طانطان: محمد سليماني
عرف ميناء مدينة الوطية بإقليم طانطان، بعد زوال أول أمس الخميس، إجراءات أمنية مشددة واستنفارا لمختلف الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية ومندوبية الصحة، بعد وصول حافلة على متنها 21 بحارا قادمين من أكادير. واعترضت السلطات المحلية للوطية وعناصر الأمن الحافلة عند مدخل المدينة، حيث رافقتها نحو مكان قرب الرصيف الذي كانت ترسو فيه الباخرة التي يعمل بها البحارة، وتم التحقق من هويتهم بشكل متسلسل، كما خضعوا لمراقبة درجة حرارتهم بمجرد نزولهم من الحافلة من قبل مهندس حفظ الصحة بمندوبية الصحة، والذي يشغل في الآن نفسه ضابط الصحة بميناء طانطان.
هذا وتبين أن جميع البحارة ينعمون بصحة جيدة إلى حدود وصولهم المدينة. وتم تقديم مجموعة من مواد التطهير والتعقيم لهم، ثم التحقوا جميعا بالباخرة التي قام مجهزها في وقت سابق بتجهيزها بكل ضروريات المعيش اليومي، كما قام بتعقيم الصناديق البلاستيكية وغرف نوم البحارة والمطبخ كإجراء وقائي.
وبتنسيق بين السلطات المحلية ومختلف الأجهزة الأمنية وبقية المتدخلين، فإن هؤلاء البحارة سيقضون مدة العزل الصحي داخل الباخرة لمدة 14 يوما بعيدا عن اليابسة، ودون الاختلاط مع أي من العاملين أو المترددين على الميناء، إذ سيتم إفراغ الحمولة والعودة إلى البحر، كما ستتم متابعة حالتهم الصحية بشكل يومي. وبعد الانتهاء من كل الإجراءات، أبحرت الباخرة نحو عمق البحر بعيدا عن اليابسة.
إلى ذلك، يعود النشاط الاقتصادي إلى ميناء طانطان بشكل تدريجي، بعد فترة توقف اضطراري بسبب جائحة كورونا، حيث أصبح من اللازم على مراكب الصيد الانطلاق من جديد في سيرورة الإنتاج لتوفير الأسماك خلال شهر رمضان المقبل، حيث يعرف الطلب على المواد السمكية ارتفاعا كبيرا، الأمر الذي دفع السلطات المحلية والإقليمية إلى تسهيل عمل تنقل البحارة بشكل مضبوط من المدن القادمين منها، نحو مكان عملهم، من أجل تحريك عجلة الاقتصاد المحلي والوطني.
ويعد ميناء طانطان من أهم الموانئ على الصعيد الوطني من حيث حجم المفرغات السمكية، إذ احتل، السنة الماضية، المرتبة الثالثة وطنيا، بعدما كان خلال سنوات خلت يحتل المرتبة العاشرة.
وبحسب معطيات رقمية، فقد بلغ حجم المفرغات بميناء طانطان 128 ألف طن سنة 2019، بقيمة مالية وصلت إلى مليار و100 مليون درهم. وتتوزع هذه المفرغات بين الصيد الساحلي والتقليدي، الذي بلغ حجم مفرغاته، خلال السنة ذاتها، ما مجموعه 117 ألف طن بقيمة مالية إجمالية تصل إلى 640 مليون درهم، فيما بلغ حجم مفرغات الصيد في أعالي البحار 10 آلاف طن، بقيمة مالية وصلت إلى 570 مليون درهم. علما أن هذه الانتعاشة والحركية التي عرفها ميناء طانطان خلقت 16600 فرصة عمل.