أصحاب محلات بشارع محمد الخامس بفاس يطالبون بتهيئته ومحاربة الباعة المتجولين
فاس: لحسن والنيعام
احتج العشرات من تجار شارع محمد الخامس والأزقة المتفرعة عنه، بوسط مدينة فاس، رفقة بعض أعضاء غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالجهة، صباح أول أمس (الخميس)، على تدهور البنيات التحتية، وإغراق أرصفته بالباعة المتجولين، وغياب الإنارة العمومية، وانتشار المشردين، وأصحاب السوابق، وبائعات الهوى، في ساحة «الريكس» المجاورة. وهدد جواد المرحوم، أحد أعضاء الغرفة بالاستقالة تضامنا مع التجار المتضررين.
وقال المحتجون إن العشرات منهم، في ظل هذه الأوضاع، أصبحوا ينتظرون كل صباح أن يدق الإفلاس أبوابهم، وأن يسدلوا الستار على ما تبقى من بريق أمل في إعادة الحياة إلى محلاتهم، وطالبوا العمدة الأزمي بالوفاء بوعود سبق له أن قدمها لهم، إبان الحملة الانتخابية، متسائلين عن السر وراء عدم اتخاذ أي إجراء لتهيئة هذا الشارع الذي يعتبر القلب النابض للتجارة بوسط المدينة.
واستغل بعض التجار مناسبة هذه الوقفة لمطالبة والي الجهة، سعيد ازنيبر، بالتدخل لإنقاذ ما يمكنه إنقاذه، ومراجعة الضرائب الثقيلة التي نزلت عليهم، في ظل ما أسموه عجز المجلس الجماعي عن بلورة أي مشاريع لتأهيل البنيات التحتية. وأشار التجار إلى أن لقاءات عقدت مع نواب العمدة الأزمي، لكن دون أن تسفر عن أي نتائج تذكر. وأكدوا أن تنظيمهم لهذه الوقفة الاحتجاجية يرمي إلى إثارة انتباه السلطات المحلية إلى الأزمة التي يعانونها جراء الأزمة التي ضربت اقتصاد المدينة، والتي تزيد من حدتها وضعية الشارع والأزقة المتفرعة عنه.
هذا واكتفى المجلس الجماعي لفاس، منذ ما يقرب من سنة، بتشذيب أشجار الشارع في عز الصيف، واقترح على أصحاب المحلات والسكان إعادة صباغة جدران الواجهة، معتبرا أن هذا الإجراء سيساهم في تقديم صورة جديدة عن الشارع، وهي الاقتراحات التي أثارت انتقادات لاذعة من قبل المعنيين، معتبرين أنها تشكل محاولة من المجلس للتهرب من تحمل المسؤولية.
ويجد عدد من المواطنين صعوبات في المرور من بعض الأزقة المجاورة لـ«السوق المركزي»، بسبب تحولها إلى أوكار للمشردين وأصحاب السوابق. وتزداد خطورة الوضع في هذه الأزقة مع حلول الظلام، في ظل غياب الإنارة العمومية، وتؤثر هذه الصورة السلبية على أصحاب المحلات التجارية. في حين تحولت ساحة «الريكس» إلى مكان تستعرض فيه ممارسات «الذعارة الشعبية» خدماتهن، وتتحول أطرافها، بين الفينة والأخرى، إلى ساحة للكر والفر بينهن نتيجة خلافات حول الزبائن. ويدفع هذا الوضع العديد من المواطنين إلى تجنب ارتياد هذه الفضاءات، تجنبا للمخاطر المحدقة بهم، ويلحق هذا العزوف خسائر كبيرة بأصحاب المحلات التجارية المجاورة. وشهدت الساحة، في الآونة الأخيرة، حادث اعتداء على مسير مقهى حديقة «الريكس» بالسلاح الأبيض على مستوى العنق، وذلك بعدما أبدى امتعاضه جراء استفحال هذا الوضع، وطالب، في أشرطة فيديو، بالعمل على تنقية محيط الحديقة، إنقاذا لمشروعه الاستثماري المهدد بالإفلاس نتيجة عدم تحمس المواطنين لارتياد المقهى بسبب أصحاب سوابق يزرعون الرعب في صفوف المارة.