شوف تشوف

الرئيسيةملف الأسبوع

إسبانيات بجذور مغربية قوة مدريد الناعمة

سياسيات ومحاميات وملكات جمال ورياضيات يصنعن الحدث في إسبانيا

مرت العلاقات المغربية الإسبانية بفتور، بعد أزمة انطلقت مع استضافة مدريد في العام الماضي لإبراهيم غالي، زعيم «البوليساريو»، رغم أنه مطلوب للعدالة الإسبانية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ووصلت الأزمة حد استدعاء كل بلد لسفيره. 

لكن هناك عوامل كثيرة ظلت تدفع إسبانيا إلى تحسين علاقاتها مع المغرب وجعل العلاقات قوية كما كانت في السابق، أبرزها المحدد التاريخي بين بلدين لا يفصلهما إلا مضيق صغير، فضلا عن المحدد الاقتصادي بمختلف أبعاده، سواء في مجال الاستثمار أو التبادل التجاري والصيد البحري، إضافة إلى المحدد الأمني في قضايا الإرهاب والهجرة.

وحسب العارفين بالخبايا التاريخية بين البلدين، فإن العنوان الأبرز للعلاقات بين الجارين هو عمق الخصوصية والتفرد، سيما أن منطق التغيير والتحولات والتطور في المسارات الذي عرفته المملكتان والأمتان العريقتان يتميز بالتداخل والتباين.

من هذا المنطق، كان من الطبيعي أن ينشط جسر العبور الفاصل بين البلدين، ويحصل التلاقح بين حضارتين ينتج عنه تجانس وتداخل بين شعبين ما يربطهما أكثر مما يفرقهما.

في الملف الأسبوعي لـ«الأخبار»، نرصد تألق مغربيات تشبعن بعشق إسبانيا، فناضلن في جميع الجبهات، منهن نساء الأعمال،  والسياسيات، والفنانات، والفاعلات الجمعويات.. واللائي يشكلن، في الوقت نفسه، مفخرة لبلدهن الأصلي ولبلد الاستقبال.

استقبلتهن إسبانيا أو شهدت على ميلادهن ونشأتهن، ففتحت لهن أبواب الاندماج وسلمتهن مفاتيح النجاح. أما المغرب فظل وطنهن الأم، وبوتقة تتعايش فيها ثقافات وديانات مختلفة.

تنخرط مئات النساء من أصل مغربي في المجتمع الإسباني، يساهمن في بناء صرح بلد جار ويقدمن الدليل على فيض العطاء والقدرة على نسج أواصر علاقات ضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا.

 

حسن البصري

+++++++

02.12.2015, Barcelona
Najat El Hachmi, escriptora.
foto: Jordi Play

نجاة هاشمي.. ابنة الناظور صائدة الجوائز

ولدت الكاتبة الإسبانية المغربية نجاة الهاشمي سنة 1979، في منطقة بني سيدل بمدينة الناظور، لكنها انتقلت مع أسرتها للعيش في إسبانيا سنة 1987، بعدما تلقى والدها عرض عمل في منطقة كتالونيا. في هذا البلد عادت الطفلة دراسيا إلى نقطة الصفر، حيث ولجت المدارس الإسبانية، وفيها تمكنت من إتقان اللغتين الإسبانية والكتالونية، ثم التحقت بالجامعة وتحديدا بقسم اللغة العربية حيث درست الفلسفة العربية، ما مكنها من التعرف جيدا على ثقافتين.

عرف عنها تألقها الدراسي وشغفها بقراءة الروايات وهوس المشاركة في المسابقات. وكانت تحصد وهي طالبة العديد من الجوائز، قبل أن تصبح روائية، ويتم استقطابها للعمل في بلدية برشلونة مسؤولة عن الشأن الثقافي في هذه المدينة.

نشرت سنة 2008 أول رواية لها «الباتريارك الأخير» التي حازت على جائزة «رامون يول» التي تعتبر إحدى أهم الجوائز الأدبية بجهة كتالونيا. والمفاجئ أيضا كان حصول هذه الرواية على جائزة أخرى للآداب في إسبانيا هي جائزة «أوليس» ثم جائزة «رامون ليون» العالمية، فضلا عن أعمال روائية أخرى، منها «أنا أيضا كتالانية» و«صائد الجسد» و«الفتاة الأجنبية» و«لقد تحدثوا كثيرا باسمنا» و«البطريق الأخير» واللائحة طويلة..

لكن روايتها «سيحبوننا الاثنين» شكلت الحدث في المجتمع الثقافي الإسباني، حين نالت جائزة «نادال» للرواية، وهو عمل إبداعي يتمحور حول موضوع «البحث عن الحرية». وتحكي الرواية، التي كتبتها نجاة باللغتين الإسبانية والكتالانية، عن حياة صديقتين تعيشان في حي هامشي وتتصارعان من أجل البحث عن حريتهما، وهي قصة مستوحاة من معيشها حين وطأت قدماها هذا البلد.

كما حصلت نجاة على «جائزة مدينة برشلونة» إلى جانب عدد من الكتاب والجامعيين، وذلك خلال حفل نظم بمقر بلدية المدينة، فضلا عن جائزة «سان خوان بي بي في أ» للأدب الكتالوني عن روايتها «البنت الأجنبية».  

بموازاة مع همها الثقافي، وجدت نجاة طريقها إلى الصحافة الإسبانية وأصبحت كاتبة رأي في جريدة «إلبايس»، حيث كانت تركز على الهجرة الفوضوية وقصص نكبات شبان وهبوا حياتهم لحيتان المضيق البحري، بحثا عن حلم وراء البحار.

صوفيا بيرناس.. فاسية تمثل إسبانيا في هوليوود

 ولدت صوفيا بيرناس في 31 يونيو 1989 بمدينة فاس، عاشت طفولتها في العاصمة العلمية قبل أن تهاجر رفقة أسرتها الصغيرة إلى جنوب إسبانيا، وعمرها لا يتجاوز الست سنوات، كانت تستعد لولوج المدرسة الابتدائية بعد أن قضت جزءا من طفولتها في المسيد.

ما أن بدأت صوفيا مسارها الدراسي الابتدائي في إسبانيا، حتى انكبت على تعلم اللغات، فأتقنت اللغات العربية والإنجليزية والإسبانية والألمانية، كما عرفت في مدرستها بعشقها للغناء والرقص بمختلف ألوانه، ولاحظ زملاؤها في المدرسة رغبة جامحة في تنشيط الفقرات الفنية بجرأة عالية.

حين اشتد عودها اختارت صوفيا مهنة الصحافة وبدأت تتطلع لتصبح يوما منشطة تلفزيونية، وباتت ترسم في مخيلتها نماذج منشطات شهيرات في إسبانيا وهي تسعى لاقتفاء أثرهن، قبل أن تحملها الصدفة يوما للقاء وكيل أعمال للمواهب، الذي اكتشف الإمكانيات التي كانت فطرية فيها وبدأت في الاستفادة منها. بعد ذلك بدأت صوفيا اكتشاف موهبتها في عالم التمثيل.

وعدها وكيل أعمالها بتحويلها إلى نجمة عالمية في السينما، بعد أن تبين له أنها صانعة للترفيه، ولها رغبة جامحة في ركوب صهوة النجومية، وكانت البداية طبعا بأدوار ثانوية في الأفلام والمسلسلات وبعض البرامج التلفزيونية.

دفعها المسار الجديد للانتقال إلى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث توجد المزيد من فرص النجاح في العمل الفني، هناك انضمت صوفيا لفرقة أوبرا وقفزت إلى عالم الشهرة من خلال دورها في مسلسل تلفزي سنة 2015، ورغم أن ظهورها اقتصر على ثماني حلقات، لكنه فتح لها أبواب النجاح في أعمال أخرى إلى أن نالت البطولة عن جدارة واستحقاق، خاصة في الأعمال البوليسية.

أصبحت صوفيا نجمة من نجمات هوليود، وأضحت عنصرا مؤثرا في الصناعة السينمائية، ارتبطت عاطفيا بالممثل الأمريكي كريستيان كين الذي تعرفت عليه سنة 2011، حيث يوجد بينهما أكثر من مشترك في بلاطوهات التصوير.

حين تنتهي صوفيا من شغل السينما تمارس هواياتها الأخرى، مثل التزحلق على الجليد والتنس. كما تشارك في فنون القتال في وقت فراغها.

سلوى الغربي.. طنجاوية دخلت برلمان كتالونيا

دخلت المغربية الأصول سلوى الغربي عالم الشهرة في إسبانيا من بوابة حقوق الإنسان من خلال دفاعها عن التنوع الثقافي، فقد اختارت، طيلة عقدين من الزمن في المهجر، جبهة للدفاع عن المحرومين.

راهنت سلوى الغربي، المنحدرة من مدينة طنجة، على التفاعل الثقافي والوساطة ومكافحة العنصرية والتمييز العنصري، حيث تمكنت من تقديم إجابات ميدانية منذ أن استقرت بالعاصمة الكتالونية برشلونة في سنة 1994.

ورغم أصولها الطنجاوية، نهلت سلوى العلم من العاصمة العلمية للبلاد، حيث درست القانون في جامعة فاس، بالرغم من تعدد الاهتمامات الفكرية، كما أن انخراطها المبكر في الهيئات الحقوقية مكنها من احتساء جرعات النضال وهي شابة.

شغلت سلوى الغربي ما بين 2002 و2012 منصب مديرة قسم حقوق الإنسان والتنوع الثقافي، والمسؤولة عن قسم إدارة التنوع في مركز اليونسكو بكتالونيا، فخبرت القضايا المختلفة التي تهتم بها هذه المؤسسة الأممية.

“أتاحت لها مسؤولياتها فرصة الوقوف على الأسئلة والمواضيع التي تعنى بها اليونسكو في هذا المجال، واستطاعت بالتالي أن تجد لها مكانا إلى جانب الفاعلين الكتالونيين الذين يعنون بقضايا الهجرة”، كما جاء في شهادة المجلس الوطني للهجرة.

حتى بعد أن غادرت مركز اليونسكو في كتالونيا، ازدادت سلوى قوة أكثر إبان مهامها مستشارة للحكومة الكتالونية، ولدى عمودية برشلونة، ومؤسسة “إياروري”، ومؤسسة “جاومي بوفيل” والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط.

طورت هذه المرأة المغربية المكافحة، تدريجيا، وعلى مدى أزيد من عشرين سنة، تجربة مهنية دولية، اختارت وضعها في خدمة عدد من مشاريع التدبير والتحسيس والاستشارة والبحث والتكوين في المجالات الاجتماعية والثقافية والتربوية والتعليمية.

لم تقتصر على وظائفها الرسمية، بل ترأست «جمعية أفكار»، وأصدرت مجموعة من المنشورات والبحوث حول مواضيع مختلفة مثل «الإسلام والمرأة في التقاليد الإسلامية» و«التقاليد والحريات» و«الخطابات الإعلامية حول الهجرة» و«الهوية والآخر» و«الهجرة والأزمة الاقتصادية».

سجلت سلوى الغربي حضورا سنويا في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، حيث كانت تقدم محاضرات بدعوة من مجلس الجالية المغربية بالخارج، وعرضت نماذج من مسارات استثنائية استطاع مغاربة العالم تحقيقها في المجال السياسي.

Spain’s forward Jennifer Hermoso waves the Spanish flag as goalscorer defender Leila Ouahabi holds the trophy after their 1-0 victory over Canada in the Algarve Cup Final football match at Algarve stadium in Faro on March 8, 2017. / AFP PHOTO / FRANCISCO LEONG (Photo credit should read FRANCISCO LEONG/AFP/Getty Images)

ليلى وهابي.. نجمة للبارصا ومنتخب إسبانيا

ولدت ليلى وهابي في 22 مارس 1993 بمنطقة كتالونيا، اختارت أن تكون لاعبة لكرة القدم فأتى لها الحلم من بعيد، وأصبحت لاعبة كرة قدم إسبانية، في نادي برشلونة والمنتخب الإسباني.

ساهمت ليلى الوهابي، ذات الأصول المغربية، بشكل فعال في تتويج فريقها برشلونة بلقب الدوري الإسباني، للمرة الثانية على التوالي، في 19 ماي 2021، وأيضا بلقب دوري أبطال أوروبا، للمرة الأولى في تاريخ الفريق، على حساب تشيلسي الإنجليزي.

ليلى الوهابي، لاعبة كرة قدم إسبانية، ولدت في بلدية «ماتارو»، التابعة لمدينة برشلونة، في 22 مارس 1993، من أبوين مغربيين ينحدران من مدينة طنجة، هاجرا إلى إسبانيا قبل عقدين، حيث ترعرعت ليلى وتسلل إلى قلبها شغف لعب كرة القدم، بتأثير من أخيها الذي كانت تشاركه اللعب في طنجة خلال العطل، وفق تصريحها لصحيفة «إلباييس» الإسبانية. استهلت ليلى الوهابي مشوارها في رياضتها المفضلة بممارسة اللعبة الشعبية الأولى عالميا مع فرق الأولاد قبل أن تنتقل إلى البلاوغرانا، حيث تدرجت بمختلف الفئات العمرية إلى أن انتهى بها المطاف لتصبح واحدة من الأعمدة الأساسية في الفريق الأول.

“حين كنت لاعبة هاوية، حرصت على زيارة مدينة طنجة مع عائلتي في العطل الصيفية، وأيضا مدينة العرائش، حيث تقطن جدتي، لكن منذ الاعتماد علي في الفريق الأول لبرشلونة سنة 2016، أصبح كل اهتمامي التركيز على اللعب مع الفريق”، تقول الوهابي، لاعبة المنتخب الإسباني الأول للصحيفة نفسها.

ساهمت ليلى في هذا الإنجاز حين سجلت أهدافا حاسمة في منافسات محلية وقارية، وأصبحت من أشهر اللاعبات في الليغا النسائية، علما أنها بدأت المشوار الاحترافي مع برشلونة في سن مبكرة، وتمت إعارتها من طرف برشلونة إلى فريق فالينسيا سنة 2013، قبل أن تبين على مستويات عالية وتتم إعادتها إلى البارصا بعد ثلاث سنوات.

عرف عنها دفاعها المستميت عن عرين فريقها ودورها الدفاعي الممزوج بالصرامة، حيث شغلت باقتدار مركز الدفاع الأيسر، ولكنها تتأسف لعدم تمكنها من متابعة البطولة النسائية المغربية ميدانيا. ولكنها في الوقت نفسه اعترفت بأنها لم تزر بلادها الأصلية منذ أن أصبحت لاعبة في نادي برشلونة، حيث تنطلق التدريبات في شهر غشت، وهو الشهر الذي تسافر فيه أسرتها إلى المغرب.

نجاة درويش..دخلت حزبا يساريا دفاعا عن المهاجرين  

بعدما دخلت غمار العمل الجمعوي، تمكنت المغربية نجاة درويش من الحصول على مقعد بالبرلمان الكتالوني، في لائحة حزب «اي ار سيالامر». وقالت درويش، في حديثها لموقع «البي بي سي» البريطاني، «دخلت البرلمان للدفاع عن الناشئة، لا أريد أن يعاني أولادي من نصف ما عاناه أجدادهم، أو ربع ما عانيته، أريدهم أن يجدوا مجتمعا شاملا ومتساويا ويعترف بالتنوع».

حلت نجاة بإسبانيا قادمة من المغرب سنة 1990، مع والديها وهي في سن التاسعة من عمرها، حصلت على شغل في المجلس المحلي بمدينة ماسنو مدة 17 سنة، ركزت في مسارها على التأليف ومن خلال وظيفتها تمكنت من الاطلاع ميدانيا على عمق الهشاشة وتفاصيل إشكالية الهجرة.

في حوار صحفي قالت نجاة إنها اعتادت أن تكون رائدة، إذ إنها الفتاة الأولى من مجتمعها التي فازت بجائزة أدبية ثم ذهبت إلى الجامعة. وعلى الرغم من أنها لم تكن منتمية لحزب سياسي، إلا أنها وافقت على الانضمام إلى القائمة الانتخابية لليسار الجمهوري في كتالونيا، في غمرة حملة انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، لكنها ظلت تؤمن بأن هذا القرار يجب أن يتم عبر استفتاء ويخرج من دواخل وقناعات السكان لا السياسيين.

لكن نجاة تعرضت بدورها للتمييز، وقالت إنها واجهت في عملها المجتمعي حالات تمييز، مثل: الممرضات اللاتي لم يتم قبولهن في المستشفيات بسبب ارتداء الحجاب، والخريجين الذين يتم تجاهل سيرهم الذاتية بسبب أسمائهم الإسلامية.

وجدت نجاة نفسها في الصفوف الأولى للدفاع عن مغاربة كتالونيا عند كل عمل إرهابي يستهدف هذا الإقليم، كانت ترفض عناوين الصحف التي نسبت الهجوم على برشلونة لأبناء المهاجرين المغاربة.

سارة لويناز.. بنت زايو ممثلة لإسبانيا بمنصات الجمال

ولدت سارة في إسبانيا قبل 24 سنة، من والدين حلا بهذا البلد في إطار هجرة للعمل، وتمكنت من دخول عالم الموضة مبكرا بموازاة مع دراستها الجامعية في مجال إدارة الأعمال، رغم أن عائلتها كانت في البداية ترفض مشاركتها في عالم الموضة وتخاف من تأثير ذلك على مسارها الدراسي إلا أنها بعد ذلك قبلت بالأمر،

قبل أن تغير مسارها صوب عالم الجمال وتحصد الألقاب في إقليم الباسك، حيث توجت المغربية لويناز بلقب ملكة جمال إسبانيا لسنة 2021.

تعددت الروايات حول أصل والدها، حيث قيل إنه مغربي يعيش في الباسك، بينما ذهبت روايات أخرى إلى كونه باسكيا، فيما قالت سارة «إنه والدي وكفى»، رغم أن الرواية الأقرب إلى الحقيقة كون الأب إسباني المولد، بينما تنحدر والدتها من مدينة زايو شرق المغرب.  

وحسب صحيفة «إل موندو» الإسبانية، فإن «سارة معجبة بعائلتها وتقر بحبها النهائي لهما لا سيما والدتها»، مضيفة أنها قالت عن أمها المغربية «إنها المثال الذي أتبعه وهي امرأة مجتهدة للغاية وقد ضحت دائما لمنحي التعليم والقيم، وكانت في الواقع مصدر طاقتي في هذه المسابقة لتحقيق هدفي».

وأشارت الصحيفة إلى أن تتويج سارة بلقب ملكة جمال إسبانيا هو ثاني مشاركة لها في هذه المسابقة بعد أن توجت عام 2017 بوصيفة ملكة الجمال، لافتة إلى أن هذا اللقب كانت تحلم به منذ طفولتها.

ترددت سارة على المغرب كثيرا وحرصت على زيارة مسقط رأس والدتها، كما حضرت ضيفة شرف حفل اختيار ملكة جمال الكون المغرب، إذ أشرفت على تسليم التاج للفائزة المذكورة.

تستمتع سارة بالقراءة والموسيقى والرقص واليوغا، وهي وصيفة ملكة جمال أوربا الصربية الجنسية، وتسعى جاهدة لكسر سيطرة حسناوات أوربا الشرقية على هذه المسابقات.

مايسون دواس.. أول سيدة مسلمة في بلدية مدريد

لم تمنع الإجراءات الصحية المشددة التي كانت تفرضها إسبانيا، خلال فترة الانتشار الواسع لفيروس كورونا، المستشارة ببلدية مدريد، مايسون دواس، وهي مسلمة من أصول مغربية، من الإشراف على توثيق الزواج، لكن اسمها انتشر بسرعة حين أشرفت على توثيق زواج فتاتين مثليتين.

عرفت مايسون في أوساط المشهد السياسي بالعاصمة الإسبانية بمداومة ارتدائها للحجاب، وأكدت أنه لأول مرة في حياتها تشرف على توثيق زواج فتاتين مثليتين، معبرة، من خلال تغريدة على حسابها بالتويتر، عن اعتزازها بالمهام التي تقوم بها في إطار مسؤولياتها ببلدية مدريد.

ولدت مايسون بغرناطة من أبوين مغربيين، واستقرت أسرتها بالعاصمة الإسبانية مدريد وهي في سن الخامسة، تابعت دراستها إلى أن حازت على دكتوراه في الفيزياء من جامعة مدريد. والدها محمد دواس، أستاذ رياضيات ولد في المغرب، وأمضى سنوات كثيرة من حياته في مدريد، ناشطًا في مساعدة المسلمين الشباب على الاندماج في المجتمع الإسباني، وهي تشرف منذ سنوات على منصة رسمية لمساعدة الشركات الناشئة في مجال الابتكارات الإلكترونية، التي تتوقع أن تصبح العاصمة الإسبانية أحد محاورها الرئيسية في أوروبا.

وإلى جانب انشغالاتها المهنية والأكاديمية، تعتبر مايسون واحدة من أبرز النساء السياسيات بمدريد، فقد خاضت غمار الانتخابات البلدية الأخيرة من باب المجتمع المدني، ما مكنها من عضوية مجلس العاصمة، وهو ما اعتبر في نظر الكثيرين حدثا بارزا واستثنائيا، خصوصا وأن لا انتماء سياسي لها.

وتحقق المستشارة ذات الأصول المغربية إجماعا بين أصدقائها ومعارفها على كفاءتها، كما تحظى باحترام كبير من طرف عمدة العاصمة مانويلا كارمينا التي تعتبرها واحدة من أبرز الكفاءات التي يمكن الاعتماد عليها دون تردد.

هيلين بن عطار.. محامية ونجمة فن الترافع بإسبانيا

في إطار الاعتراف بشجاعة وإنسانية الملك الراحل محمد الخامس، ودوره في استقبال اللاجئين اليهود الناجين من النازية، نشرت الصفحة الرسمية للسفارة الأمريكية بالرباط، صورة للناشطة الحقوقية «هيلين بن عطار»، وهي محامية يهودية مغربية، وصفتها السفارة بـ«إحدى بطلات المغرب» الأقل شهرة، في مواجهة الاستبداد النازي، والتي رسم إطارها الملك الراحل، لكن الإسبان يعرفون مكانتها في العدالة الإسبانية.

اسمها الكامل راشيل هيلين كازيس، من مواليد طنجة سنة 1898، لكنها انتقلت رفقة أسرتها نحو الدار البيضاء في سن التاسعة عشرة، حيث كانت من الشابات اليهوديات القليلات اللواتي تمكن من إتمام دراستهن الثانوية في المغرب، ثم سافرت إلى فرنسا لاستكمال دراستها القانونية، لتصبح أول محامية في المغرب، إلى جانب نشاطها في المجال الحقوقي للدفاع عن اللاجئين اليهود الذين وفرت لهم العديد من المساعدات، من خلال تأمين السكن والطعام وتسهيل الحصول على الوثائق للفارين من أوروبا.

في سنة 1920 ستحمل هيلين لقب بن عطار، بعد زواجها من موسى بن عطار، حيث ستعمل على توفير العناية اللازمة بالأيتام من خلال توفير الحليب ورياض للأطفال، كما تطوعت مع الصليب الأحمر بالدار البيضاء، وأسست ثلاثة مخيمات لإغاثة اللاجئين بالدار البيضاء، ومساعدة يهود شمال إفريقيا على التوجه نحو اسرائيل، وقد لفت هذا النشاط انتباه الباحثين الذين ينظرون لها كواحدة من رائدات النهضة النسائية المغربية.

وسبق للباحثة سوزان ميلر، أستاذة التاريخ بجامعة كاليفورنيا، أن سلطت الضوء على دور هيلين خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت شمال إفريقيا نقطة عبور نحو وجهات محتملة كأمريكا وكندا، مشيرة إلى أنها كانت من الشخصيات الرائدة في مجال الدفاع عن حقوق اللاجئين اليهود في المغرب، بعد أن أسست سنت 1940 لجنة لمساعدة اللاجئين، كما وصفتها بالمرأة التي واجهت المخاطر والعقبات باسم حقوق الإنسان.

رافعت هيلين في المحاكم الإسبانية لدعم قضايا مستضعفين من إسبانيا، وكانت تتقن العديد من اللغات، كما ألقت العديد من المحاضرات في مدريد ما بين 1953 و 1954 في إطار جولة لجمع التبرعات للأعمال التي تقوم بها من أجل اللاجئين اليهود، كما نجحت في توفير فرص عمل لأزيد من 1260 لاجئا يهوديا، ومكنها هذا النشاط من أن تكون ممثلة شمال إفريقيا في المؤتمر اليهودي العالمي.

انتقلت راشيل، التي لقبها البعض بالمرأة الحديدية، إلى باريس سنة 1962، وتوفيت بها سنة 1979 عن سن تناهز الثمانين سنة، وأطلقت عليها وكالة إيفي الإعلامية الإسبانية لقب «البطلة المنسية».

 

 

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أوجه جزيل الشكر والامتنان لمدير النشر والصحفي القدير رشيد نيني وايضا للصحفي حسن البصري على حسن التفاتتهما القيمة لوضع الضوء عل مسارنا المهني وتجربتنا العملية كنساء من أصل مغربي تألق اسمهن في أرض المهجر.

    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى