شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

ألا طيري ألا طيري

 

مقالات ذات صلة

 

حسن البصري

 

حين كان الطاقم التقني لفريق ماميلودي صن داونز يرقص على أنغام أهازيج جمهور الوداد، اعتقد الحاضرون والغائبون وأعضاء «الكاف» أن الكرة قادرة على إصلاح ما أفسدته السياسة. لكن إدارة الوداد كانت تبحث عن مخرج لمشكل لا علاقة له بالكرة وخطط المدربين.

لقد منعت سلطات جنوب إفريقيا الترخيص للطائرة التي كانت ستقل فريق الوداد الرياضي، إلى بريتوريا، في رحلة خاصة من أجل مواجهة ماميلودي صن داونز، برسم إياب نهائي دوري السوبر الإفريقي.

ولأن السلطات الجنوب إفريقية تصر على منع الطائرات المغربية من التحليق في أجوائها أو الهبوط في مطاراتها، فإن الوداد فوض أمره لرئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، باتريس موتسيبي، الجنوب إفريقي والمقرب من دائرة القرار السياسي، فعاش نوبة إحراج.

تحركت الخطوط الهاتفية بين الرباط وبريتوريا من أجل إزالة مسامير سياسية في طريق فريق يلعب الكرة فقط. وتبين أن طائرات الخطوط الملكية المغربية ممنوعة من دخول المجال الجوي لجنوب إفريقيا أو النزول في مطاراتها.

ركبت السلطات الجنوب إفريقية رأسها، وأصرت على الرفض وكأنها تود لو أن لاعبي الوداد نزلوا فوق ملعب بريتوريا عبر مظلات طائرة، وهو ما جعل الوداد يبحث عن خيار آخر، ركوب طائرة أجنبية، فيما يرى دعاة الحل الثالث ضرورة سفر بعثة الوداد إلى جنوب إفريقيا في رحلة عادية، عبر قطر أو الإمارات العربية المتحدة. ما بعثر برنامج المدرب الذي كان يراهن على السفر المبكر إلى بلد غارق في السياسة والضغينة من رأسه إلى قدميه، علما أن المباراة ستجرى يوم الأحد القادم.

موتسيبي أمام اختبار حقيقي، عليه أن يبرهن للجميع أن ما كان يردده في خطبة رواندا، «الكرة تقرب الشعوب»، يحتاج لحرف استثناء سقط سهوا. مادامت الجزائر وحليفتها جنوب إفريقيا تمنعان التحليق وتجيدان التصفيق.

لم يعد السفر مجرد تأشيرة وتذكرة وحقيبة، فهو اليوم قطعة من العذاب، وأحيانا لعبة حظ حين تنجح في رحلة ذهاب وإياب إلى بلد آخر دون أن يصادرك بلاغ حكومي أو تجبرك قوانين الطوارئ على تمديد إقامتك، قبل أن يظهر قانون منع التحليق لدواع سياسية.

في الجزائر، نسي منظمو كأس أمم إفريقيا للفتيان التفاصيل التقنية للدورة القارية، وصرفوا النظر عن شكاوى المنتخبات التي حضرت دون أن تجد حافلة تقلها من المطار إلى مقر إقامتها، وركزوا كامل اهتمامهم حول المنتخب المغربي، المنظمون يسألون المشجعون يستفسرون المخبرون في حالة استنفار: «هل ستحلق طائرة في جوفها منتخب المغرب وتكسر قرار منع الرحلات المباشرة بين المغرب والجزائر»؟

كان المنتخب المغربي آخر الملتحقين بقسنطينة، في رحلة مباشرة وبتدخل من الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي ذكر الاتحاد الجزائري بمبدأ فصل الكرة عن السياسة، ونبهه إلى الجلد الذي تتعرض له قيم الرياضة في كل دورة قارية أو جهوية تحتضنها الجزائر، وتم اللجوء لحل الطائرة الأجنبية التي أقلت فتيانا يتعلمون في كل رحلة درسا في السياسة.

انشغل الجميع بالخط الجوي المباشر، وحين تدخلت «الفيفا» وهددت بمعاقبة صناع خلطة السياسة والرياضة، بحثوا عن سبيل آخر لضرب مشاعر البعثة المغربية، وأجروا تعديلا على لازمة: «شجع فريقك واحترم ضيفك»، وأباحوا استبدال «احترم» بكلمة «استفز».

قبل عامين منعت طائرة تحمل في جوفها بعثة الوداد من دخول المجال الجوي الجنوب إفريقي، واضطر الفريق إلى استبدال الطائرة المغربية بأخرى غابونية، وضاعت في التغيير أمتعة اللاعبين وسقطت أوراق المدربين.

في المقابل يرخص المغرب للطائرات كيفما كانت جنسيات شركاتها، شريطة استيفاء شروط قوانين الملاحة الجوية، سيظل المشكل قائما إلى حين انسحاب السياسة من ملاعب الكرة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى