حسن الخضراوي
علمت «الأخبار» من مصادرها أن الفرقة التقنية التابعة لقسم الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان تمكنت، بحر الأسبوع الجاري، من التقدم بشكل كبير في ملف التحقيقات الخاصة بكشف حيثيات صفحات فيسبوكية تنشر شائعات في موضوع الهجرة السرية، وتدعي قيام القوات العمومية بالانسحاب من المراقبة، ما أدى إلى فوضى عارمة، وتسبب في استنفار كافة السلطات المختصة، واندلاع أعمال شغب ورشق قوات مكافحة الشغب بالأحجار بالقرب من باب سبتة المحتلة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فقد نجحت الفرقة التقنية في كشف هوية مسيري بعض الصفحات الفيسبوكية التي تنشر شائعات عودة الحريك وانسحاب القوات المساعدة من مراكز المراقبة، حيث تم الاستماع إلى البعض في محاضر رسمية، كما يتواصل البحث والتدقيق لجمع كافة الدلائل والتقديم أمام النيابة العامة المختصة لدارسة المحاضر واتخاذ القرار المناسب، طبقا للقوانين الجاري بها العمل.
وحسب المصادر ذاتها، فإن الأبحاث التي قادها ضباط الفرقة التقنية بولاية أمن تطوان، اعتمدت على معدات تكنولوجية حديثة في تتبع ورصد ومراقبة الصفحات الفيسبوكية المشبوهة، حيث تم التوصل إلى الهوية الحقيقية لمسيرين، فضلا عن التدقيق في معلومات أخرى تتعلق بالأهداف المتوخاة من نشر الشائعات، والتسبب في استنفار أمني على أعلى مستوى، للتعامل مع حالات توافد قاصرين على باب سبتة المحتلة في وقت متأخر من الليل.
وكانت فرقة الأبحاث التقنية، التابعة للفرقة الولائية للضابطة القضائية بولاية أمن تطوان، باشرت تعقب مجموعة من الصفحات الفيسبوكية التي قامت بنشر شائعات فتح الحدود الوهمية مع سبتة المحتلة، أمام عبور المهاجرين السريين والقاصرين، ما تسبب في فوضى عارمة واستنفار جميع السلطات المختصة والقوات العمومية، لمنع أفواج بشرية من الوصول لنقط قريبة من الثغر المحتل.
وساهمت تجهيزات المختبر الرقمي الحديثة التي تتوفر عليها المصلحة المختصة بولاية أمن تطوان، بشكل كبير في تسريع إجراءات تحديد هوية القائمين على صفحات فيسبوكية مشبوهة لنشر الشائعات، وكذا تعقب معلومات للوصول إلى الجهات التي تساهم في النشر على أوسع نطاق، فضلا عن تحريض القاصرين على خرق الطوارئ، والهجوم الجماعي للهجرة السرية بطرق تواصل وتقنيات مختلفة.
وكان بعض المرشحين للهجرة غير المشروعة، الذين انساقوا خلف شائعة الحريك الجماعي، قاموا برشق عناصر القوة العمومية بالحجارة، ورفضوا الامتثال، ما تسبب في إلحاق خسائر مادية بسيارتين خاصتين كانتا بالقرب من مكان التدخل، بينما تمكنت دوريات الشرطة من إيقاف خمسة أشخاص ممن تورطوا في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، حيث أمرت النيابة العامة المختصة بوضعهم تحت تدبير الحراسة النظرية، والاستماع إليهم وتقديمهم للعدالة.
يذكر أن شائعة الحريك الجماعي التي تم تداولها بشكل كبير بمدن الشمال، تسببت في خروج قاصرين وغيرهم من الشباب من منازلهم في وقت متأخر من الليل، وتوجههم إلى محطات الطاكسي في محاولة للتوجه نحو باب سبتة المحتلة، فضلا عن اختيار البعض ركوب دراجات نارية تفاديا لأي توقيف من قبل الدوريات الأمنية المكثفة، في حين اختار البعض اللجوء إلى كراء سيارات يمتهن سائقوها النقل السري.