شوف تشوف

الرئيسيةصحة نفسيةن- النسوة

أوجه التشابه والاختلاف بين التعب الجسدي والتعب العقلي

يؤدي التعرض المفرط والمستمر للمنبهات دون إعطاء العقل وقتا للراحة إلى الإرهاق الذهني.

يمكن تعريف التعب بأنه تآكل في القدرات التكيفية لكل شخص، بحيث يقضي الإنسان وقتا من أجل التكيف مع كل ما هو حار وبارد، مع الناس من حوله ومع كل التقنيات الجديدة التي تظهر في حياته.

الإرهاق العصبي عبارة عن تآكل في القدرات التكيفية بسبب التعرض المفرط لمحفزات مختلفة لضغط مستمر لفترة طويلة جدا. يشرح عالم النفس أن الدماغ، الذي يتم تحفيزه باستمرار، دون إمكانية الراحة، يصبح غير قادر على تعبئة نفسه، ومن هنا ظهر الإرهاق النفسي. هذا ما يسميه عامة الناس عادة الإرهاق العصبي والتعب الفكري أيضا.

يتميز التعب الجسدي بالشعور بالإرهاق الذي يحدث بعد ممارسة نشاط بدني، ولكن يمكن أن يكون ممتعا أو ما يسمى التعب الجيد. يمكن أن توجد كدليل على مشكلة صحية، وعمل إضافي، وسوء التغذية، وهي أحد أكثر الأسباب شيوعا للاستشارة عند الأطباء العامين.

يظهر التعب العقلي بطرق مختلفة، منها قلة الصبر، صعوبة التركيز وإيجاد الكلمات، صعوبة في النوم واضطرابات في النوم، إثارة عاطفية مفرطة يمكن أن تتحول بعد ذلك إلى لامبالاة عاطفية، صعوبة الاستمتاع بأفراح بسيطة، حالة اكتئاب، أزمة الإرهاق.

مثل مختلف الأعراض، فإن أسباب الإرهاق العقلي عديدة، فعالم اليوم، مثلا، أكثر تعقيدا وتفاعلية من عالم الأمس، وهو ما يولد المزيد من التعب الذهني.

على مر السنين، يركز مجتمع اليوم على المزيد من المتعة على المدى القصير، والتي تفقد الأشياء الأساسية، لهذا يحذر عالم النفس من أن هناك ضغطا اجتماعيا قويا على الجانب المادي، بحيث يعتقد الكثيرون بأن السعادة هي  شراء الأشياء، لذلك ينسى البشر أهمية العودة إلى الطبيعة. دائما ما يكون التعب اللذيذ أكثر من ذلك، فالإنسان لا يشعر بالرضا أبدا ويعمل دائما أكثر من أجل الحصول على المزيد.

مجتمع اليوم بعيد كل البعد عن تقدير الحساسية المفرطة، خاصة في مجال الأعمال. ومع ذلك، فإن الأشخاص مفرطي الحساسية هم أكثر عرضة من غيرهم للإرهاق العقلي، لأنهم مضطرون للتكيف أكثر، الأمر الذي يستهلك الكثير من الطاقة العقلية بالنسبة لهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى