أكادير: محمد سليماني
فجّرت كل من اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بأكادير، وجمعية الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي لأكادير، قنبلة من العيار الثقيل، بعدما أعلنتا، عدم أهلية المستشفى الجهوي الحسن الثاني لتكوين أطباء داخليين وأخصائيين، وهو ما يضع جودة تكوين الأطباء الذين يدرسون بكلية الطب بأكادير على المحك.
وطالب الأطباء الداخليون والمقيمون بضرورة إيجاد حلول بديلة وعاجلة لإنقاذ تكوينهم الطبي الذي يمارسونه داخل المستشفى الجهوي، نظرا لعدم انتهاء الأشغال بالمستشفى الجامعي المحاذي لكلية الطب.
وأفاد بيان توصلت «الأخبار» بنسخة منه، بأن «الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي بأكادير، ومنذ ما يقارب السنتين على تعيين أول فوج من الأطباء الداخليين، يعاني على مستويات عدة، منها التكوين الطبي الذي لا يرقى أبدا إلى مستوى التطلعات، رغم جهود الأساتذة المبذولة، كما أن ظروف الاشتغال كارثية بأغلب المصالح الاستشفائية، وخصوصا مصلحة المستعجلات، إضافة إلى ذلك لم يتم توفير أبسط الحقوق التي يكفلها القانون للطبيب الداخلي إلى حدود الساعة».
ورغم المجهودات المبذولة من قبل هذه الفئة، التي تشتغل غالبا بدوام كامل، وأحيانا تؤمن الخدمة الطبية ما بين ثلاث وأربع مصالح طبية في الآن نفسه، إلا أن وضعيتها، بحسب المصادر، في تدهور مستمر بدءا «بالغياب التام للأمن داخل مصالح المستعجلات، رغم الاعتداءات اللفظية والجسدية المتكررة، لكن لم تحرك الإدارة ساكنا».
وكشف هؤلاء الأطباء النقاب عن ظروف العمل المزرية، في ظل «غياب أبسط وسائل الحماية، مما يضطر الأطباء إلى الاشتغال بدون كمامات، ودون قفازات طبية للحماية من الجائحة لهم وللمرضى، إضافة إلى حرمانهم من التغطية الصحية، والحق في الحصول على وجبات غذائية أثناء العمل».
وكشف الأطباء الداخليون في بيان لهم أنه «تم التضييق عليهم أثناء اختيار التخصص الذي لم يبق لبدايته سوى أقل من أسبوعين»، إذ طالبوا بضرورة «تهيئة المصالح الاستشفائية وتوسيعها، وتجهيزها بالوسائل الطبية والبيداغوجية الملائمة، كي يجد الطبيب الداخلي الأرضية مناسبة عندما يباشر تخصصه، من أجل الحصول على تكوين جيد، وهو ما سينعكس إيجابا على صحة ساكنة جهة سوس – ماسة، لكن الأطباء وجدوا أنفسهم في مستشفى جهوي غير مؤهل وغير كاف للتكوين في التخصص الطبي المطلوب».
يذكر أن من بين مظاهر العشوائية والتخبط في تدبير القطاع الصحي بالجهة، تعيين أطباء داخليين بالمستشفى الجامعي لأكادير قبل أن تنتهي أشغال بناء هذا الأخير، بل وتعيينهم قبل تعيين إدارة بهذا المرفق، حيث ظل الأطباء مستخدمين لسنة كاملة دون وجود مخاطب يلجؤون إليه.
إلى ذلك طالب الأطباء الداخليون بأكادير بمنح حرية اختيار التخصص للطبيب الداخلي إسوة بباقي زملائه بالمستشفيات الجامعية، وتوفير وسائل الممارسة الطبية السليمة، وتوفير التغطية الصحية لهم، ثم صرف تعويضاتهم عن الحق في التغذية والسكن وبأثر رجعي.