أمل بعد الفاصلة
التعدد أغلب النساء تفضل الموت على أن يوضعن في مأزقه، علمت من حكايات المجتمع خبر رجل تقوم ركيزة حياته الأساسية على الدين، فهو أستاذ لمادة التربية الإسلامية، تزوج بزميلة له في الشعبة نفسها وتواعدا على أن يعيشا معا في السراء والضراء، وكذلك كان. ولكون الرجل حرم من نعمة الأولاد في حين كانت الزوجة ولودا، فإنها أصرت على البقاء معه واحترام حبها ووعدها، ولو أن عشق الأمومة أكبر من حب الرجل في القلب.
مرت سنوات عديدات، جدد الرجل، بعد أن تجاوزت زوجته مرحلة الخصوبة، زيارة طبيب وسوس له صديق بخبرته وقدرته على تحقيق المعجزات. بعد مدة من الخضوع للعلاج ولدت نسبة الصفر فاصل الصفر والعشرة أصفار ثم الواحد أملا للإنجاب، ولا أسهل عليه من أن يفكر في الزواج من جديد، متناسيا تضحية زوجته وحبيبته ورفيقة دربه الأولى لمجرد بروز أمل يقع بعد الفاصلة.
زنبقة الحب
رغم التناقضات التي كنا نسلم نفسينا إليها قبل البوح، كان هناك دوما بصيص أمل. اليوم عيون آمالنا أصابتها موجة من الرمال قمت أنا نفسي ببعثها لك بعدما بللت شطآن دموعي لذة العذاب المنكهة بتوابل الصبر. تراك تعلم كيف أعيش اليوم؟ كالبوم معلقة بشجرة أمل وعيني محدقتان في أدق تفاصيل الظلام. لعلني أبصرك إذا ما قررت العودة، حكمة الأبراج تقول ذلك، فكل من نحبهم يغادروننا ولا يرجعون.
بالغت يومها في التملي في ملامحك على لوحة ذلك الملصق الذي يملأ جدارية الإعلانات بجامعتي التي أدرس فيها، كنت حينها على عجلة من أمري، لكن نظرتك الثاقبة استمالتني.. لأول مرة يخفق قلبي لصورة رجل، صورة جعلتني أتخيل أن صاحبها يرافقني في ما بعد كظلي، غير أنه لا يختفي إذا ما غابت الشمس إلا لينام بين عيني وجفني، ويعلن ثورته التي انقلبت ضد إرادتي قلبي وعقلي بعد كل شروق جديد. اجتهدت كثيرا لأجعله يبدو عاديا بذاكرتي، رجل وسيم الكلمات، لم أقرأ له شيئا قبل أن صادف قدري دون موعد استلبت من ذاتي. أعجبت بصورته ولم أكن أعلم حينها أن زنبقة حبه تنمو بدواخلي.