شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقاريروطنية

إرهاب الطرقات

لقي 20 شخصا تقريبا مصرعهم، فيما أصيب أكثر من 30 آخرين إصابات متفاوتة الخطورة، صباح أول أمس، في حادثة سير مميتة، بعد انقلاب حافلة لنقل الركاب بالطريق الرابطة بين مدينتي الفقيه بن صالح وخريبكة. وبغض النظر عن جدار المبررات الذي سيختبئ وراءه كل طرف، بين متهمي سائق الحافلة بالسرعة المفرطة، أثناء السياقة، وحمل فوق طاقتها، وبين من سيرمي بالمشكلة على وضعية الطريق التي تنتمي إلى زمن غير زماننا، فإن إرهاب الطرقات مهما كانت الأسباب ينبغي أن يتوقف إلى غير رجعة.

مقالات ذات صلة

نعلم أننا على صفحات هاته الجريدة كتبنا، وصرخنا، مرارا وتكرارا مع وقوع أي حادثة مروعة، بل ظل الحديث عن مأساة الطرق سيمفونية حزينة نرددها دون جدوى، وطقسا روتينيا لا يبعث على الأمل، بأن الجهات المعنية والمواطن والقانون والقضاء سيضعون حدا لهذا النزيف، الذي ربما لا يماثله في أي بلد آخر، إلا الأوبئة القاتلة والحروب المدمرة، والكوارث الطبيعية، والأحداث الإرهابية.

نحن حقيقة لا مجازا في حالة إرهاب اسمها الإرهاب الطرقي، وهذا يتطلب أن تشهر الدولة «العين الحمرا»، مثلما أعلنت الحرب الشاملة على الإرهاب والخلايا النائمة. وبالقدر الذي استدعى الخطر الإرهابي حشد القوة الأمنية والدينية والقضائية والإعلامية، لتعزيز جانب مهم في حياتنا، فإن إرهاب الطرقات، الداخلية في المدن، والطرق الطويلة خارجها، يتطلب الاستراتيجية نفسها، بعدما بات هاجسا يهدد حياة كل إنسان، ويقلقه على مصير أبنائه وذويه، فقد أصبحنا جميعا في خندق الموت مع هذه الحوادث المريعة.

لذلك نجد أن كل دول العالم المتقدمة تحسب لهذه القضايا المميتة ألف حساب، وتوضع لها مخططات عاجلة تتكفل بها الحكومات، وتدق نواقيس الخطر وتتجمع المكونات الفاعلة والمسؤولة لدراسة الظاهرة، والعمل الجاد والصارم للقضاء على المشكلة، والخروج بقرارات استباقية واستشرافية لعدم حدوثها، أو على الأقل للحد من وقوعها.

فلم يعد مقبولا أن يستفيق ويمسي المغاربة على مثل هذه المأساة، التي وقعت بطريق خريبكة، والتي سبقتها حوادث الطريق القاتلة التي تركت إلى اليوم جروحا لا تندمل. إن الأمر لا يتعلق بمحاولة تهدئة الخواطر، وتجاوز المصيبة التي اهتز لها المغاربة، بل إن الوضع يحتاج بعيدا عن الخطابات والإعلانات والمؤسسات الشكلية إلى وقفة جدية، وبدون ذلك سيظل قانون الغاب وستظل الطريق تستنزف دماء الأبرياء، وستظل الحافلات يسوقها المجانين، والطرق يتكفل بتشييدها الفاسدون.

ما لم نأخذ العبرة من حادثة طريق خريبكة، سيظل مصير أرواح المغاربة لعبة في يد قانون نائم، وسائق متهور، وصاحب «كريمة» همه الوحيدة مدخوله اليومي، وصاحب صفقة طرقات غشاش، والمسؤولون الموكول إليهم تطبيق القانون في دار غفلون.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    الرحمة والمغفرة لشهداء الطرق
    C’est un problème d’éducation et d’instruction , tout le monde doit faire un effort.
    Dans le domaine médical en chirurgie quand il y a un décès ou complications grave le dossier est étudié en RMM : revue de morbi mortalité pour analyser chaque étape de la prise en charge et cerner les causes , mise en place de plan d’amélioration afin de prévenir d’autres complications et décès. On peut appliquer ce concept .
    Par le biais de commissions d’enquêtes regroupant plusieurs professionnels pour étudier de façon très pointue les causes de ces accidents (état du conducteur ,: connaissance du code de la route , état de santé ; état des véhicules ; des routes , au lieu de nous intoxiquer tous les jours : le Maroc est premier en Afrique , le Maroc a été félicité par tel personnalité ou organismes
    !Arrêtez de nous vendre du vent

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى