تطوان: حسن الخضراوي
علمت «الأخبار»، من مصدر خاص، أن محمد إدعمار برلماني العدالة والتنمية ورئيس جماعة تطوان، اختار الانضمام في الخفاء إلى صف المعارضين لحكومة سعد الدين العثماني، بسبب قربه من تيار الأمين العام لـ«البيجيدي» عبد الإله بنكيران، واستفادته بشكل كبير من المرحلة التي تولى فيها قيادة الحكومة السابقة، حيث نفذ جل برامجه المسطرة وحقق جزءا كبيرا من أجندته السياسية الخاصة.
وأضاف المصدر نفسه أن معارضة إدعمار لحكومة العثماني واضحة، حتى ولو لم يدل بتصريح في الموضوع، لأنه من القياديين الذين صنعهم بنكيران واستمروا في مناصبهم السياسية والحزبية رغم التقارير التي رفعت ضدهم إلى هيئات الحزب المسؤولة، والانتقادات اللاذعة التي عرفتها مراحل إشرافهم على التدبير والتسيير الخاص بالشأن المحلي.
وحسب مصادر، فإن إدعمار استفاد بشكل كبير من المرحلة التي تولى فيها بنكيران رئاسة الحزب والحكومة، حيث نجح في تنزيل جزء كبير من برنامج خاص لتهميش الكفاءات الحزبية والقيادات المحلية المؤسسة للحزب، فضلا عن زرع أتباع داخل التنظيم لضمان الاستفراد بالقرارات الخاصة بمنصب التسيير والتدبير دون عراقيل أو معارضة تذكر.
وكشفت المصادر نفسها أن إقالة بنكيران كانت بمثابة ضربة خفية قاسمة تلقاها إدعمار الذي كان يستفيد من دعم رئيس الحكومة السابق دون قيد أو شرط، حيث سبق وهمشت الأمانة العامة شكايات القيادي المؤسس الأمين بوخبزة، وخرجت بقرار تجميد عضويته رغم تأكيده أن ما يصرح به هو وقائع ملموسة يمكن للقضاء البت فيها وفتح تحقيق في موضوعها.
وتضيف المصادر ذاتها أن إدعمار كان يمني النفس بالحصول على منصب وزاري لأنه كان من المقربين جدا من بنكيران، لكن إقالة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بشكل مفاجئ من قبل ملك البلاد، قلبت جميع الموازين وعصفت بحلم رئيس الجماعة في الاستوزار.
هذا وتستمر بعض الأصوات داخل حزب العدالة والتنمية في المطالبة بعدم دعم حكومة سعد الدين العثماني، وانعقاد مجلس وطني يتم من خلاله توضيح مجموعة من التراجعات التي ساهمت في احتقان داخلي لا يمكن تصور عواقبه وتداعياته المتسارعة، فضلا عن القيام بمراجعات واسعة في ما يخص علاقة الحزب بالحكومة وضرورة أخذ مسافة كافية بين الاثنين، عكس حكومة بنكيران السابقة التي كان الحزب يدعمها ويبرر هفواتها وقراراتها اللاشعبية بوسائل مختلفة، من أجل الحفاظ على القاعدة الشعبية واستمرار كسب التعاطف.
إلى ذلك، قال مصدر من داخل حزب العدالة والتنمية، إن استقالة بنكيران من البرلمان وتوديعه المجال السياسي، سيؤثران بشكل كبير على برامج وأهداف تياره الذي كان همه تشحيم (الماكينة الانتخابية) وهاجس رفع الأرقام والحصول على الأصوات، حتى ولو كان ذلك على حساب المصلحة العامة وحق المواطنين في التنمية.