النعمان اليعلاوي
أصدر وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، قرارا مفاجئا يقضي بمنع الأنشطة الطلابية داخل الحرم الجامعي. ووجه أمزازي مراسلة إلى رؤساء الجامعات بشأن منع أنشطة الفصائل الطلابية، وطالب رؤساء الجامعات بعدم الترخيص لأي جهة باستعمال مرافق الجامعات والمؤسسات التابعة لها من أجل تنظيم تظاهرات كيفما كان نوعها، مبررا القرار بما تشهده بعض المؤسسات الجامعية خلال التظاهرات المنظمة بمقراتها، وما ينجم عنها من اصطدامات ومواجهات عنيفة، حسب المراسلة الوزارية التي أضافت أن قرار المنع جاء «على إثر الأحداث المؤسفة، وما ينجم عنها من اصطدامات ومواجهات عنيفة يقع ضحيتها العديد من الطلبة والمتدخلين»، مؤكدة أن القرار جاء «تفاديا لتكرار هذه الأحداث التي تهدد سلامة جميع العاملين بهذه المؤسسات، وتنعكس سلبا على السير العادي للدراسة بها».
في المقابل، دخلت الفرق البرلمانية على الخط في الموضوع، وطالبت فرق من الأغلبية سعيد أمزازي بتقديم توضيحات عن توجيهه مذكرة المنع إلى رؤساء الجامعات. واعتبر سؤال كتابي وقعه أربعة برلمانيين عن «البيجيدي»، أنه «في الوقت الذي كنا ننتظر أن تتدخل الوزارة للحد من حالات العنف الشاذة والمعزولة داخل الحرم الجامعي، يفاجئنا الوزير بهذا القرار الغريب»، مشددين على أن القرار «من شأنه ضرب الجامعة في عمق أدوارها التأطيرية على المستوى الثقافي والعلمي». وطالب النواب الوزير بالكشف عن «حيثيات هذا القرار الغريب»، مع «ضرورة العمل للتراجع عن مثل هذه القرارات التي من شأنها التشويش على أدوار الجامعة المغربية».
وعادت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لتوضيح تفاصيل قرار منع الأنشطة الثقافية داخل المؤسسة الجامعية، مشيرة، في بلاغ لها بهذا الخصوص، إلى أن مذكرتها «تروم بالأساس الدفاع عن دور الباحثين والطلبة داخل هذا الحرم وإلى دعم مبادراتهم»، حسب البلاغ الوزاري، الذي أشار إلى أن «الغاية من هذه المذكرة تتمثل في رد الاعتبار لمبادرة الأساتذة الباحثين، حيث تسعى إلى جعل إدارات المؤسسات الجامعية والجامعات الداعم الأول لهم ماديا وتنظيميا، وأن المذكرة تهدف أيضا إلى دعم المبادرات الطلابية وجعلها هادفة ومفتوحة للجميع في إطار رؤية قائمة على الحوار الفكري واحترام حرية الإبداع العلمي والثقافي والفني»، مؤكدة على أن «هناك من يسعى منذ مدة إلى استغلال هذه الحرية الجامعية من أجل التشويش على الفضاء الجامعي من خلال زرع أفكار تزيغ عن مبادئ الاختلاف وقيم الديموقراطية التي طالما كانت الجامعة خير مدافع عنها، مما يتسبب في إثارة زوابع إعلامية وفي حدوث مشادات ومواجهات بين الطلبة».