بعدما فشلت الأجندات الحالمة في مساعيها لضرب استقرار الدولة المغربية، والإساءة إلى صورة رمزها الأسمى ومسؤوليها الأمنيين والدبلوماسيين، في الظروف العادية، رفعت تلك الأجندات الحالمة من وتيرتها، محاولة الاستثمار البئيس في حزن المغاربة جراء زلزال الحوز، لصناعة المؤامرات الخبيثة وتنفيذ الأهداف المشبوهة.
لكن أقوى رد تلقاه أصحاب الأجندات المكشوفة هو تفويت الفرصة عليهم وتغليب المصلحة العامة، بتقوية التضامن الوطني وتعزيز اللحمة الوطنية بين الملك وشعبه، أولا لمواجهة هذا القدر الرباني الذي لا راد له، وثانيا للوقوف في وجه هذه الأجندات الدنيئة التي اختارت بخبث لحظة حزن وطني لإطلاق حملات التجييش والتهييج وإفشال مجهودات الدولة في مواجهة تداعيات الزلزال، وهذا يعني أن الأجندات الحالمة ليس لها من أهداف إلا المس بالاستقرار ونشر الفتنة، وهو ما أعطى مفعوله العكسي، بسبب يقظة المغاربة ملكا وشعبا ومؤسسات.
لقد أصبح واضحا للعيان أنه ما قامت حملة ممنهجة أو تقارير مخدومة وقرارات غير منصفة ضد بلدنا، إلا وكانت الأيادي الفرنسية والجزائرية وراء ذلك. غير أن أسوأ ما فعله هذا التحالف الموضوعي الخبيث، ليس فقط تحريك حملة إعلامية وسياسية منحطة، فذلك منتظر منه، وإنما استخدام ذلك في لحظة حزن وطني، حيث حرك كل أدواته وخبراته في التآمر على دولة تواجه قدرها بسيادة وشجاعة، لتنفيذ مخططات ضرب استقرار بلدنا.
وللتغطية على أجندة قصري الإليزيه والمرادية، حاولا الاختباء وراء تقديم مساعدات مشبوهة، رفضها المغرب جملة وتفصيلا باللباقة واللياقة المعروفة عنه.
أكثر من ذلك، فقد فقدت الأجندات الحالمة توازنها بعد غلق الأبواب أمامها، وخرج الرئيس ماكرون لمخاطبة الشعب المغربي بعيدا عن كل القواعد الأخلاقية والدبلوماسية والسيادية، وهذا يعني أن قصر الإليزيه بات على قناعة تامة من أنه وصل مع المغرب مرحلة لا يجد معها من يستمع إليه ويستجيب له ويتفاعل معه، أي أن الرئيس ماكرون صار يعرف أنه غير مرغوب في التعامل معه، وأن المغرب لا يمكن أن يقبل منه الاستمرار في تلك التصرفات الرعناء.
وفي الأخير لا بد لخدام الأجندات الحالمة وطنيا ودوليا، أن يدركوا أن الدولة المغربية بتاريخها العريق لا تزيدها الأزمات سوى المزيد من الشرعية السياسية للنظام والكثير من الصمود والقوة والتلاحم والتضامن، فللأزمات الشديدة التي تصيب وطننا فوائد أيضا.