شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

أوقفوني عن ممارسة كرة القدم مدى الحياة دون الاستماع لدفوعاتي في جلسة تأديبية

مانسيناكش عادل حليوات (لاعب أولمبيك أسفي سابقا)

حسن البصري:

ارتبط اسمك بالبصقة الشهيرة في وجه الحكم رمسيس، هل يقلقك هذا الارتباط؟

نعم يقلقني لأن اللاعب يجب أن يترسخ في أذهان الناس بهدف حاسم أو جميل، لكني أعترف بأن غلطة عمري هي تلك البصقة. تصور كلما التقيت شخصا ينوه بمشواري، لكنه يختم حديثه بالنبش في قضية البصقة الشهيرة التي أصبح الناس يعرفون حليوات بها، وحين يذكرونها أشعر وكأن كل ما قالوه سابقا عني من شكر وتمجيد لا يساوي شيئا أمام هذا الفعل الذي أثار جدلا واسعا ليس في المغرب فقط بل خارجه أيضا. في الحقيقة أتألم كثيرا كلما أعادتني الأحداث إلى تلك المباراة، ربما لأنها أخذت بعدا ما كانت لتأخذه. بصقت على الحكم صحيح، لكني اعتذرت له مباشرة بعد انتهاء المباراة، بل ولم أدع فرصة تمر دون تجديد اعتذاري له وعن الحادثة عموما. اعترفت واعتذرت وكان ينبغي أن تقف الأمور عند هذا الحد، وأن أوقف عن اللعب ثلاث أو أربع مباريات، لأن الاعتراف بالخطأ توبة وفضيلة.

ليس من شيمك مثل هذا السلوك، لكن ما كان سبب الاحتقان الذي ميز تلك المباراة رغم أنها أجريت في بداية الموسم الرياضي؟

من هذا المنبر أعتذر للحكم رمسيس، أما أصل الحكاية فيرجع لمباراة في الموسم الذي سبق الواقعة، جمعت أولمبيك أسفي والجيش الملكي في الرباط. كان الفريق العسكري يتنافس من أجل اللقب وحرمناه من الفوز بعد أن انتصرنا عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. في تلك المباراة، التي احتضنها مركب الأمير مولاي عبد الله، أعلن الحكم رمسيس ضربة جزاء خيالية لفائدة الجيش، قمت بالاحتجاج على القرار أنا والحارس عفيفي وبعد انتهاء المباراة، انتهى الموسم الكروي ونسيت قضية ضربة الجزاء، لكن رمسيس لم ينس.

هل كان الحكم يحمل حقدا دفينا لك وللحارس عفيفي؟

هذا ما لمسته في الملعب قبل المباراة التي جمعت أولمبيك أسفي بنظيره مولودية وجدة، برسم الدورة الرابعة من البطولة الوطنية، على أرضية ملعب المسيرة، حين اقتربت للسلام على الحكم رمسيس الذي عينته الجامعة لقيادة تلك المباراة، توعدني بالطرد وقال لي بالحرف «أنت وعفيفي تسببتما في توقيفي بعد مباراة الجيش بسبب احتجاجكما على قراري بمنح ضربة جزاء للفريق العسكري»، التمست منه الصفح وطي صفحة الموسم الرياضي الماضي، غير أنه رفض، بل توعدني بالطرد.

كيف نفذ الحكم وعيده؟

دخلت المباراة ووعيده يتردد في ذهني، قبلت رأسه لكنه رفض وهددني بالبطاقة الحمراء. بعد مرور الدقائق منحني إنذارا وذكرني بوعيده، وفي حدود الدقيقة السبعين أشهر في وجهي بطاقة حمراء، حينها تبين لي بالملموس أن الرجل نفذ وعيده وطردني، فلم أتمالك نفسي إلا وأنا أبصق في وجهه، وأنا شبه محبط، ثم غادرت الملعب. كانت المباراة منقولة مباشرة على القناة الرياضية والجميع يتابعها، خاصة بعد إعادة اللقطة التي تم تداولها على نطاق إعلامي واسع.

ما سر كمية البصاق التي خرجت من فمك كالرذاذ في الربع ساعة الأخير من المباراة؟

أنا بدوري استغربت كيف خرجت من فمي هذه الشحنة من البصاق، في زمن غالبا ما يكون فيه اللاعب استنفد قدرات التحمل، لكن يبدو أنه الضغط النفسي الذي ولد في داخلي عبوة ناسفة ضد الحكَرة والظلم، إلا أنه كان فيها تسرع من جانبي بسبب عدم قدرتي على تحمل تهديدات الحكم التي اعتبرتها استفزازا لي.

حارس المرمى عفيفي لم يكن رد فعله عنيفا..

ربما لأن الحارس يكون أبعد عنصر عن الحكم بالمقارنة مع لاعب الوسط الذي غالبا ما يكون الأقرب على رقعة الميدان، وأنا كنت المستهدف الأول في تلك المباراة.

مباشرة ستصدر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بيانا تدين فيه البصق وتوقفك عن الممارسة الكروية مدى الحياة..

هذه غلطة عمر اللجنة التأديبية التابعة للمجموعة الوطنية لكرة القدم وغلطة الجامعة أيضا، لأنها لم تستمع إلي وأصدرت قرار التوقيف عن الممارسة مدى الحياة. هذا إعدام مبيت في حق لاعب لم تكن ردة فعله مقبولة لكنها لم تكن تستحق المؤبد.

هل تدخل المكتب المسير لفريقك من أجل الدفاع عنك في ملف يتعلق بمصيرك كلاعب؟

هذه مناسبة أجدد فيها شكري لأحد المسيرين البررة وهو أحمد غايبي، رئيس أولمبيك آسفي، الذي آزرني في محنتي، كما أشكر أسرتي التي كانت سندي، سيما بعد الهجمة الإعلامية الرهيبة على لاعب لا يملك إلا الكرة فهي مصدر رزقه، علما أن التوقيف تم في بداية الموسم، أي في شهر أكتوبر، وعليك أن تقضي أيامك متفرجا.

طبعا تقدم فريقك باستئناف لدى الجامعة..

مباشرة بعد توقيفي عن اللعب مدى الحياة، من طرف اللجنة التأديبية، لجأت إدارة أولمبيك أسفي للاستئناف، وقدمت معطيات جديدة من شأنها تخفيف العقوبة. طمأنني الكاتب العام للفريق ودعاني للاستمرار في التداريب، لأن المدة ستتقلص لكن بالنسبة لي لا فرق بين توقيف مدى الحياة وسنة كاملة. ما كنت أعيشه نفسيا أشبه بالإحباط، ورغم ذلك قررت الاستمرار في التداريب مع فريقي في مدينة أسفي، ثم في مرحلة ثانية في بنسليمان لوحدي. وبعد الحكم القاسي الذي أصدرته لجنة الاستئناف بتقليص المدة من المؤبد إلى سنة زاد الإحباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى