شوف تشوف

الرأيالرئيسية

إذا عمت هانت

سقط الوداد في امتحان العالمية، بعد الهزيمة أمام الهلال السعودي بضربات الترجيح، في مستهل كأس العالم للأندية لكرة القدم.

سقط المنتخب الجزائري في الليلة نفسها، في اختبار الريادة القارية بضربات الترجيح أمام السينغال.

حزن في الرباط والجزائر، قلق جماهيري في البلدين وفرحة لا توصف للضيوف في عقر دار المضيف.

حين علم الجزائريون بهزيمة الوداد تنفسوا الصعداء، وقالوا الحمد لله غيمة الحزن تجثم علينا وعلى جيراننا.

سقط الوداد في اختبار العالمية، لكن منتخب الجزائر سقط في امتحان حقوق الإنسان، حين حول دورة كروية قارية إلى حبس انفرادي، ونفخ في الجمهور كمية حقد دفين.

حين كان الجمهور الجزائري يقف متحسرا على الهزيمة في نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين، أصدرت الرئاسة الجزائرية رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون، حاول من خلالها، عبثا، نزع فتيل الغضب من قلوب آلاف المشجعين.

قال حفيد نيلسون مانديلا في خطبة افتتاح «الشان»: «سنلتقي هنا بعد أيام لنحتفل جميعا بفوز الجزائر»، لكنه اختفى عن الأنظار ولم يظهر له أثر.

في كرة القدم والرياضة عموما، الهزيمة واردة، وكل مدرب يبحث أثناء بناء فريق تنافسي عن لاعبين يحبون الفوز، وإذا لم يعثر على أي منهم فإن عليه البحث عن لاعبين يكرهون الهزيمة.

من المفارقات الغريبة في كرة القدم أن اللاعب الجزائري أحمد قندوسي الذي أهدر ضربة الجزاء، شد الرحال إلى المغرب في اليوم الموالي، والتحق بفريقه الجديد الأهلي المصري بمدينة طنجة، وسيحتاج إلى ترويض ذهني ليتخلص من تبعات الهزيمة التي تتراقص أمام عينيه.

سيكون هذا اللاعب الجزائري شاهدا على زيف ادعاءات الإعلام الجزائري، وهو يتجول في مدينة طنجة ويرى بأم و«والد» عينيه أن فشل مونديال الأندية مجرد هلوسة إعلامية جزائرية، والأكيد أنه سيلتقي في عاصمة البوغاز بصديقه مرباح غايا، حارس المرمى الجزائري لاتحاد طنجة، وسيغير كثيرا من المعتقدات التي سكنت دماغه بفعل فاعل.

في كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، عشنا وشفنا كيف يلعب الكثير من المسؤولين الأفارقة دورين في مسلسل واحد، وكيف ينجحون في توزيع الكلام المعسول بسخاء. فقد قال حاجي ضيوف، نجم الكرة السينغالية السابق، كلاما كله مديح وثناء في حق «شان الجزائر»، وزع يمينا وشمالا تصريحات مثيرة، بل إنه من فرط سخائه قال بدون استحياء إن الجزائر جاهزة لتنظيم كأس العالم وليس كأس أمم إفريقيا. وأمام عاصفة التصفيق التي رافقت تصريحه، تحمس صاحب «الطربوش» وقال إن «الجزائر قوة كروية لا تضاهى».

كيف لقوة كروية «لا تضاهى» أن تخسر في عقر الدار؟

أستحضر الآن ما قاله ضيوف حين كان سفيرا لملف موروكو 2026: «القارة الإفريقية بأكملها ستكون سعيدة لو نجح المغرب في نيل شرف التنظيم هذا. ما يحصل في المغرب من ثورة كروية أمر لا يصدق، المغرب جاهز من الغد».

تابع ضيوف مباراة المغرب ضد صربيا بتورينو الإيطالية، ونوه حينها بالعمل الذي ينجزه المغرب في إطار حملة الترويج لملف المونديال، وفي حفل عشاء قال عبارته الشهيرة: «كلنا ماروك»، تناول دواءه ونام.

اضطر صامويل إيطو، رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، لعب دور الحمل الوديع وهو يتابع كأس أمم إفريقيا للمحليين، فقد قال في تصريح صحفي إن الجزائر تستحق أن تنظم كبرى التظاهرات الكروية. وتراجع بشكل غريب عما قاله في الدوحة، حين استفزه «مؤثر» جزائري.

في قطر رشح صامويل المنتخب المغربي للظفر بكأس العالم، وسخر من مطالبة الجزائريين بإعادة مباراة في كرة القدم، وظل يمارس لعبة «الكلاشات»، إلى أن وجد نفسه في مطار هواري بومدين فأعلن توبته.

ليس كل ما يلمع ذهبا.

حسن البصري
 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى