حمزة سعود
تنتظر ساكنة العاصمة الاقتصادية تسلم العديد من المشاريع المتعثرة منذ سنوات، بسبب اختلالات تدبيرية في عدد منها ووجود أخرى في حالة من الإهمال والنسيان منذ سنوات في انتظار تدخل والي جهة الدار البيضاء سطات، محمد امهيدية.. بنايات عبارة عن أملاك جماعية تحولت إلى أطلال ومرتع للمتشردين أمام خصاص الأوعية العقارية بالمدينة ولجوء الجماعة إلى الاقتراض عوض استغلال هذه المنشآت في مشاريع تنموية.
تنتظر عشرات المشاريع التي حولتها مقاطعات الدار البيضاء مع توالي ولايات مجالسها المنتخبة خلال السنوات الماضية، تدخلا من ولاية مجلس جهة الدار البيضاء سطات من أجل النظر في استغلالها كمتنزهات أو وحدات سكنية في ظل شح الأوعية العقارية بالمدينة.
ومن بين المشاريع المتوقفة التي استنزفت مجلس المدينة خلال العقود الماضية، المشروع السكني الحسن الثاني، قرب مقبرة اليهود ومحطة أولاد زيان، والذي صرفت من أجله أزيد من مليارين، وكان موجها لفائدة الموظفين الجماعيين والإداريين.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن المشروع الذي تحولت بنايته حاليا إلى أطلال، يوجد على مساحة إجمالية تفوق 10 آلاف متر مربع، ويعتبر من بين الممتلكات الجماعية التي طالها النسيان منذ عقدين من الزمن، إلى أن تصدعت جدرانه وبات وفق خبرات منجزة غير صالح للسكن، باستثناء إدخال تعديلات في عمليات البناء.
وتشير المعطيات المتوفرة بأن هذه المشاريع «الراكضة» المهجورة منذ عقود، تستنزف ميزانيات مهمة من المجالس الجماعية المتعاقبة على تدبير مجلس مدينة الدار البيضاء، خاصة أن الجماعة تطلب ديونا خارجية من البنك الدولي لإنجاز بعض المشاريع في الوقت الذي توجد فيه مجموعة من الممتلكات الجماعية في وضعية إهمال ونسيان، تحرم المجلس الجماعي من مداخيل مهمة وبعضها يُكترى بقيمة مالية هزيلة.
ومن بين المشاريع المتعثرة و»الراكضة» بالعاصمة الاقتصادية مركب «فيليب» بمقاطعة سيدي بليوط، والذي تبقى بنايته مستحوذة على هكتارات ويوفر 20 ألف مقعد، ويبقى غير صالح لاحتضان التظاهرات الرياضية أو الترفيهية بتراب المقاطعة.
وعرف مشروع تهيئة حديقة حيوانات عين السبع تعثرا أثر بشكل سلبي في الوقت الحالي على تنوع الفضاءات الترفيهية بالمدينة، خاصة أن العاصمة الاقتصادية تعرف خصاصا حادا من حيث المنتجعات والفضاءات الترفيهية المخصصة للأطفال والتنزه العائلي.
وبالعودة إلى تفاصيل المشروع، الذي انطلقت أشغاله سنة 2016، والذي كان مفترضا تسليمه خلال السنة الماضية، فالمشروع تناهز قيمته المالية 250 مليون درهم، جزء منها يقدر بـ40 مليون درهم منحتها جهة الدار البيضاء سطات، على أساس مساهمة ثانية لمجلس المدينة تقدر بـ80 مليون درهم، فيما ساهمت وزارة الداخلية، وتحديدا المديرية العامة للجماعات بـ130 مليون درهم، فيما تكلف بإنجاز المشروع شركة الدار البيضاء للتجهيز.
وتم تأجيل افتتاح المسرح الكبير بالدار البيضاء، الذي تظهر حاليا في واجهاته الأمامية، آثار الإهمال، بسبب الجائحة وتداعياتها، في الوقت الذي تظل فيه البناية إلى اليوم تتآكل بشكل يومي، وتحتاج، من أجل افتتاحها حاليا، إلى فرق صيانة ونظافة متخصصة من أجل افتتاحها قريبا في وجه العموم.
وخصصت وزارة الداخلية، عبر المديرية العامة للجماعات المحلية، ووزارة الثقافة وصندوق الحسن الثاني للتنمية والاجتماعية ومجلس عمالة الدار البيضاء، أزيد من 144 مليار سنتيم لإنجاز المسرح الكبير، ليتوفر على قاعة للعروض الفنية بـ1800 مقعد وأخرى للعروض المسرحية بـ600 مقعد وقاعة للموسيقى الحديثة تتسع لأزيد من 300 شخص، مع قاعات صغيرة للتمرين و4 قاعات للاجتماعات وموقف سيارات تحت أرضي يتسع لـ173 سيارة، مع فضاءات تجارية بالداخل وجناح للفنانين. فيما تحتاج جل هذه المشاريع إلى تدخل من ولاية الدار البيضاء لتسليمها للبيضاويين مطلع السنة المقبلة، في ظل تتبع الوالي الجديد لهذه المشاريع مع شركات التنمية المحلية المكلفة بالإنجاز.