شوف تشوف

الرئيسيةتقاريررياضة

أين اختفى «أسود» ملحمة «المونديال» 

اتساع قاعدة الاختيارات يزيد الضغط على الركراكي

خالد الجزولي

 

أثارت لائحة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، التي كشف عنها وليد الركراكي، الناخب الوطني، «عن بعد»، تحسبا لخوض مباراتي الغابون وليسوتو، عن آخر جولتين من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا المقبلة، (أثارت) الكثير من الجدل، وطرحت علامات استفهام بشأن اختيارات الناخب الوطني البشرية، ومدى تأثيرها على مسار «الأسود»، خلال استعدادهم لنهائيات «الكان» المقبلة، المقرر تنظيمها بالمغرب.

وأمام التغييرات، التي يقدم عليها الركراكي عند كل تجمع إعدادي، تطرح العديد من التساؤلات حول مصير العناصر الوطنية، التي صنعت ملحمة مونديال قطر، وتبذل قصارى جهدها للعودة مجددا إلى عرين «الأسود»، بعد أن فقدت بريقها مؤقتا، ومآل أغلب لاعبي المجموعة الأولمبية، الذين ساهموا في تتويج المنتخب المغربي بأول لقب إفريقي لأقل من 23 عاما، ومكنوه من الوجود في أولمبياد باريس الماضي، إلا أن أغلبهم تاه بين اختيارات عصام الشرعي، المدرب السابق للمنتخب الوطني الأولمبي وطارق السكتيوي، المدرب الحالي للمنتخب نفسه، الذي قاد «الأشبال» إلى الميدالية الأولمبية البرونزية الأولى في تاريخ كرة القدم المغربية، ومصير اللاعبين الواعدين المتألقين في سماء القارة العجوز، أمام ضرورة الاهتمام بهم، لضمان حملهم قميص «الأسود» مستقبلا.

 

 

 

11  فقط من صناع ملحمة «المونديال»

 

سجلت لوائح المنتخب الوطني الأخيرة، وتحديدا بعد الإقصاء المبكر من نهائيات النسخة الماضية من «الكان»، تراجعا ملحوظا بشأن اللاعبين الذين خاضوا كأس العالم بقطر، إما بداعي الإصابة أو غياب التنافسية، وكذلك نتيجة الاختيارات التقنية للطاقم التقني للمنتخب المغربي، وشهدت اللائحة النهائية، المرشحة لخوض غمار المعسكر الجديد، وجود 11 لاعبا خاضوا المونديال الأخير من أصل 26 لاعبا، حيث حافظ الناخب الوطني على دعامات حراسة المرمى في ظل الوجود المستمر لكل من ياسين بونو ومنير المحمدي، وغياب لمحمد رضا التكناوتي، وعوضه أول الأمر المهدي بنعبيد، قبل أن ينال صلاح الدين شهاب فرصته إلى جانب أيوب الخياطي، فيما احتفظ بأربعة لاعبين فقط على مستوى الدفاع، ويتعلق الأمر بكل من أشرف حكيمي، نصير مزراوي، نايف أكرد ويحيى عطية الله، فيما يبدو أن صلاحية كل من بدر بانون، جواد اليميق، أشرف داري، وغانم سايس، قد انتهت بالنسبة إلى أغلبهم، على الرغم من المحاولات التي أقدم عليها المدرب الركراكي، لسد الخصاص، وتحديدا على مستوى قلب الدفاع، بالاعتماد بين الفينة والأخرى على يونس عبد الحميد وآخرين، أملا في إيجاد توليفة قارة، لتعزيز خط الدفاع.

وظل الناخب الوطني محافظا على الثلاثي سفيان أمرابط، عز الدين أوناحي وبلال الخنوس، ضمن لائحة نونبر الجاري، مقابل الغياب المتواصل لكل من عبد الحميد صابيري، سليم أملاح، يحيى جبران، أمين حارث وإلياس الشاعر، لاختيارات تقنية، على الرغم من تألق البعض منهم، وتحديدا مع انطلاق الموسم الكروي الجاري. أما على مستوى خط الهجوم، فقد اقتصرت قائمة المنتخب الوطني، على وجود كل من يوسف النصيري وعبد الصمد الزلزولي، اللذين شاركا في المونديال الأخير، مقابل غياب كل من حكيم زياش، سفيان بوفال، عبد الرزاق حمد الله، وليد شديرة، أنس زروري وزكرياء أبو خلال.

 

 

 

 

الاكتفاء برباعي أولمبي

اقتصرت لائحة المنتخب الوطني لشهر نونبر الجاري، على وجود ثلاثة لاعبين فقط من المنتخب الوطني الأولمبي المتوج بنسخة «الكان» الماضية لأقل من 23 عاما، والتي أقيمت بالمغرب، وانتزع من خلالها «الأشبال» بطاقة المشاركة في أولمبياد باريس الماضية، وحافظ الركراكي على الرباعي الأولمبي سابقا، ويتعلق الأمر ببلال الخنوس، إسماعيل صيباري، أمير ريتشاردسون وأسامة تيرغالين، مقابل الغياب المتواصل لعدد كبير من العناصر الأولمبية، سبق للناخب الوطني، أن ضمهم في معسكرات إعدادية سابقة، على غرار شادي رياض، مهدي بوكامير وأيوب عمراوي في خط الدفاع، فضلا عن أسامة العزوزي، بنيامين بوشواري وياسين كيشتا على مستوى خط الوسط، ناهيك عن إبراهيم صلاح وزكرياء الواحدي في خط الهجوم، واعتمد عليه الناخب الوطني في خط الدفاع، عقب تألقه في الأولمبياد الأخيرة.

واستبشر الجميع خيرا بالإنجاز المحقق في الألعاب الأولمبية الأخيرة، حيث أجمع أنصار المنتخب الوطني على كون المجموعة المتوجة ببرونزية الأولمبياد تشكل حاضر ومستقبل المنتخب الأول، بفضل ما تتوفر عليه من مؤهلات تقنية عالية، كان من الممكن أن تنافس على اللقب والميدالية الذهبية، سيما بعدما تم تطعيمها بعناصر أخرى مجربة من قبيل حارس المرمى منير المحمدي، أشرف حكيمي وسفيان رحيمي، إلى جانب كل من إلياس بنصغير وإلياس أخوماش.

 

ويشكل تألق باقي العناصر الأولمبية السابقة رفقة أنديتهم الأوروبية، ضغطا على الطاقم التقني، خاصة وأن باب المنتخب الوطني يظل مفتوحا أمام الجميع، كما اعتاد الركراكي التأكيد على ذلك في كل خرجاته الإعلامية، في انتظار أن يجسد الأمر على أرض الواقع.

 

 

 

حكاية أزنو ملهمة لتكرارها

 

شكل تألق آدم أزنو، المدافع الأيسر لنادي بايرن ميونيخ الألماني، مع المنتخب الوطني الأول، في أول ظهور له رفقة «الأسود»، في مباراة ليسوتو عن تصفيات «الكان» المقبلة، حافزا معنويا لكل العناصر المغربية الشابة والواعدة، من أجل بذل مجهود كبير، يؤهلها لحمل قميص المنتخب المغربي، وفي مقدمتها يوسف لخديم، المدافع الأيسر لنادي ريال مدريد الإسباني الرديف، الذي ينتظر فرصته مع المنتخب الوطني الأول، للتأكيد على قدرته في فرض نفسه أسوة بالمدافع الشاب أزنو.

وكان الركراكي قد وجه إلى لخديم دعوة المشاركة في المعسكر الإعدادي للمنتخب الأول في مناسبتين آخرهما، شهر يونيو الماضي، وحثه على بذل مجهود كبير والاشتغال بجد، لتطوير إمكانياته في أفق تعزيز خط دفاع «الأسود»، لتكرار ما حصل مع مجموعة من اللاعبين، الذين مروا من أبرز الأندية الإسبانية والعالمية، وحملوا قميص الفئات الصغرى للمنتخب المغربي، قبل بلوغ المنتخب الأول، وفي مقدمتهم أشرف حكيمي، نصير مزراوي وسفيان أمرابط.

ويأمل الجميع أن يحظى لخديم بفرصته مع «الميرنغي»، ولو بشكل استثنائي، تمهيدا لحضوره في المعسكرات الإعدادية المقبلة للمنتخب الوطني الأول، ومساعدته على التأقلم داخل الأجواء، لسد الخصاص الذي يعاني منه المنتخب المغربي، منذ وقت طويل على مستوى الرواق الدفاعي الأيسر، خاصة وأن أغلب المدربين الذين أشرفوا في السنوات الأخيرة على المنتخب الأول، اضطروا إلى الاستعانة بمدافعين في غير مراكزهم الأصلية، ما يشكل دوما نوعا من الخلل وغياب التوازن.

كما يحظى عدد من اللاعبين الواعدين ذوي الأصول المغربية، المتألقين حديثا في القارة العجوز، باهتمام المدرب الركراكي، في أفق حمل قميص «الأسود»، على غرار أيوب بوعدي صاحب 17 ربيعا، بعد تألقه مع ناديه ليل الفرنسي، شريطة منحه الثقة الكاملة، وتفادي الاكتفاء بالاختبار فقط، كما كان الشأن مع رضا بلحيان، لاعب ارتكاز نادي هيلاس فيرونا الإيطالي، أسوة بما فعله منتخب إسبانيا مع المهاجم لامين يامال ذي الأصول المغربية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى