النعمان اليعلاوي
بدأت أولى ثمار عودة الدفء للعلاقات المغربية الإسبانية، على خلفية الموقف الإسباني الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، تظهر للعلن، حينما أعلنت وزارة الطاقة الإسبانية عن قبولها لطلب المغرب التزود بالغاز الطبيعي عبر الأنبوب المغاربي- الأوروبي، وهو ما كشفته مصادر إسبانية رسمية، مبينة أن مدريد بدأت هذا الأسبوع تزويد المغرب بالغاز الطبيعي عبر الضخ العكسي لأنبوب الغاز «المغرب العربي-أوروبا»، وأضافت أن الأمر جرى التمهيد للاتفاق بشأنه خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الرباط.
وأخرج التقارب الدبلوماسي المغربي الإسباني، في الآونة الأخيرة، مواقف أكثر عدائية من الجارة الشرقية (الجزائر)، تجاه المغرب، فبعد تعبير الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن انزعاج بلده من المواقف الإسبانية المؤيدة لخيار الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، حذرت الجزائر، أول أمس (الأربعاء)، من فسخ عقد إمداد إسبانيا بالغاز في حال «تغيير» وجهة الشحنات، على خلفية إعلان مدريد موافقتها على طلب الرباط استيراد الغاز عبر أنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي.
وقالت وزارة الطاقة الجزائرية، في بيان، إن «أي كمية من الغاز الجزائري المصدرة إلى إسبانيا تكون وجهتها غير المنصوص عليها في العقود، ستعتبر إخلالاً بالالتزامات التعاقدية، وقد تفضي إلى فسخ العقد الذي يربط شركة “سوناطراك” الجزائرية بزبائنها الإسبان»، حسب البيان الجزائري.
وجاء في بيان الوزارة الجزائرية أن «وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، «تلقى، الأربعاء، بريداً إلكترونياً من نظيرته الإسبانية، تيريزا ريبيرا، تبلغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي». وأوضح البيان أن ريبيرا بيّنت أن الشروع في التدفق العكسي للغاز عبر الأنبوب “سيتم اليوم أو غداً”، من دون أن يشير البيان إلى المغرب، الذي اتفق مع إسبانيا على استيراد الغاز عبر الخط المغاربي-الأوروبي، فيما كشف التحرك الجزائري الأخير عن رغبة كبيرة من سلطات قصر المرادية في التضييق على المغرب، وذلك بعدما كانت الجزائر أوقفت إمدادات الغاز إلى إسبانيا عبر أنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي الذي يمر عبر الأراضي المغربية، ويستفيد منه المغرب، ولم تجدد العقد الذي يربط شركة (سوناطراك) الجزائرية مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن.