أمزازي يكشف لـ«الأخبار» خطة وزارته لتنظيم الباكلوريا داخل المناطق المهددة بموجات إصابة
الوزير: جميع مراكز الامتحانات ستتضمن قاعات معزولة تخضع لبروتوكول خاص لتجنب نقل العدوى
خلفت تطورات الوضع الوبائي التي عرفتها الأيام الأخيرة تساؤلات كثيرة حول خطة وزارة التربية الوطنية للمضي قدما في تحدي تنظيم امتحانات الباكلوريا، خصوصا في المناطق التي ماتزال تخضع لإجراءات الطوارئ الصحية، وهي أربعة أقاليم تم تصنيفها ضمن المنطقة 2. هذه التساؤلات أضحت أكثر إلحاحية مع تسجيل بؤرة هي الأكبر حتى الآن، وذلك في جماعات قروية تابعة لإقليم القنيطرة. هذه الجماعات تضم مئات التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في الثانويات التأهيلية الواقعة في بعض الجماعات وكذا داخل مدينة القنيطرة، ومنهم من سيجتاز امتحانات الباكلوريا بعد أسبوعين من الآن. والتخوفات التي سجلها بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تتمثل في أن يصبح بعض هؤلاء التلاميذ المصابين مصدر عدوى ستنقل من القرى التي يقطنون فيها، والتي تم عزلها الآن، إلى المدن التي تتواجد فيها مراكز الامتحانات والداخليات التي ستؤويهم. هذه التساؤلات لا تقلق الوزارة الآن، خصوصا وأننا على بعد أسبوعين من موعد إجراء الامتحانات، وهي فترة كافية لاحتواء هذه البؤر، والتأكد من الحجم الحقيقي للإصابات، بما في ذلك إجراء فحوصات للتلاميذ المرشحين للباكلوريا، الذين ينتمون لكل المناطق التي ستشهد بؤرا للإصابات مستقبلا قبل السماح لهم بالتنقل لمراكز الامتحانات العادية، وفي حالة التأكد من الإصابات أو استمرار وجود شبهة إصابات، فإن الوزارة أعدت خطة وبروتوكولا خاصا.
أمزازي: كل مركز امتحان يضم قاعة معزولة للحالات المشتبهة
حالة الاستنفار التي تعرفها السلطات العمومية المختلفة لاحتواء البؤر الوبائية التي عرفتها بعض مناطق المغرب، كان لها صدى في قطاع التربية الوطنية، خصوصا وأن مناطق انتشار الوباء أخيرا تقع في العالم القروي، والتلاميذ المرشحون لاجتياز امتحانات الباكلوريا سيضطرون للتنقل من قراهم صوب جماعات أو مدن مجاورة حيث تقع مراكز الامتحانات والداخليات التي سيقيمون فيها في فترة الامتحانات. مثلما حدث قبل أيام في بؤرة «لالة ميمونة» حيث تشير الأرقام إلى وجود حوالي 200 تلميذ يدرسون في ثانويات تأهيلية تقع في مدينة القنيطرة.
وأكد وزير القطاع سعيد أمزازي، في تصريح خص به جريدة «الأخبار»، أنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثير لهذه البؤرة على الخطة التي برمجتها الوزارة وشرعت في تنزيلها منذ مدة، لكون فترة 17 يوما التي تفصلنا عن موعد إجراء الامتحانات كافية لفرز الحالات المصابة فعليا. وأكد أمزازي أن وزارته أعدت خطة تشمل كل المديريات الإقليمية بدون استثناء، حيث تتواجد على صعيد كل مراكز الامتحانات قاعات خاصة معزولة ستخضع لبروتوكول إضافي خاص، سيوضع فيها المرشحون الذين تأكدت إصابتهم أو المشتبه في إصابتهم. لذلك، حسب أمزازي، فالخطة الوزارية لا ترتبط ببؤرة بعينها، بل ترتبط بكل السيناريوهات المستقبلية.
إجراء الامتحانات في مراكز خاصة لأسباب صحية، ليس أمرا مستجدا، يؤكد الوزير أمزازي، بل جرت العادة كل سنة أن يتم تحويل غرف الاستشفاء في المستشفيات والمصحات إلى قاعات امتحانات تخضع لنفس الشروط القانونية التي تخضع لها قاعات الامتحانات في المؤسسات التعليمية، وهذه الغرف تخصص لتلاميذ مصابين بأمراض مزمنة أو مصابين بحوادث مختلفة، فرضت عليهم ظروفهم الصحية التواجد في مراكز الاستشفاء، والأمر نفسه سيحدث، لا قدر الله، في الحالات التي سيتم التأكد من إصابتها، إذ الأهم، يؤكد أمزازي، أنه لا أحد سيحرم بسبب ظرفه الصحي من اجتياز امتحانات الباكلوريا. وفي نفس الوقت سيكون على الوزارة تحمل مسؤوليتها كاملة في ضمان سلامة الأطر والمرشحين، وذلك بتمكين المصابين من اجتياز الامتحانات في غرف خاصة معزولة تخضع لبروتوكول صحي خاص.
بروتوكول خاص لمرشحي مركزي ابن سليمان وبنكرير
خطة وزارة التربية الوطنية لتنظيم امتحانات الباكلوريا في ظل ظروف الطوارئ الصحية، تشمل أيضا المترشحين الذين رحلتهم السلطات الطبية المختصة، قبل أيام، إلى مؤسستين صحيتين متخصصتين في كل من بنسليمان وبن جرير..، حيث غادر العديد من المصابين المستشفيات المنتشرة عبر التراب الوطني نحو هاتين المؤسستين، ومن الطبيعي أن يكون من ضمن المصابين مترشحون للباكلوريا. هؤلاء ستخصص لهم قاعات خاصة وفق بروتوكول خاص ليجتازوا الامتحانات في أفضل الظروف، سواء أثناء اجتياز الامتحانات أو باقي العمليات، مثل تصنيف أوراق الأجوبة والتصحيح ومسك النقط.
وكان بلاغ مشترك لوزاتي الداخلية والصحة، قد أفاد، مساء السبت الماضي، بأنه سيتم تجميع الحالات النشطة لكوفيد-19، والحالات الإيجابية الممكن اكتشافها مستقبلا، في مؤسستين صحيتين متخصصتين في كل من بنسليمان وبن جرير، مشيرا إلى أن هذا الإجراء سيمكن من التسريع، ابتداء من 20 يونيو الجاري، في عملية الرفع التدريجي للحجر الصحي.
وأكدت مصادر وزارية أن هذه الفئة من المصابين تتضمن تلاميذ، وخصوصا من بؤرتي مراكش وهؤلاء سيجتازون الامتحانات في بنجرير، تحت إشراف أكاديمية مراكش، بمن في ذلك القادمون من جهات أخرى. والأمر نفسه بخصوص المصابين الذين تم إيداعهم المركز الصحي ببنسليمان، حيث ستشرف أكاديمية الدار البيضاء على تنظيمها. وأكدت المصادر ذاتها أن عددا من المصابين حاليا سيتم إرجاعهم في غضون الأسبوعين القادمين حالما يتم التأكد من شفائهم التام، وهؤلاء سيجتازون الباكلوريا بشكل عادي، أما حالات الإصابة التي ستسجل خلال هذه الفترة، فسيتم ترحيلها إلى المركزين المذكورين، والحالات التي لم تشف بشكل نهائي ستخضع للبروتوكول الذي سيتم تطبيقه هناك.
يذكر في هذا السياق أنه بدل إبقاء الحالات الإيجابية لـ«كوفيد-19» موزعة عبر مستشفيات المملكة التي يجب فتح المجال فيها لعلاج الأنواع الأخرى من الأمراض، وبهدف ضرورة حماية هذه الحالات وكذا محيطها العائلي والمهني، مع توفير الرعاية اللازمة لها، قررت الحكومة تجميعها، بالإضافة إلى الحالات الإيجابية الممكن اكتشافها مستقبلا، في مؤسستين صحيتين متخصصتين بكل من بنسليمان وبن جرير، واللتان ستوفران جميع شروط الإقامة الملائمة والمتابعة الطبية المناسبة.
الوزير يقف ميدانيا بأكاديمية جهة بني ملال- خنيفرة على سير الاستعدادات لإنجاح محطة الباكلوريا
قام سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مرفوقا بوالي جهة بني ملال- خنيفرة والكاتب العام للوزارة، الأربعاء الماضي، بزيارة تفقدية إلى مركز الإعداد المادي للامتحانات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال- خنيفرة، حيث اطلع الوزير والوفد المرافق له على الإجراءات المتخذة لتنظيم امتحانات نيل شهادة الباكلوريا وتأمينها، والتدابير الوقائية والاحترازية التي قامت بها الأكاديمية لضمان السلامة الصحية للمترشحات والمترشحين والأطر الإدارية والتربوية المشرفة على الامتحانات، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، والمرتبطة بإعلان حالة الطوارئ الصحية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19). واطلع أمزازي على عمليات التأهيل والصيانة التي خضعت لها فضاءات الاعتكاف والطبع والاستنساخ وتخزين المواضيع لضمان جاهزيتها واستجابتها للمعايير الوطنية المعتمدة. كما عاين إجراءات السلامة الصحية وظروف إيواء الطاقم الإداري المكلف بالإعداد المادي لامتحانات البكالوريا بالمركز الجهوي للامتحانات.
وتم استعراض مجمل الإجراءات المتخذة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لتأمين مختلف المحطات المتعلقة بإجراء امتحانات الباكلوريا لهذا الموسم، وكذا الإجراءات الوقائية، حيث قدم مدير الأكاديمية شروحات حول أبرز التدابير الصحية الاحترازية المفعلة، ووسائل الوقاية التي تم توفيرها: كمامات، ومعقمات كحولية، ومعدات لتعقيم الفضاءات، وألبسة واقية وغيرها من الإجراءات التي تم تضمينها في دليل إجرائي منسجم مع دليل المساطر المعد من طرف الوزارة، والذي تم التنسيق بشأنه مع القطاعات المعنية (السلطات الأمنية والصحية..)، كان من بين توصياته إجراء تحاليل مخبرية للمعتكفين والعاملين بالمركز الجهوي للكشف عن فيروس كورونا (كوفيد- 19) أولها تم بتاريخ 08 يونيو 2020، والثاني تم إجراؤه يوم 15 يونيو 2020، وقد كانت نتيجتها سلبية للجميع. كما يرتقب إجراء كشف مخبري آخر بعد انطلاق الاعتكاف بالمركز، وتنظيم زيارات ميدانية من طرف مسؤولي الصحة، بهدف تتبع إجراءات السلامة الصحية بكل من مقر الاعتكاف، وفضاء التغذية.
وشملت الجولة الميدانية للوزير أمزازي، أيضا، عددا من مراكز الامتحان بالجهة، وهمت بعض القاعات المغطاة والمدرجات والقاعات الكبرى التي تم اعتمادها مراكز للامتحان ببني ملال، وأبي الجعد، ووادي زم وخريبكة..، حيث اطلع عن كثب على كافة التدابير المتخذة لتأمين إجراء هذا الاستحقاق الوطني الهام في احترام للمساطر المحددة في الدلائل والمذكرات الوزارية، واختتم زيارته بتفقد المركز الإقليمي لحفظ المواضيع بالمديرية الإقليمية بخريبكة، واطلع عن كثب على جاهزيته لاستقبال مواضيع الامتحانات المسلمة من المركز الجهوي للامتحانات، وحفظها وترتيبها، حسب المسالك والمواد.
أمزازي: جهة بني ملال- خنيفرة جاهزة تماما لإنجاح هذه المحطة
في تصريح خص به “الأخبار”، أكد الوزير سعيد أمزازي أن الزيارة التي قام بها إلى جهة بني ملال خنيفرة «كانت مناسبة للوقوف على مدى تقدم الاستعدادات الجارية لتنظيم الامتحان الوطني الموحد للباكلوريا – دورة 2020، خاصة الجوانب المتعلقة بالتدابير الوقائية والاحترازية المتخذة من أجل الحفاظ على صحة وسلامة المترشحين والأطر التربوية والإدارية وجميع المتدخلين في مختلف محطات هذا الاستحقاق الوطني، سواء على مستوى مركز الاعتكاف أو مراكز الامتحان أو مراكز التصحيح».
وأكد وزير القطاع، في السياق نفسه، أنه لمس من خلال زيارته للمركز الجهوي للامتحانات بمدينة بني ملال وكذا لبعض القاعات المغطاة بكل من بني ملال وأبي الجعد ووادي زم، ولمدرجات كلية الآداب ببني ملال التي ستحتضن لأول مرة اختبارات هذه الدورة، وكذا الثانوية التأهيلية «الموحدين» والمركز الإقليمي لحفظ المواضيع بخريبكة، «أن جميع الإجراءات الوقائية تم اتخاذها، خاصة تعقيم جميع الفضاءات وتوفير الكمامات والمعقمات، ووضع آليات تنظيمية بغية احترام مسافة التباعد الجسدي، علاوة على اعتماد جميع آليات تأمين المواضيع وأوراق التحرير».
وأكد وزير القطاع، أيضا، أن هذه الزيارة كانت «مناسبة للاطلاع على المؤشرات الرقمية الخاصة بهذه الدورة على مستوى الجهة وكذا مختلف الترتيبات التي قامت بها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال خنيفرة على غرار الأكاديميات الجهوية الأخرى من أجل ضمان تنظيم محكم لهذا الامتحان»، كما تم الوقوف، خلال هذه الزيارة، على انخراط كبير لجميع الفاعلين التربويين والإداريين في الاستعدادات التي تمت مباشرتها على المستويين الجهوي والإقليمي، وكذلك تعبئة السلطات الترابية والأمنية، ومصالح وزارة الصحة ووزارة الثقافة والشباب والرياضة من أجل إنجاح هذا الاستحقاق الوطني الهام.
السليفاني: الوزارة باشرت عملية واسعة لتقييم تجربة التعليم عن بعد
في سياق متصل، أكد مدير أكاديمية جهة بني ملال خنيفرة، في تصريح خص به “الأخبار”، بخصوص مستقبل التعليم عن بعد، أن الظروف الاستثنائية التي تجتازها بلادنا، والمرتبطة بإعلان حالة الطوارئ الصحية للحد من تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد 19)، مناسبة للتعجيل بحلول بديلة تضمن الاستمرارية البيداغوجية، بعد توقف الدروس الحضورية بالمؤسسات التعليمية، وهو ما استلزم، حسب الأستاذ السليفاني، اتخاذ إجراءات استعجالية لإنتاج موارد رقمية ودروس مصورة لفائدة التلميذات والتلاميذ بمختلف المستويات التعليمية، تنضاف للموارد الرقمية التي تتوفر عليها الوزارة، وذلك بهدف ضمان الاستمرار في التحصيل الدراسي، في إطار الاستمرارية البيداغوجية.
وفي هذا الصدد، يضيف مدير الأكاديمية، عرفت عملية إنتاج الموارد الرقمية الخاصة بالتعليم عن بعد انخراطا واسعا للأطر التربوية والإدارية بالجهة، من أساتذة ومفتشين ومديرين وأطر التوجيه التربوي وتقنيين، مشكورين. حيث تم إنتاج 4669 موردا رقميا على المستوى الوطني تم وضعها بالبوابة الإلكترونية Telmidtice، وإعداد ما يقارب 4000 درس تم بثها على القنوات التلفزية، بالإضافة إلى إنتاج كبسولات إعلامية لتأمين خدمات الإعلام والاستشارة عن بعد في مجال التوجيه المدرسي والمهني والجامعي، ووصلات خاصة بالتربية البدنية، والحياة المدرسية، دون إغفال الدروس الموجهة للأطفال في وضعية إعاقة.
وبهدف تطوير التعليم عن بعد باعتباره أحد الوسائل الحديثة في التعليم، التي تشهد اهتماما متزايدا، ولترصيد التجارب الناجحة، أضاف الأستاذ السليفاني أن الوزارة باشرت عملية واسعة لتقييم تجربة التعليم عن بعد واستطلاع الرأي بشأن انتظارات الأسر والتلاميذ.
وذكر مدير أكاديمية جهة بني ملال خنيفرة، في هذا السياق، أن توظيف التكنولوجيا الحديثة في التعليم حظي بالأهمية اللازمة في الإصلاح التربوي، الذي نحن بصدد تفعيل مقتضياته، إذ تم التنصيص عليه في القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي في المادة 33 من الباب الخامس، من خلال الدعوة إلى تعزيز إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في النهوض بجودة التعلمات وتحسين مردوديتها، وإحداث مختبرات للابتكار وإنتاج الموارد الرقمية وتكوين مختصين في هذا المجال، وتنمية التعلم عن بعد، باعتباره مكملا للتعلم الحضوري، وتنويع أساليب التكوين والدعم الموازية للتربية المدرسية والمساعدة لها، وإدماج التعليم الإلكتروني تدريجيا في أفق تعميمه. وهو ما يستلزم تعبئة وطنية لتوفير الآليات اللوجستية والبيداغوجية اللازمة، وتعزيز التكوين الأساس والمستمر، من أجل إنجاح تجربة التعليم عن بعد، وجعله دعامة لمدرسة المستقبل، يختم الأستاذ مصطفى السليفاني.
أرقام الباكلوريا بأكاديمية الجهة
بلغ عدد المترشحات والمترشحين لاجتياز امتحانات الباكلوريا دورة يوليوز 2020، بجهة بني ملال خنيفرة، ما مجموعه 32218 مترشحة ومترشحا (24005 مترشحين متمدرسين، 8213 مترشحا من فئة الأحرار)، وتمثل نسبة الإناث 47% من مجموع المترشحين. فيما بلغ عدد المترشحين بالتعليم العمومي 22681؛ أي ما يمثل حوالي 94%، مقابل 6% بالتعليم الخصوصي.
وبلغ عدد المترشحات والمترشحين لاجتياز الدورة العادية لامتحانات الباكلوريا دورة يوليوز 2020 بالمديرية الإقليمية بخريبكة 8717، وبمديرية بني ملال 8212، وبمديرية أزيلال 5531، وبمديرية الفقيه بن صالح 4876، في حين تم تسجيل 4882 مترشحة ومترشحا بالمديرية الإقليمية بخنيفرة.
وبخصوص توزيع المترشحين حسب أقطاب الشعب، فقد بلغ عدد المترشحين للمسالك العلمية والتقنية والمهنية 17866 مترشحة ومترشحا، وبمسالك الآداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل 14352 مترشحة ومترشحا.
ولضمان التباعد الجسدي بين المترشحين، فقد تم تمديد فترة اجتياز الامتحان الوطني الموحد إلى 05 أيام عوض 3 أيام المعمول بها سابقا، وذلك باعتماد قطبين للمسالك والشعب، ويتعلق الأمر بقطب الآداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل، سيجتاز مترشحوه الامتحان الوطني الموحد على مستوى 1511 قاعة امتحان يومي 3 و4 يوليوز 2020، ومترشحو القطب العلمي والتقني والمهني سيجتازون الامتحان الوطني الموحد بفضاءات 1942 قاعة امتحان، خلال الفترة الممتدة ما بين 6 و8 من الشهر نفسه، وهو ما استلزم الرفع من عدد مراكز الامتحان بالجهة، من خلال تخصيص 135 مركزا، من بينها 9 قاعات رياضية مغطاة (القاعة الرياضية ببني ملال، والقاعة الرياضية الأمل بخريبكة، والقاعة الرياضية متعددة التخصصات بأبي الجعد، والقاعة المغطاة مولاي الحسن بوادي زم، والقاعتين الرياضيتين بأزيلال ودمنات، والقاعة الرياضية بخنيفرة، والقاعة الرياضية بثانوية أبي القاسم الزياني، وقاعة رياضية مغطاة بالفقيه بن صالح)، وتخصيص 12 مدرجا و5 قاعات كبرى بالمؤسسات الجامعية باعتبارها مراكز امتحان، وذلك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، والكلية متعددة التخصصات بخريبكة، والمدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح.
كما تم تهييئ فضاءات الداخليات لإيواء 2306 مترشحات ومترشحين خلال فترة إجراء امتحانات نيل شهادة الباكلوريا (420 مستفيدا ببني ملال، و284 بخريبكة، و862 بأزيلال، و433 بخنيفرة، و307 بالفقيه بن صالح). مع اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية، والمتمثلة أساسا في تخفيف أعداد المترشحين بالداخليات، عبر استغلال داخليات أخرى شاغرة مجاورة، وتوفير الكمامات، والمعقمات الكحولية، والمناديل الورقية والكؤوس البلاستيكية ذات الاستعمال الوحيد، واعتماد الوجبات الفردية للمقيمين، مع تحسيسهم بقواعد الحماية والتباعد الجسدي.
وبالإضافة لإجراءات السلامة الصحية، عملت الأكاديمية الجهوية والمديريات الإقليمية التابعة لها على اتخاذ كافة التدابير الاحترازية لتأمين مختلف العمليات المرتبطة بامتحانات الباكلوريا، تضمن للمترشحات والمترشحين كافة حقوقهم في تكافؤ الفرص، وضمان مصداقية وموثوقية شهادة الباكلوريا، وتعزيز مراقبة فضاءات الإعداد المادي للامتحانات، اطلعت عليها وثمنتها لجنة مشتركة للسلطات الترابية والأمنية ومندوبية الصحة والوقاية المدنية يوم الخميس 11 يونيو 2020.
زمن الامتحان ممتد من انطلاق الاستعداد حتى لحظات ترقب النتائج
انقطاع التواصل الإنساني المباشر بين الأساتذة والتلاميذ رفع درجة القلق والتوجس لدى شريحة واسعة من التلاميذ – عبد الرحيم الضاقية باحث في مجال التربية والتكوين
يعرف قلق الامتحان بأنه حالة نفسية انفعالية (أي أنها طبيعية وليست مرضية) تحدث قبل وأثناء الامتحانات مصحوبة بأعراض جسمية ونفسية، من توتر وتحفز، وسرعة انفعال وانشغال عقلي بأفكار سلبية، ما يقلل أحياناً من التركيز المطلوب للمذاكرة والاستعداد للامتحان وقد يعطي نتائج سلبية. فنجد أن معظم التلاميذ يشعرون بالتعب والملل والإجهاد في هذه الفترة، ويُبدون تذمراً شديداً من عملية التحضير، ولعل أغلب تلاميذنا يأخذون موقفاً سلبياً من نصائح الأهل تجاه تكثيف ساعات الدراسة ومضاعفة الجهود في الأسابيع القليلة التي تسبق فترة الامتحانات.
أرخت الأزمة الصحية بظلالها على مرحلة مهمة من السنة الدراسية، وهي مرحلة الاستعداد للامتحانات، حيث توقفت الدراسة فجأة حفاظا على أرواح رواد المدرسة ومرتفقيها. واتخذت الوزارة الوصية إجراءات متساوقة مع الظرفية بإلغاء بعض الاستحقاقات الامتحانية والإبقاء على أخرى من أجل المحافظة على مصداقية الشهادات الوطنية. وقد تعود التلاميذ والطلبة ومجمل المرشحين للاستحقاقات الاختبارية على دعم معرفي ومنهجي ونفسي من الأساتذة والمكونين الذين يسهلون عليهم مرحلة الولوج إلى الجو العام للاختبارات..، لكن هذه السنة انقطع هذا التواصل المباشر والإنساني بين الطرفين ما رفع من درجة القلق والتوجس لدى شريحة واسعة من المترشحين.
وتأتي هذه الورقة كمساهمة في فتح بعض المسارات المنهجية أمام أعين الجميع علها تيسر الولوج الناجح للاختبارات المقبلة.
1- في مفهوم الامتحان:
ارتبط الامتحان في المخيال المجتمعي بلحظة فاصلة بين مسارين، بل تعتبر هذه اللحظة حاسمة في مسار ومصير معين، وقد تتيح الولوج إلى مستوى آخر. إذن هي فترة توقف مصيرية تمتح من رمزية النزال والمخاتلة بين الذات والآخر الحقيقي أو الرمزي. لذا تناسل القول المأثور في واقعة الامتحان مثل «عند الامتحان يعز المرء أو يهان»… كما ارتبطت هذه اللحظة بالرهبة الدفينة من الفشل، سواء الدراسي أو المهني أو في مراتب ودرجات الحياة، وما يستتبع ذلك من نظرة المجتمع الذي ينتج لدى المستهدف (ة) آلاما وجروحا نفسية ورمزية.
2- استراتيجية مواجهة الامتحان:
– يختزل الامتحان لحظة لقاء موضب ومبرمج بين عدة أطراف على الأقل:
أ- الممتحن(ة): وهو المرشح(ة) لاختبار عن طريق إرادته في الخضوع للاختبار، واستيفائه الشروط النظامية والقانونية التي يثبتها بوثائق يدلي بها في ملف ترشيحه الذي يتضمن وجوبا طلبا واضحا يبرز فيه رغبته/ا في المشاركة في الامتحان.
ب- الممتحن/ة: قد يكون هذا الطرف بالمفرد أو بالجمع، وفي أغلب الحالات يتكون من أعضاء لجنة الاختبار أو الهيئة أو الجهة المنظمة.
ج- الجهة المنظمة للامتحان: في الغالب تكون مؤسسة خاصة أو جهة حكومية (وزارة) يكون هاجسها الأول والأخير وضع آلية لانتقاء عدد معين من المرشحين الذين يستجيبون لمواصفات محددة، وغالبا ما تتكلف هذه الجهة بالجوانب التنظيمية واللوجستية للامتحان.
د- المعرفة المحال عليها: تتمثل المعرفة المحال عليها في الامتحانات في المكونات التي تشكل عناصر مرجعية ومواصفات خاصة قد تكون:
كفايات مهنية؛
معرفة؛
تجارب؛
مهارات.
هذا اللقاء المتعدد والافتراضي تنجم عنه خطط واستراتيجيات من أجل توفير شروط نجاح كل طرف في مهمة إنجاز الامتحان في أحسن الظروف.
– تدبير زمن الامتحان:
قد يكون زمن الامتحان ممتدا إلى ما قبله وما بعده أي منذ لحظات الاستعداد وحتى لحظات ترقب النتائج..، لكننا سوف نهتم عمليا بلحظة الإجراء كمكون حاسم ومؤثر في اللحظات الأخرى باعتبار أن تلك الدقائق المعدودة هي التي يتم فيها حشد القدرات والكفايات والمهارات والتجاوب مع الوضعية المقترحة.
أولا: أن للامتحان زمنا يتأسس عليه، فهو خلاصة أو خاتمة مشوار أو مسار، إنها لحظة تركيبية فاصلة.
ثانيا: أن الزمن يعتبر مقياسا للتدبير الفردي للوضعيات الاختبارية، فمن خلاله تقاس مؤشرات الإنجاز على مستوى المنافسات.
ثالثا: أن تركيب مؤشري الصعوبة والزمن يتيح فرز المترشحين من حيث القدرات الذهنية في استحضار المعطيات والتوفر على مساحات زمنية كافية للتفاعل معها.
رابعا: أن الوضعيات المهنية كلها تقاس على أساس تقليص مدة الإنجاز وكلما كان التحكم في الزمن حاضرا إلا وكانت الإنجازات موفقة والكفاءة المهنية حاصلة باعتبار معيار القدرة على اتخاذ القرار في ظل ظروف محددة سلفا.
3 ـ نوع الإشكالية المطروحة:
الإشكالية حسب محمد عابد الجابري هي منظومة من العلاقات التي تنسجها داخل فكر معين مشاكل عديدة مترابطة لا يتوفر إمكان حلها منفردة ولا تقبل الحل إلا في إطار عام وشمولي. ويرى العروي أن الإشكالية هي كيفية تصور المشكلات في منظومة فكرية معينة.
ويمكن أن نتقدم في هذا الباب بنماذج كثيرة التداول في الامتحانات المختلفة منها:
إشكالية نوعية Problématique quantitative:
قد يطرح الموضوع قضية كيفية تتعلق باختيارات أو توجهات عامة في مجال معين.
إشكالية كيفية: Problématique qualitative
وتتعلق بعناصر ومؤشرات قابلة للقياس الكمي بواسطة نسب وجداول إحصائية أو مبيانات تدل على تحديد اتجاهات عامة أو خاصة.
إشكالية سببية: Problématique causale
يتأسس هذا النوع على القدرة في كشف الدوافع والمسببات التي تفرز ظاهرة معينة، وغالبا ما يسهل التعرف عليها من خلال المطالب الرئيسية التي توجه الاختبار مثل الدوافع- والعوامل- المسببات.
إشكالية مفاهيمية: Problématique conceptuelle
تعد المفاهيم بؤرا للتفكير والتحليل لذا نجد أن التحكم فيها من بين التمارين الفكرية المعقدة التي يمكن أن يقاس بها التحكم في الوضعية الاختبارية.
4 ـ بنية الأجوبة:
عالجنا من خلال العنصر السالف عتبات السؤال ومطالبه، سوف نشتغل في هذا المستوى على بنية المنتوج النهائي الذي سيكون أمام لجنة التصحيح وعلى أساسه يتم إصدار أحكام تقويمية.. ومن هذه النماذج:
بنية العناصر والمكونات:
يتكون هذا النوع من الأجوبة من بنية تجميعية تعدادية لمجموعة من العناصر المكونة لموضوع أو مطلب معين وغالبا ما يتم اختيار منهجية معينة لعرضها حسب السؤال والسياق.
بنية الأسباب والنتائج:
تعد هذه البنية من البنيات الثنائية لكنها تتميز بنسج تعالقات بين الحدث fait سواء كان واقعة حقيقية وواقعا غير ملموس وأسبابه أو عوالمه تم نواتجه. وهنا لابد من الإنصات الدقيق للمطالب حيث يمكنها أن تتجه إلى استكناه الأسباب فقط أو النتائج فقط أو بعض منها وفي هذه الحالة على المترشح(ة)، أن يكون حذرا من منزلق الخروج عن الموضوع.
بنية تشخيصية:
تعد القدرة على التشخيص من أهم الكفايات التي يتم الاعتماد عليها لتقويم الكفايات المهنية والمعرفية..لأنها تساعد على التفاعل مع المشاكل والقضايا والصعوبات الآجلة أو العاجلة واقتراح علاجات ملائمة حسب الظرفية الموضوعية.
بنية حجاجية:
يتأسس الحجاج Argumentation على اشتقاق براهين منطقية قصد إثبات أو تفنيد أطروحة أو قضية. ولإنتاج بنية حجاجية لا مناص من حشد العناصر القادرة على إقناع المخاطب(ة) بمدى منطقية وقوة الحجج التي يتم التقدم بها.
بنية المقارنة: Structure comparative
من الشائع أن يتم عقد المقارنة بين عنصرين فقط لكن وضعية الامتحان تفرض على المترشح/ة أن يكون مستعدا لعقد المقارنة بين أكثر من عنصرين ويكون الهدف قياس مدى القدرة على الخروج باختيارات منطقية وصائبة.
بنية تحليلية نقدية: Structure Analytico-critique
تكون هذه البنية الجوابية نتاج العبارة المتداولة في نصوص الاختبارات والتي تطلب من المترشح /ة ما يلي: «حلل(ي) وناقش/ي» التي يمكن أن ترد وحدها أو تكون مقننة بعناصر أخرى: مثل حلل وناقش على ضوء وثيقة أو موقف أو رأي شخصي أو غيره، وهنا تأخذ البنية أبعادا أخرى.
بنية جدلية: Structure dialectique
تنتمي هذه البنية إلى حقل معرفي واتجاه معين يجعل من الجدل Dialectique محركا لعمليات التحليل والنقد، وقد أثبتت هذه الأداة مصداقيتها حتى خارج هذا النسق الفكري نظرا لبنيتها البسيطة (ثلاثية: الأطروحة – نقيض الأطروحة – التركيب) وقدرتها على التأقلم مع وضعيات فكرية وتطبيقية.
كانت تلكم رحلة افتراضية انطلقت من وضعية توجس وخوف ورهبة ومرت بخطط واستراتيجيات بعضها ذاتي والآخر موضوعي ساهمت في إنارة الطريق وكشف عتبات الدخول والخروج، وحشد ما يكفي من الآليات لأعمال التدبر والتحليل والمقايسة بين الممكن والمتاح والمكتسب والمستحيل في لعبة طفولية تجعل الذات تكتشف حدودها وإمكانياتها في مواجهة محفل مجهول/معلوم يطور آلية احترام الآخر دون تبخيس للانا.