مصطفى عفيف
من المنتظر أن تعرف أشغال الدورة العادية لشهر شتنبر للمجلس الإقليمي لبنسليمان، اليوم الاثنين، مناقشة نقطة فريدة تتعلق بالدراسة والموافقة على مشروع اتفاقية شراكة بين ولاية جهة الدار البيضاء ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات، وعمالة إقليم بنسليمان والمجلس الإقليمي لبنسليمان، والمديرية الإقليمية للفلاحة لبنسليمان واتحاد التعاونيات الفلاحية بإقليم بنسليمان من أجل بناء وتجهيز مركز لدعم وتقوية قدرات الفلاحين عبر التكوين المستمر، وهي النقطة التي أثير بخصوصها جدل كبير بشأن الجهات التي تدعمها، خاصة بعد إلحاح من رئيس المجلس الإقليمي لإرضاء أحد الأعضاء بالمجلس لقرابته بالجهة حاملة المشروع.
وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن إدراج هذه النقطة بجدول أعمال دورة شتنبر للمجلس الإقليمي يأتي ضدا على القانون وضد مضمون دفتر التحملات الخاص بالمشروع، والذي ينص في المادة 5 منه على مساهمة الشركاء، سيما الفقرة 2 منه، على «توفير عقار صاف من أي تعرض أو نزاع أو أي والإدلاء بشهادة الملكية وثيقة أخرى تثبت أحقية الملتزم بتوفير العقار»، إلا أن المجلس الإقليمي يسير في اتجاه آخر من خلال إصراره على مناقشة النقطة وإدراجها بجدول الأعمال، عكس مجلس الجهة الذي رفض مناقشتها بعد توصله بتعرض لكون عقار المشروع موضوع ملف نزاع قضائي معروض على أنظار القضاء، حيث صادف انعقاد دورة المجلس الإقليمي، اليوم الاثنين، موعد إدراج الملف نفسه أمام ابتدائية المدينة.
وكان مجلس جهة الدار البيضاء سطات والمجلس الإقليمي لبنسليمان توصلا، عن طريق محام ينوب عن التعاونية الفلاحية سهب العسل، بعد علمها بتوقيع اتفاقية بناء مركز للتكوين خاص بفلاحي إقليم بنسليمان، فوق أرض يزعم حامل المشروع أنها في ملكية اتحاد التعاونيات الفلاحية بإقليم بنسليمان.
وكشفت أطوار الملف نفسه، المعروض على أنظار ابتدائية المدينة، أن الأرض، المزمع بناء المشروع فوقها، هي في الأصل محط استغلال من طرف التعاونية الفلاحية سهب العسل لمدة تقارب النصف قرن (50 سنة)، وأنها تربطها بالأملاك المخزنية، صاحبة الأرض، عقدة كراء بالمدة نفسها، وأن القطعة الأرضية، البالغة مساحتها 5000 متر، التي تم اختيارها للمشروع، محط نزاع أمام القضاء بعد أن قام اتحاد التعاونية الفلاحية، في شخص رئيسها، بالترامي على جزء من الأرض من مجموع الملك البالغة مساحته 18 هكتارا والذي تتصرف فيه التعاونية الفلاحية سهب العسل بمقتضى عقد كراء من الأملاك المخزنية، قبل أن يعمد رئيس الاتحاد إلى هدم سور مقر التعاونية سهب العسل واستعمرها بالقوة بوضع آلات فلاحية أتى بها من وجهة مجهولة، وهو الملف الذي تابعت فيه النيابة العامة رئيس اتحاد التعاونيات الفلاحية بانتزاع عقار من حيازة الغير وتعييب شيء مخصص للمنفعة العامة وضعته السلطات العامة، بعد إقدامه على بيع ثلاث سيارات في ملكية الاتحاد توجد في وضعية جيدة على أساس أنها متهالكة.