شوف تشوف

الرأي

إذا لم تستح فافعل ما شئت

زينب بنموسى

يتفق رواد الاشتراكية المثالية والعلمية رغم اختلافهم على مطلب العدالة في توزيع الثروة، وضرورة تحجيم الملكية الخاصة، مقابل تعزيز الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج.
ويرى التيار الأول أن الطرق السلمية وغير الثورية، هي السبيل لبلوغ مراده وتحقيق أمله في بناء مجتمع اشتراكي يسوده العدل والمساواة، لأن الإنسان في نظره كائن عقلاني مجبول على الطيبة، ولا حاجة إلى العنف الثوري لإقناع كافة المجتمع بتبني أفكاره. وحتى التيار الثاني الذي يناصر الخيار الثوري، يؤكد على أن إشاعة الوعي لدى طبقة البروليتاريا هي السبيل للوصول إلى الهدف المنشود المشترك، أي توزيع الثروة بشكل عادل.
لكن فليذهب التياران معا إلى الجحيم، وليمت روبرت أوين وسان سيمون وشارل فوريي وحتى ماركس وإنجلز غيظا، فقد بُعث في المغرب تيار جديد، اشتراكي إسلامي متطرف، شعاره: «اشتراكية الثورات، إعادة توزيع الممتلكات، وجهاد الكفار»، وحيانا الله – وله الحمد- حتى وجدنا مرشحا ينتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يريد الفوز بالانتخابات باش يجاهد فالكفار، بحال إلى هوما السبب في فشل السياسات العمومية.
السيد المرشح المفروض علينا أن نلقبه بالمحترم، لأننا لم ننشأ على منطق الجهاد وإقصاء الغير بناء على أفكاره مهما كانت غبية، لم يفكر أن يجاهد في الفقر والجوع والهشاشة التنموية التي يعيش تحت وطأتها إقليمه، أو يجاهد في الجهل المنتشر عبر ربوع هذا الوطن لي جامعنا معاه، ولكن بانليه يجاهد غير فالكفار، بحال إلى مرشح فدائرة سميتها صقر، ولا منتمي لحزب سميتو طالبان.
ولكن العيب ماشي فيه، من حقه أن يضع كهدف أسمى جهاد الكفار إلى يوم القيامة، إذا كان غيره يضع كهدف جهاد الميزانية والقضاء عليها، والخلود في المناصب إلى يوم الدين، حيت أصلا حنا ما فاهمينش شنو هوما الانتخابات، ومرشحينا مساكن تلزمهم حصص توعية حول ماهية هذه العملية، ومعنى العمل السياسي، حيت واقلة كلهم ماعارفينش أن الغرض هو خدمة الصالح العام ماشي المصالح والنزوات الشخصية.
من حقه أن يقول ما يشاء ما دامت إحدى «أيقونات» حزبه المتنورات تدافع عنه بمنطق أن: «اختياره للترشيح كان على المستوى المحلي.. والترشيح المحلي القروي يكون بناء على معطيات محلية، ترتبط بالدوار الذي ينتمي إليه وبسكانه»، بحال إلى زعما المعطيات المحلية المرتبطة بالدوار تشير إلى أن ساكنته تود الجهاد في الكفار هي الأخرى. وأن ما قاله لا يتفق مع توجه الحزب، ولكن هانية في سبيل الأصوات لي غايجيبها، المهم أن يُحسب نجاحه له حتى ولو كان مختلفا تماما مع مبادئه، ولا ما عارفهمش أصلا، وفي سبيل ذلك سنسمي «عين ميكة» التي ينهجها الحزب في التعامل مع تدوينات المرشح المصفقة لطالبان، والمتوعدة بجهاد الكفار، مراجعات فكرية.
الحاصول، إذا لم تستح فافعل ما شئت، والأحزاب السياسية المغربية لم يُسجل في تاريخها أنها استحت يوما، لذلك من حقها دير لي بغات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى