علمت «الأخبار» أن مطار محمد الخامس بالدار البيضاء شهد، يوم السبت الماضي، حلول لجنة من المديرية العامة لإدارة الضرائب معززة بعناصر من إدارة الجمارك والدرك الملكي، بشكل مفاجئ لإجراء تفتيش دقيق لطائرة خاصة تستعمل في نقل الشخصيات البارزة من وزراء ومسؤولين كبار، وكذلك تقديم خدمات النقل الصحي والإسعاف الجوي داخل المغرب وخارجه.
وأفادت مصادر الجريدة بأنه فور توقف الطائرة التابعة لشركة «أ.م»، التي تعود لرجل أعمال مغربي شريك مع مستثمرين قطريين، صعدت إليها عناصر من إدارة الجمارك التي قامت بتفتيش طاقم الطائرة من نوع هوكر المرقمة تحت «ش.ن» كانت قادمة من باريس بعدما رحلت إليها من عاصمة إحدى الدول الإفريقية.
وأفادت المصادر بأنه تم العثور على مبلغ مالي هام وسط الطائرة يقدر بحوالي 9 آلاف دولار من أصل 90 ألف دولار ثمن الرحلة التي قامت بها الطائرة في نقل شخصية إفريقية من أجل العلاج بفرنسا.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن التحريات ما زالت جارية في هذا الموضوع بعد التحقيق مع رباني الطائرة والطبيب المرافق. وكشفت المصادر أن سبب تفتيش الطائرة يعود إلى توصل إدارة الجمارك بمعلومات حول تملص الشركة المالكة للطائرة من أداء الضرائب وكذلك شبهة تهريب الأموال، حيث تقوم الطائرة برحلات دولية بالعملة الصعبة، كما أن عملية النقل تتم بطرق ملتوية من أجل التهرب الضريبي، وهو ما يتنافى مع ما قررته الحكومة أخيرا.
وأضافت المصادر أن الشركة سبق أن كانت محط شكايات شفوية من قبل ربابنتها لدى إدارة الطيران المدني بسبب عدم تقديم الوجبات الغذائية لطاقمها من ربابنة والمرافقين لهم المفروضة قانونا من طرف السلطات المختصة لضمان سلامة طواقم الطيران الذين يبقون في خطر السفر الذي يصل في بعض الرحلات إلى عشر ساعات.
واتصلت «الأخبار» بالمستثمر صاحب الشركة، الذي أقر بحضور لجنة التفتيش بناء على وشاية كاذبة من طرف شركة منافسة له، معتبرا أن الاتهامات الموجهة ضده ما هي إلا مزايدات من قبل بعض المنافسين في مجال الطيران، خاصة من قبل من سماهم أنه قام بتكوينهم وانتقلوا إلى شركات أخرى للاشتغال معها، موضحا أن عمله قانوني وأن الرحلة المشار إليها تمت وفق الضوابط معززا ذلك بفاتورة لنقل شخصية إفريقية من طرف محاسب بلغت قيمة الرحلة فيها 77 ألف أورو. وأبرز المتحدث نفسه أن المبلغ الذي عثر عليه بالطائرة لا علاقة له بالتهرب الضريبي أو تبييض الأموال وإنما يتم توفيره في حالة احتياجات الطاقم إليه في مثل هذه الرحلات الطويلة، وأكد أن طاقم الطائرة والزبناء الذين تتولى شركته نقلهم يخضعون للتفتيش من طرف المصالح الأمنية وإدارة الجمارك بمختلف المطارات التي يعبرون منها، كما نفى أن تكون الفرقة الوطنية للشرطة القضائية استمعت إليه بخصوص هذا الموضوع.
أما في ما يخص عدم توفير الأغذية لطواقم الطائرات، فأكد صاحب الشركة أنه يقدم لهم نقدا عن كل رحلة نظرا لعدم وجود مطبخ لدى الشركة، مبرزا أن جميع الاتهامات الموجهة ضد شركته لا تخرج سوى من قبل جهات منافسة لا غير، مشيرا إلى أن شركته تحظى بسمعة طيبة لدى الجميع، والدليل على ذلك، حسب قوله، أن تتولى نقل شخصيات حكومية ومسؤولين كبار داخل المغرب وخارجه.