أنسيت؟
أنسيت حبنا الجميل؟
أنسيت العشق الذي كان يتلألأ
في عيوننا كنجوم ليلة العيد؟
ما أقساك
لترحل دون ضجيج
وتتركني متجمدة في وسط الطريق
أنتظر عودتك
فلا تعود
حتى تقطفني رياح الخريف
وتعصف بي
بين شهور الأحوال كلها
ولا تعود.. وكم يجرني الحنين
إلى كل مكان كنا نتواعد فيه
ونحكي له حكاياتنا
وأنت تضمني خوفا من الضياع..
وها أنت اليوم تترك يدي
ولا تعود… لأجر إلي أذيال الهزيمة
والحزن معا
على حب ضيعته
وحلم مزقت أوراقه…
أنسيت…؟ أنسيت كم تعاهدنا
على زورق مكسور
تتلاطمه أمواج الظلم والجور
أن نعيش لبعضنا ونموت مع بعضنا
ويضمنا قبر واحد
ونحاسب حسابا واحدا؟
أنسيت كم حلمنا
حتى تقول لي اليوم: «انسيني
ولا تذكريني حتى بين طيات ذهنك»؟
ما أقساك…
حتى تتلاعب بي كدمية
جافة من دون روح..
ما أقساك…
حتى لا تحاكمك محكمة نفسك
ولكنه أمر عادي
فأنت الظالم بالقضية
وعليك شهود كثر وأكثرها..
جوارحك
ستحاسبك كلها
وتحكم عليك بالضياع من دوني
والبحث عني من جديد…
وتبقى الأسطورة سيزيفية
تحمل فيها الصخرة وحدك
وتسقطها وحدك
في غيابي … لأن حبك جعل مني
طائرا فينيقيا
حياته بين النار والرماد
يموت ويبعث من جديد
غير أنه هذه المرة
لن يبعث من جديد
فقد نفخت في رماده
وبعثرت حياته بين أنفاسك.