شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

أوهام شنقريحة

الافتتاحية

يواصل النظام العسكري الجزائري ممارسة عقيدة الكراهية والعداء تجاه المغرب، وهذه المرة من خلال اتجار عسكر المرادية بالقضية الفلسطينية لشرعنة الانفصال، حيث أعلن السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، خلال زيارة له إلى الناحية العسكرية السادسة، أن «الجزائر كانت ولا تزال تدافع وتقف إلى جانب القضايا العادلة في العالم، على غرار القضيتين الصحراوية والفلسطينية».

بداية، المقارنة في معناها البسيط هي تحديد أوجه الشبه والاختلاف، وعندما ننطلق من هذا المفهوم ونحاول إسقاطه على واقعي الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية، نجد أن فعل المقارنة لا يصح القيام به لأكثر من اعتبار، فلا يمكن أن نقارن دولة تدافع عن سيادتها ووحدتها من خطر الانفصال، ودولة معتدية على حق شعب أعزل، ولا يمكن أن نقارن بين حركة إرهابية انفصالية تريد تقسيم دولة، وحركة تحرر تسعى إلى استعادة أرضها التاريخية. لا يمكن أن نقارن بين منظمات شرعية وبين ميليشيات تعمل تحت طلب دولة أجنبية، تتاجر في مأساة بعض الأشخاص المغفلين. هناك إذن فرق كبير وواضح بين الإرهاب والنضال المشروع، بين الدعوة إلى الانفصال والمقاومة من أجل تحرير الأرض.

لن نسائل الجزائر عما قدمته للقضية الفلسطينية، وهي التي منع نظامها الترخيص لأي تظاهرة شعبية للتنديد بالمجازر التي قام بها الجيش الإسرائيلي في غزة، ولن نتحدث عن الأدوار التي يقدمها الملك محمد السادس ماديا ومعنويا للقضية الفلسطينية. لكن إذا كان عسكر الجزائر مؤمنين بأن موقفهم من القضية الفلسطينية والانفصال واحد، لماذا لا يمدون حركات التحرر الفلسطيني بالسلاح كما يفعلون مع ميليشيا البوليساريو؟ إذا كانوا حقا مقتنعين بنفس المصير، لماذا لا يمنحون المقاومين الفلسطينيين مخيمات على الأراضي الجزائرية ينطلقون منها لشن ضرباتهم العسكرية على إسرائيل؟

طبعا نظام عسكر المرادية جبان و«بياع» أوهام، فهو يمول ويحرض ويمد حركة الانفصال بالدبابات والصواريخ والعتاد، فيما يكتفي بالذبذبات الصوتية وبيع الوهم للفلسطينيين، للاتجار بقضيتهم العادلة، لضرب استقرار وسيادة دول أخرى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى