محمد سليماني
خرجت إدارة المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير عن صمتها بعد توالي الشكايات المقدمة من قبل أهالي عدد من المرضى الذين وافتهم المنية داخل مصالح المستشفى، ونقلوا إلى مستودع الأموات في انتظار دفنهم.
وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن إدارة المستشفى برأت ذمتها، وعدم مسؤوليتها عن أثمنة نقل الموتى، والصناديق الخشبية والأكياس البلاستيكية. وبحسب المعطيات، فقد جاء ذلك بعدما توصلت إدارة المستشفى الجهوي بشكايات عدد من الأسر وأقرباء عدد من الهالكين الذين اشتكوا من الارتفاع الصاروخي والمبالغ فيه جدا، في أثمنة نقل الموتى من قبل شركات وأرباب نقل الموتى نحو مقابر الدفن، إضافة إلى ارتفاع أثمان الصناديق الخشبية المخصصة للجثث، وكذلك الأكياس البلاستيكية المخصصة للمتوفين بمرض كوفيد 19.
وقد دعت إدارة المستشفى الجهوي المتضررين اللجوء إلى السلطات المختصة، للنظر في شكاياتهم، وهو ما يشبه اعترافا ضمنيا، بأن أسعار نقل وتجهيز الموتى، مبالغ فيها بشكل كبير، مما يفرض على المتضررين اللجوء إلى المجلس الجماعي لأكادير، لكونه صاحب الاختصاص الحصري في هذا القطاع.
واستنادا إلى المعطيات، فإن عددا من سيارات نقل الموتى، تفرض أسعارا خيالية لنقل الجثث، وتظهر المبالغة الكبيرة في الأسعار، خصوصا بالنسبة للموتى المراد دفنهم بمقبرة تليلا، داخل المدار الحضري لأكادير، ذلك أن أسعار نقل الجثث من مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني، نحو مقبرة تليلا التي لا تبعد سوى بأمتار قليلة عن المستشفى الجهوي، تتراوح ما بين 800 و 1400 درهم. الأمر الذي يراه عدد من أقرباء المتوفين مبالغ فيه جدا، ولا يتناسب مع حجم العمل المقدم في بضع دقائق فقط.
وترى مصادر متطابقة، أن بعض شركات نقل الموتى، تتاجر في أزمات الناس في لحظات حزن ويأس، بفرضها أسعارا خيالية، تتجاوز أحيانا قدرات عدد من الأسر، خصوصا الأسر المعوزة، والتي تكون قد أنهكتها مصاريف الاستشفاء والتنقل من قرى بعيدة إلى أكادير، إذ تجد نفسها ملزمة بدفن موتاها هناك، عندما تكتشف أن نقلها نحو مسقط رأسها يكلف مبالغ كبيرة جدا لا تقوى على توفيرها، لكنها تصطدم بواقع مرير بأكادير عند الدفن. كما أن بعض سائقي سيارات نقل الموتى أيضا يفرضون مبالغ إضافية خلسة غير تلك المقررة من قبل الشركات المشتغلة في القطاع.
في الجهة المقابلة، يرى البعض أن ارتفاع أسعار نقل الموتى، يعود بالأساس إلى ارتفاع أسعار الوقود، وارتفاع أثمان الصناديق الخشبية، والارتفاع المهول للأكياس البلاستيكية المخصصة لجثث مرضى كوفيد 19. إضافة إلى ذلك، فإن عددا من العاملين في هذا القطاع، هم أكثر عرضة من غيرها للإصابة بالوباء أثناء نقل الجثث من مستودع الأموات، أو أثناء إنزالها من سيارة نقل الأموات.