة طبعت الأسبوع الذي ودعناه، الحدث الأول التقرير الإيجابي لوزارة الخارجية الأمريكية حول المغرب، والأهم من ذلك تثبيت التقرير في ظل إدارة جو بايدن لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، أما الحدث الثاني فهو تغريدة لروبرت جرينواي، نائب المستشار الأمني الأمريكي السابق لإفريقيا والشرق الأوسط، على حسابه بـ«تويتر»، قال إن المغرب محظوظ جدا بتواجد عبد اللطيف حموشي، الذي نعته بالمحترف الحقيقي، على رأس المديرية العامة للمحافظة على التراب الوطني. أما الحدث الثالث فهو حلول جوشوا هاريس، رئيس شبيبة الحزب الديمقراطي الأمريكي، الذي يقوده الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمغرب، حيث قام بزيارة إلى مدينة الداخلة في الصحراء المغربية.
كما كان متوقعا لم تخلف هاته الأحداث ذات الدلالة الرمزية والدبلوماسية والحقوقية أي ردود فعل إيجابية، من أولئك الذين كانوا ينتظرون أن يتعرض الوطن برموزه ومؤسساته للجلد أمام العالم، حتى يتلذذوا باستهداف بلدهم ويطلقوا العنان لقاموسهم الذي يحاول أن يصور المغرب كأنه بلد يعيش في القرون الوسطى، تسوده الانتهاكات الحقوقية والسياسية، فقط لأن حفنة من تجار حقوق الإنسان وصحافيي آخر ساعة يوجدون تحت طائلة القانون، بسبب قضايا جنائية ومالية وأخلاقية.
للأسف أصبح البعض من تجار المآسي ودعاة العدمية لا يرون سوى الجانب المظلم من الوطن، ولا يهتمون إلا بالجزء الفارغ من الكأس، أصبحوا لا يفرقون بين معارضة السياسات وأداء المؤسسات، التي قد تنتابها بعض مواطن الخلل والقرارات المجحفة، وبين الطعن في الوطن ممن يفترض أنهم أبناؤه يشربون من مائه ويتنفسون هواءه ويمشون في أسواقه وأزقته، أضحى هؤلاء لا يميزون بين النقد الشديد والمطلوب، وبين السخط المرضي عن كل موقف والتذمر من كل سلوك وجلد كل المؤسسات. أصبح دعاة كل شيء سلبي لا يرون بالعين المجردة كل قرار جيد، لأنه لا يخدم أجندتهم السياسية المريبة، ويغضون الطرف عنه، بل ويستهدفون من ينوه بكل المواقف والتقارير والشهادات التي تعترف لبلدنا بإنجازاته، أما حينما يريدون رؤية كل ما هو سلبي فيستعينون بمجهر دقيق يظهر أصغر العيوب والمساوئ، ويصور الجزئيات التي لا ترى في الأنظمة السياسية، ويقدمونها كأنها فضائح كبرى وخروقات جسيمة.
سنظل نذكر تجار المآسي وخدام السوداوية بقيمة الوطن والمؤسسات وعملة الاستقرار، كلما كسب الوطن موقفا أو حقق إنجازا، فلسنا من دعاة سيادة الظلام، وسنواصل مقاومة تصدير اليأس الممنهج، الذي يحاول أن يخلق الاعتقاد أنه ليس هناك أي جميل وإيجابي يذكر في هذا البلد الآمن، وأن كل شيء ليس على ما يرام، وهذا فيه إجحاف وإساءة وإهانة لبلدنا، لا يقبلها أي مغربي عاقل، ليس لأننا ضد النقد والانتقاد، ولكننا ضد طعن الوطن والنيل من مؤسساته.