إنزكان: محمد سليماني
فجر أطر الصحة بالمركز الاستشفائي لإنزكان فضيحة من العيار الثقيل، تتعلق بما أسمتها مجموعة من «الاختلالات» التي صاحبت عملية اقتناء وتدبير الأدوية والمستلزمات الطبية والمخبرية والكواشف المخبرية والمعدات البيوطبية بالمستشفى الإقليمي.
واستنادا إلى رسالة توصل بها المندوب الإقليمي للصحة بالنيابة، رفعها كل من المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بإنزكان أيت ملول، والمكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة، فقد تمحورت هذه «الاختلالات» حول «هدر المال العام، بعد شراء معظم المستلزمات الطبية والمخبرية والكواشف المخبرية والمعدات البيوطبية بأثمنة باهظة، وذلك رغم تنبيه رئيس الصيدلية الاستشفائية، إلا أن الجواب الكتابي للمدير بالنيابة اعتبر أن هذا الموضوع لا يدخل ضمن اختصاصات الصيدلاني رئيس المصلحة». ومن بين «الاختلالات» المرصودة، عدم احترام الظهير 2- 12- 349 الصادر في 20 مارس 2013 الموافق لـ8 جمادى الأولى 1434، المتعلق بالصفقات العمومية المنشور بالجريدة الرسمية رقم 6140 بتاريخ 4 أبريل 2013، وعدم احترام النظام الداخلي للمستشفيات بخصوص عملية اقتناء وتدبير المواد الصيدلانية، و«ظهور طابع خاص بالصيدلية مغاير للطابع الأصلي الذي اختفى في ظروف غامضة»، إضافة إلى رفض تغيير مفاتيح الصيدلية الاستشفائية، رغم مراسلة رئيس المصلحة في الموضوع.
واستنادا إلى المراسلة التي توصل بها المندوب الإقليمي بالنيابة يوم 23 يونيو الجاري، فإنه منذ أشهر «لم يتم إنجاز أي صفقة بخصوص الأدوية والمستلزمات الطبية، بناء على حاجيات كل مصلحة، والاقتصار فقط على سندات الطلب (bons de commande)، وإلغاء الصفقات السابقة، مما أثر بشكل كبير على تزويد مختلف الأقسام والمصالح بالأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية». إضافة إلى ذلك، تم اكتشاف «عدم توفير ظروف التخزين لكميات مهمة من الكواشف المخبرية، التي تم تسليمها إلى الصيدلية الاستشفائية دون سابق إنذار، مما عرض عددا كبيرا من هذه الكواشف التي تم اقتناؤها عن طريق صفقة باهظة للتلف، وعدم توفير المستلزمات الضرورية لوحدة التعقيم، مما يعرض المرضى لخطر التعفنات والأمراض المعدية، ويهدد سلامتهم وسلامة المهنيين، وغياب ظروف التخزين السليمة بالصيدلية لحماية الأدوية من الحرارة والأشعة والرطوبة والحشرات وتسربات مياه الأمطار، حيث تم تخزين بعض المستلزمات الطبية والمعدات البيوطبية وسوائل التعقيم خارج الصيدلية في ظروف غير سليمة دون أدنى مراقبة صيدلانية، رغم رصد لجنة التفتيش الجهوية لهذه الوضعية.
من جانبه، كشف المندوب الإقليمي للصحة بالنيابة بعمالة إنزكان- أيت ملول في اتصال مع «الأخبار»، أن المستشفى الإقليمي له مديره المسؤول عنه، وعن شؤون تدبيره. وأضاف المتحدث ذاته أنه سيعقد، خلال الأيام القليلة المقبلة، جلسة مع النقابتين المعنيتين لاستطلاع الوضع، مبرزا أنه «إذا تبين فعلا وجود هذه «الاختلالات»، فسأكلف لجنة تفتيش للقيام بعمليات افتحاص وتفتيش لترتيب المسؤوليات».