النعمان اليعلاوي
ما زال ملف إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا عقب الحرب الروسية، يراوح مكانه لما يقارب ستة أشهر من الأزمة، ففي الوقت الذي تؤكد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن توجهها لدمجهم في الكليات العمومية وفق تخصصاتهم، أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة عن رفضها المطلق لخطوة إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا، وقال طلبة الطب والصيدلة إن «الإدماج مستحيل التحقق، نظرا للتهديد المباشر الذي يشكله بالنسبة إلى تكوين طلبة الطب والصيدلة في الكليات العمومية، في ظل الاكتظاظ وضعف التأطير، وعدم توفر أرضية تداريب استشفائية تتناسب مع الأعداد المتوقعة للطلبة».
في السياق ذاته، أكد طلبة الطب وطب الأسنان على «عدم مشروعية هذه الخطوة من الأساس على المستويين القانوني والأكاديمي، إذ تضرب عرض الحائط المبدأ الدستوري الضامن لتكافؤ الفرص بين جميع أبناء المغاربة»، وكما «نبهت اللجنة إلى وجود حالة من الغضب والاضطراب غير المسبوقين بكليات الطب، وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب حاليا، واصفة الوضعية بالحرجة»، مشيرة إلى ما قالت إنها «عدد من الإشكالات التي يواجهها القطاع، وعلى رأسها الاكتظاظ، والوضع الكارثي للتكوين الطبي، والتخوفات من انعكاس تقليص سنوات التكوين على الجودة، فضلا عن عبثية صرف تعويضات الطلبة وضعفها».
وأعلن طلبة الطب والصيدلة عن تنظيم وقفات احتجاجية متزامنة على المستوى الوطني بكل كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان العمومية بالمغرب، وذلك اليوم الثلاثاء، مع تنظيم إنزال وطني على شاكلة وقفة احتجاجية وطنية بالعاصمة الرباط، مرفوقة بإضراب وطني عن التداريب الاستشفائية، يوم الثلاثاء 5 يوليوز المقبل، مهددين باتخاذ خطوات تصعيدية، في حال عدم التراجع عن قرار إدماج طلبة أوكرانيا.
وكان عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قد أكد أنه سيتم تنظيم مختلف المباريات لإدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا مباشرة بعد عيد الأضحى، على أن يتم حل هذا الملف نهائيا شهر يوليوز المقبل. وأوضح ميراوي، في معرض جوابه عن سؤال شفوي حول «مصير الطلبة العائدين من أوكرانيا»، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، أن الوزارة قامت بعقد اجتماعات تشاورية مع مختلف شبكات مؤسسات التعليم العالي المعنية، التي خلصت إلى اعتماد مجموعة من المبادئ، من أجل دراسة إمكانية التحاق الطلبة المعنيين بمنظومة التعليم العالي بالمملكة.
وأضاف الوزير أنه سيتم الأخذ بعين الاعتبار عدد المقاعد الممكن إضافتها داخل كل مؤسسة، خصوصا في مجالات الطب والصيدلة وطب الأسنان والبيطرة والهندسة المعمارية، بالاعتماد على كل مؤسسات التعليم العالي العمومية والخاصة المعترف بها، من أجل المساهمة في هذا المجهود، كما سيخضع الطلبة المسجلون بالسنة الأولى لكل سلك أو دبلوم، يضيف ميراوي، للإجراءات والشروط نفسها التي تسري على نظرائهم بالمغرب، بخصوص الترشيح والتسجيل بمؤسسات التعليم العالي على الصعيد الوطني، على أن يتم إجراء مباراة مستوى (n – 1) بالنسبة إلى جميع الطلبة المسجلين بمستوى (n) بالتكوين ذاته.