شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

أنا أول لاعب مغربي كان يمارس في بطولة القسم الثالث وتلقى دعوة الانضمام للمنتخب المغربي

مانسيناكش ميري كريمو (لاعب دولي سابق):

حسن البصري

من هو عبد الكريم ميري؟

اسمي الكامل عبد الكريم ميري، من مواليد 13 يناير 1955 بالدار البيضاء وتحديدا بالمدينة القديمة، إلا أن عائلتي ستنتقل إلى حي بوركون الذي لا يبعد كثيرا عن مسقط رأسي، كان عمري، حينها سبع سنوات، لهذا سأقضي طفولتي وشبابي في هذا الحي.

13 يناير، في يوم عيد ميلادك، سينظم حفل افتتاح «كان» 2024 بالكوت ديفوار..

أنا محظوظ لأن يوم عيد ميلادي سيقترن بحفل إفريقي كروي ضخم في الكوت ديفوار، أظن أنه كان من المفترض إقامة الدورة في يونيو من العام، لكنها أجلت ستة أشهر بسبب المخاوف من الطقس في غرب إفريقيا في هذا التوقيت.

هلا تحدثنا أولا عن طفولتك وكيف أصبحت لاعبا؟

عشت في عائلة رياضية، والدي كان لاعبا لكرة القدم وكذا شقيقي الأكبر وأيضا شقيقي الأصغر الذي سيحمل بدوره قميص المنتخب الوطني. عشت أجواء الكرة وأنا طفل صغير، فكان من الطبيعي أن أصبح لاعبا، علما أن انتقال العائلة إلى بوركون جعل مني طفلا مهووسا بتتبع المباريات في ملعب «إيديال» العريق الذي كان في الحقبة الاستعمارية يحتضن مباريات فريق يحمل الاسم نفسه «إيديال كازا بلانكا»، والذي لعب له خيرة نجوم الكرة المغربية، خاصة العربي بن مبارك، أسطورة كرة القدم، قبل انتقاله إلى نادي الاتحاد الرياضي المغربي «اليسام» الذي كان يشرف عليه فرنسيون. ولعب له، كذلك، عبد القادر جلال وأسماء كبيرة في عالم كرة القدم. للأسف عايشت هذا الفريق في نهاية الستينات وكان قد نزل إلى القسم الثالث.

سيتحول الملعب إلى مركب رياضي مخصص لمعسكرات المنتخبات في رياضات عديدة..

كان الملعب الرياضي «إيديال» بوركون، في الستينات وأواخر السبعينات، يتوفر على عدة مرافق رياضية خاصة بألعاب عديدة، من قبيل الملاكمة والمصارعة، والكرة الطائرة وألعاب القوى. كان فضاء للرياضة قبل أن يتحول، في بداية الثمانينات إذا لم تخنّي الذاكرة، إلى مركز استقبال الرياضيين، بالأخص ألعاب القوى، وتم تحديثه وتجهيزه بأحدث المعدات في ذلك الوقت تناسب دورة الألعاب المتوسطية 1983. بعد سنوات، وتحديدا في عام 2011 تحسنت خدمة الرياضيين بالمرافق الرياضية.

هل لعبت لفريق «إيديال»؟

لعبت مع صديق الرياضيين برادة، رحمه الله، ضمن فريق الترجي البيضاوي الذي كان يمارس ضمن بطولة القسم الشرفي. مسيرو هذا الفريق كانوا في غالبيتهم من الوجديين الذين استقروا في الدار البيضاء. كنت صغيرا ورغم ذلك كانت بنيتي الجسدية تساعدني على مقارعة الكبار. قضيت موسما رياضيا واحدا مع هذا الفريق قبل أن أنتقل إلى نادي الميناء الذي كانت إمكانياته المادية أفضل وإن كان يمارس بدوره في بطولة القسم الثالث بعصبة الشاوية حينها، قبل أن تحمل لاحقا اسم عصبة الدار البيضاء الكبرى.

كم قضيت مع هذا الفريق؟

قضيت سنة تقريبا، ووجدت في مسؤولي نادي الميناء الممارس بالقسم الثالث، كل الدعم لأن إمكانياته أفضل من باقي فرق البطولة الشرفية. أتذكر مسؤولي «لارابسي»، وهذه هي التسمية التي عرف بها في الوسط الكروي وكان ناديا متعدد الفروع الرياضية. قلت أذكر مسيرين رائعين، أمثال فهمي والصغير، ودورهما في تنشئتي الرياضية.

كيف ستتم المناداة عليك للالتحاق بالمنتخب الوطني للشبان؟

أتذكر جيدا يوم وجهت لي دعوة الالتحاق بالفريق الوطني للشبان. كنت أخوض مباراة في ملعب الفداء بالدار البيضاء مع فريقي نادي الميناء برسم بطولة القسم الثالث، وعند نهاية المباراة تقدم نحوي رجل أسمر وصافحني ثم قال لي: “ستكون إن شاء الله ضمن الفريق الوطني للشبان، استعد من الآن ستصلك الدعوة”، لم أفهم شيئا بل فوجئت بكلام هذا الرجل، وقلت في قرارة نفسي ربما يسخر أو شيء من هذا القبيل. قبل أن أغادر الملعب نقلت للمسير فهمي ما قاله لي ذاك الرجل الأسمر الذي وعدني بالالتحاق بالفريق الوطني، فضحك فهمي وقال لي إن الرجل الذي تكلم معك هو مدرب المنتخب الوطني للشبان، وهو اللاعب السابق للوداد محمد الخلفي الذي كان من أشهر لاعبي الوداد والفريق الوطني. تلقيت الدعوة شفويا في الملعب قبل أن تصلني كتابيا.

كانت مفاجأة لك ولأعضاء فريقك، أليس كذلك؟

كانت مفاجأة للجميع، فقد دخلت التاريخ كأول لاعب في القسم الثالث ينادى عليه للمنتخب الوطني. سررت بهذه الالتفاتة، وعلمت أن مسؤولا في وزارة الشباب تساءل، حين علم بوجود لاعب ضمن المنتخب اسمه ميري عبد الكريم، «كيف تمت دعوة لاعب من القسم الثالث لمنتخب وطني؟»، لكن القدر كان يخفي لي أمورا أخرى ستحولني من لاعب مغمور إلى لاعب دولي ومحترف في أشهر الأندية الفرنسية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى