شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

أول مباراة رسمية مع الرجاء وجدت نفسي بقامتي القصيرة في مواجهة فريق القامات الطويلة الفتح الرباطي

مانسيناكش امحمد فاخر (مدرب المنتخب الوطني سابقا):

حسن البصري

نعود إلى مسارك لنسألك عن سر انتقالك من مركز مهاجم إلى مدافع؟

مقالات ذات صلة

حين كنت لاعبا في شبان الرجاء البيضاوي كنت صانع ألعاب، وفي إحدى الحصص التدريبية الزوالية مع فئة الشبان، تقدم نحوي مدرب كبار الرجاء بول أوروتز وبرفقته الأستاذ غولام، عضو المكتب المسير للفريق، والمؤطران درنان وباكو. لم يكن عمري حينها يتجاوز 18 سنة، وكنت أجد متعة في اللعب في وسط الميدان، اعتقدت أنهم سيتحدثون معي حول موضوع يتعلق بوضعيتي، خاصة وأنني كنت أجد صعوبة في الجمع بين الكرة والدراسة، لكن أوروتز اقترح علي اللعب ظهيرا أيمن أو أيسر، وافقت على الفور وكنت مستعدا للعب في أي مركز ضمن الكبار، خاصة مع لاعبين عادوا من مونديال المكسيك كنت أتابعهم بإعجاب شديد فأصبحت زميلا لهم. صدقني لو طلب مني أن ألعب قلب هجوم لما ترددت لحظة في قبول المقترح، لأن هدفي كان هو اللعب مع الكبار.

هل تذكر أول مباراة لك بقميص كبار الرجاء؟

أولا، بقرار من المدرب الهنغاري، انتقلت للتدرب مع كبار الرجاء، وبدأت الاستعدادات لأول مباراة في مساري الكروي بقميص الكبار. ربما سوء الحظ، حين تجد نفسك في أول اختبار حقيقي مع الفريق الأول للرجاء في مواجهة الفتح الرباطي، الفريق المغربي الذي كان يضم لاعبين لهم بنيات جسدية ضخمة. لا يمكن أن تحمل قميص هذا الفريق إلا إذا كان طولك يتجاوز مترا وثمانين سنتمترا، وأنا اللاعب قصير القامة وقليل التجربة الذي وجد نفسه يخوض امتحانا حقيقيا في مركز لم يتعود اللعب فيه وضد لاعبين من طينة بليندة وعروبة، وفتحي والمغراوي، والصغير وبنعيسى وفتاح واللائحة طويلة..

ليس الفتح الرباطي الفريق الوحيد الذي يعتمد على اللياقة البدنية للاعبيه أكثر من الاعتماد على مهاراتهم..

كان لاعبو الفتح والمغرب الفاسي، والمولودية الوجدية والجيش الملكي ورجاء بني ملال يجمعون بين اللياقة البدنية العالية والتقنيات، وأغلب هذه الفرق كانت تنتدب مدربين من أوربا الشرقية التي تراهن فرقها على الجانب البدني، حتى فريقنا كان ينهل من هذه المدرسة بوجود مدربين يقضون فترات طويلة في تدريب هذه الفرق، على سبيل المثال كنايير مع المغرب الفاسي، الذي قضى أزيد من عشر سنوات مع «الماص». نحن بدورنا تعاملنا مع المدرسة الشرقية في شخص المدرب الهنغاري بول أوروتز.

هل دخلت لاعبا أساسيا منذ الوهلة الأولى؟

لا كنت لاعبا احتياطيا، ولكني كنت في غاية الفرح والسرور وأنا أدخل مستودع ملابس الفريق الأول. في تلك المباراة القوية، كنت جالسا في كرسي البدلاء أتابع المباراة وأنصت لتعليمات المدرب، كنا منهزمين بهدفين دون رد، وحين دخلنا غرفة الملابس بين شوطي المباراة فوجئت بالمدرب يطلب مني الخروج من مستودع الملابس والشروع في عملية إحماء استعدادا لإشراكي في المباراة.. يا إلهي كيف شاء القدر أن ألعب ضد فريق بأجسام ضخمة وألتحق بالملعب وفريقي مهزوم بهدفين؟! أتذكر جيدا أحد المتفرجين وهو يسأل صاحبه بسخرية حين كنت أقوم ببعض الحركات الرياضية قبيل ولوج رقعة الملعب: «هل بهذا الولد سيدرك الرجاء التعادل؟».

هل كنت تتمرن بمقربة من الجمهور؟

في ملعب الأب جيكو، كان الجمهور يتابع المباريات على بعد مترين من اللاعبين ومتر واحد عن كرسي البدلاء. بإمكانك العودة إلى صور من زمن السبعينات لتكتشف أن بعض المشجعين كان يمكنهم الجلوس على عشب الملعب غير بعيد من حكم الشرط، بل الأكثر من ذلك أن المسير كان بإمكانه ولوج رقعة الملعب للحديث مع الحكم ثم يعود إلى كرسي يجلس فيه في جانب خط التماس، والأكثر من ذلك أن الحكم يطرد لاعبا ويتدخل المسير ويطلب من اللاعب تقبيل رأس الحكم كي يسامحه. هذه مشاهد عشناها في السبعينات، خاصة في ملاعب صغيرة كالأب جيكو. أما عملية الإحماء فكانت تتم في مساحة ضيقة غير بعيد عن باعة المكسرات الذين يتابعون تحركات اللاعبين ويتبادلون معهم الحديث.

كيف عشت الدقائق الأولى في أول اختبار؟

لا أخفيك أنني كنت خائفا، لأنه من الصعب أن يتم إقحامك في مباراة وفريقك منهزم، أما حين تدخل مباراة وتتقاسم مع زملائك لحظات الانتصار فهذا أمر آخر. المهم دخلت و«جاب الله التيسير» وتمكن اللاعب بيتشو من تسجيل هدفين حولا هزيمتنا إلى تعادل بطعم الفوز كما يقال، ومن ثم كانت الانطلاقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى